أعلنت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن مدير مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي «أف بي آي»، «روبرت مولر»، قد زار الجزائر خلال هذا الأسبوع والتقى مع العديد من كبار المسؤولين الأمنيين دون أن تقدّم مزيدا من التفاصيل الأخرى المتعلقة بطبيعة الملفات التي تمّت مناقشتها ولا حتى النتائج التي توصّل إليها الطرفان في ظل تزايد التحدّيات الأمنية في المنطقة. اعترفت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر، في بيان مقتضب لها صدر الخميس، أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أجرى فعلا خلال تواجده في بلادنا هذا الأسبوع لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أمنيين وفي قطاع القضاء كذلك، ويُرجّح أن يكون على رأسهم المدير العام للأمن الوطني اللواء «عبد الغاني الهامل»، وكذا قائد الدرك الوطني اللواء «أحمد بوسطيلة». ولم يتضمّن بيان السفارة الأمريكية معلومات تفصيلية بخصوص تاريخ مجيء «روبرت مولر» إلى الجزائر، ومع ذلك اكتفت الوثيقة بالإشارة إلى معطيات سطحية من قبيل أن «الهدف من هذه الزيارة كان بحث قضايا موضع اهتمام مشترك وسبل تعزيز الجهود المشتركة لتصدينا الجماعي للجريمة وتهديد الأمن». وهذا تأكيد على انشغال إدارة البيض الأبيض للتدهور الأمني الذي تعرفه منطقة الساحل الإفريقي بفعل تزايد سيطرة مجموعات مسلحة محسوبة عن «القاعدة» على مناطق هامة في شمال مالي مستغلة الانفلات الأمني الحاصل في البلاد. وتعكس هذه الزيارة الهامة لمسؤول رفيع بحجم مدير مكتب ال «أف بي آي» الشراكة الإستراتيجية التي تجمع الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وغالبا ما اتفق البلدان على تعزيز هذا التعاون خصوصا وأن واشنطن تعارض أي تدخل أجنبي في المنطقة مع الاكتفاء على الدعم اللوجيستيكي لبلدان الساحل من أجل مواجهة التحدّيات الأمنية المتزايدة خصوصا في أعقاب حالة عدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا منذ أشهر. في سياق ذلك أكد المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب، «دانييل بنجامين»، أن الأحداث الأخيرة في مالي «سمحت بتواجد مكثف لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المدن الشمالية من مالي ولكن ذلك مؤقتا»، مضيفا في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بغرفة النواب خصصت للجماعات الإرهابية الناشطة في إفريقيا أنه «للمرة الأولى هناك تواجد كبير لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المدن المالية الشمالية الكبرى»، وتابع: «نعتقد أن ذلك سيكون مؤقتا وأن تنظيم القاعدة سيعود إلى وكره في الصحراء في جبال تيرغارغار شمال مالي». وبعد أن ذكّر بالعمليات التي قامت بها الحركة من أجل تحرير الأزواد لاحتلال المدن الكبرى والفصيلة المنشقة أنصار الدين، أكد رئيس محاربة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية الذي سبق له أن زار الجزائر بأن هذه الوضعية «سمحت لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالتحرك بحرية أكبر وبالوصول إلى المصادر بأكثر سهولة»، ثم تساءل: «إذا كان لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ زمن طويل تطلعات إقليمية مشكوك فيها وإن كان رؤسائه يأملون في الاستفادة من حالة اللااستقرار الحالي شمال غرب إفريقيا فكيف سيستغلون التطورات الأخيرة في المنطقة؟». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المسؤول الأمريكي قوله: «لقد حقّقت الولاياتالمتحدة تقدما مع شركاء مختارين في المنطقة»، مشدّدا على أن «الجزائر وموريتانيا والنيجر تحصلت على نتائج حقيقية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ليخلص إلى أنه بالرغم من الانقلاب الأخير في مالي «تحتفظ الجزائر وموريتانيا والنيجر بإرادة سياسية قوية في محاربة الإرهاب»..