قال رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام «مصطفى بودينة» أول أمس بوهران، أن حاملي الذاكرة التاريخية للثورة الجزائرية هم مسؤولون أيضا عن تبليغها للأجيال الجديدة إلى جانب المؤرخين والسياسيين، مؤكدا أن أجيال ما بعد الاستقلال بحاجة إلى قسط أكبر من كتابة تاريخ الثورة المجيدة. أبرز «مصطفى بودينة»، لدى إشرافه على ندوة تاريخية في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال49 لمظاهرات 11 ديسمبر1960، أن أجيال ما بعد الاستقلال بحاجة إلى قسط أكبر من كتابة تاريخ الثورة المجيدة ومسار الحركة الوطنية والنضالات الشعبية التي وقفت في وجه الاستعمار ولكي يعلم الشباب حجم التضحيات التي قدمها جيل الثورة والثمن الذي دفعه المجاهدين البواسل أمام قوة عسكرية للمستعمر كانت تعد الرابعة في العالم مدعومة بقوى الحلف الأطلسي آنذاك، ودعا رئيس الجمعية في السياق ذاته المجاهدين بمختلف فئاتهم من قدماء فدائيين ومعطوبي حرب التحرير وقدماء المحكوم عليهم بالإعدام إلى المبادرة في تدوين وكتابة حقائق الثورة ومسارها "صونا لمغزاها الحضاري ومبدأها الإنساني الكبير" داعيا إلى فتح المجال أمام شريحة الشباب في لقاءات وندوات المجاهدين وإشراكهم في النقاش حول تاريخ الوطن والعمل على ترسيخ رسالة نوفمبر في قلوبهم، وأضاف «بودينة» أن كتابة تاريخ الثورة يزيد من روح الوطنية للأجيال المتعاقبة "وأن العودة القوية للروح الوطنية الملموسة لدى الشباب كانت أمنية شهداء الثورة" ملحا على ضرورة منح كتابة تاريخ الثورة كل الاعتبار والأهمية، وأشار في سياق متصل أن الأجيال الجديدة مدعوة إلى تجسيد "المواطنة" بالعودة إلى دروس الثورة والاستلهام من مبادئها وبطولاتها وقيمها الحضارية النبيلة مبرزا أهمية جهود هذه الأجيال في البناء والتشييد والعمل على رقي البلاد والذي لا يقل أهمية عن تضحيات جيل الثورة، وقد شهدت هذه الندوة حضور وجوه ثورية وتاريخية بارزة فيما تم تكريم عائلات المنفذ ضدهم الأحكام بالإعدام من قبل السلطات الاستعمارية وعائلات بعض المجاهدين الراحلين من فئة قدماء المحكوم عليهم بالإعدام، كما عرف هذا اللقاء نقاشات واسعة حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وأثرها على المسار الثوري والإدلاء بشهادات حية من قبل مجاهدين عايشوا هذا الحدث التاريخي.