مدلسي يرفض وصف الطوارق بالإرهابيين : الجزائر تقترح حلا سياسيا لوقف الاقتتال بين الجيش المالي والطوارق

دعا وزير الخارجية مراد مدلسي أمس كل من الحكومة المالية وطوارق مالي الذين دخلوا في قتال عبر الحدود مع الجزائر إلى حل سياسي وقال مدلسي في تصريح على هامش استقباله لوزير صربي ”إن علاقتنا مع الحكومة المالية علاقة مستمرة ونحن نعمل على دفع التعاون في كل المجالات وخاصة في الظروف الراهنة ونحن نجتهد مع الحكومة المالية ما قررناه على المستوى الإقليمي من أجل محاربة الإرهاب وليس محاربة الطوارق”· وأضاف ”إن الطوارق نعتبرهم كمواطنين في هذه الدول سواء أكانت في مالي أو النيجر ولا بد من حل سياسي تجاه الطوارق ونفى علاقة الطوارق بالعناصر الإرهابية”·
وأضاف مدلسي بالقول أن ”الجزائر وأمام هذه المشكلة (القتال بين الحكومة المالية وفصيل من الطوارق) استضافت في إطار اتفاقية الجزائر (2006) الأطراف السياسية ومثلما يعرف الجميع كانت اجتماعات هناك قبل أسبوع في الجزائر، ونحن نرجو ان يصلوا إلى قاسم مشترك عبر الحوار وتقويته والوصول إلى حل سياسي”· وشدّد على أن ”الجزائر تحتضن الحوار وتدعمه في حدوده السياسية”، وشكّلت وزارات الدفاع والداخلية والخارجية لجنة لمتابعة الأوضاع في شمال مالي، عقب الاقتتال الذي وقع بين حركة التحرير الأزوادية والجيش المالي وتعمل اللجنة على متابعة الوضع الأمني عبر الحصول على المعلومات أولا بأول حول الوضع العسكري والأمني في شمال مالي، ومتابعة الوضع الإنساني لسكان شمال مالي من جهة ثانية·
وتسعى الجزائر للعب دور الوساطة بين الطرفان للتوصل إلى حل سلمي واستقبلت في 2 و4 فيفري الحالي وفدا من طوارق مالي وممثلي الحكومة المالية من أجل التفاوض والخروج بحل سلمي ومعروف أن الجزائر لعبت دورا فعالا في تسهيل اتفاق الجزائر المبرم يوم 4 جويلية ,2006 وذلك بعد انتفاضة الطوارق في شمال مالي يوم 23 ماي ,2006 حيث قامت بالوساطة للتوصل إلى اتفاق وقعه ممثلو كل من حكومة مالي وممثلي التحالف الديمقراطي ل23 ماي من أجل التغيير·
وتعرف منطقة تيليسيت شمال كيدال التي تبعد ب 150 كلم عن الحدود مع الجزائر معارك بين الجيش المالي ومجموعة من الطوارق المتمردين، وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي أسسها مقاتلون من الطوارق عادوا مؤخرا من ليبيا قد توعدت الحكومة المالية بالرد بقوة على ما وصفته بمساعي السلطة في باماكو للاستمرار في خنق الحريات وهدر أموال سكان الشمال من الطوارق والعرب وتهميشهم وعدم حل مشاكلهم المتفاقمة منذ أكثر من خمسين عاما وتتخوف الجزائر من تكرار موجة النزوح الجماعي التي وقعت في ثمانينيات القرن الماضي، بعد اندلاع الحرب بين الحكومة المالية والمتمردين الأزواد·