يضم الحوش حوالي 100 عائلة كانت تقطن قبل 15 سنة في أقبية إحدى المصانع بالمنطقة حسب أحد القاطنين، وبعد أن استرجع مالك المصنع مصنعه وجدت العائلات نفسها مشردة في الشارع دون مأوى، ولجأت حينها إلى البلدية لتسوية وضعيتهم فمنحتهم إحدى المساحات الأرضية الشاغرة وقاموا بعدها ببناء "براكات" بسيطة على أمل ترحيلهم في أقرب الآجال وتلك كانت وعود السلطات المحلية في تلك الفترة، وبدل السنة مرت 15 سنة دون أن يتم التكفل بوضعيتهم، وازداد غضبهم بعد عمليات الترحيل السابقة التي لم تشملهم، لذلك قاموا بمقابلة الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للحراش حسب ذات المتحدث، وهم حاليا في انتظار قراره وإلا فسيقومون بقطع الطريق على حد تعبير القاطنين الذين تحدثوا إلينا، وعن الظروف السيئة التي يعيشونها أكد لنا هؤلاء أن بيوتهم لا تصلح حتى أن تكون إسطبلات للحيوانات فهي مبنية بطريقة عشوائية، مشيدة من مادة الباربان للجدران والصفيح الذي غطى الواجهة، ناهيك عن ضيق الغرف مما جعلها تصبح كالأفران في فصل الحر، وفي فصل الشتاء ترتفع فيها درجة الرطوبة التي سببت للعديد منهم مختلف أمراض الحساسية والربو، إضافة إلى تسربات مياه الأمطار للغرف من الثقوب التي تملأ الأسطح وعن غياب الضروريات أوضح هؤلاء أنهم يُعانون الأمرين خاصة أمام غياب الماء الشروب عن الحنفيات ولعدة أيام، الأمر الذي يضطرهم إلى القيام برحلة بحث يومية عن هذه المادة الحيوية التي يكثر الطلب عليها، والوضع لا يقل سوءا خلال فصل الشتاء، أين تعرف تلك السكنات المعدمة برودة قاسية، مؤكدين أن سكناتهم باتت هشة يمكن لها أن تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة، وذلك نتيجة تأثرها بزلزال ماي 2003، معاناة سكان حوش سليبة لا تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت لتطال مشكل غياب الإنارة العمومية، مما جعل الظلام يخيم على الحي، كما فتح ذلك الباب واسعا لجماعات من الشباب المنحرف للتسكع بالمكان لتسود بذلك حالة من الرعب والخوف في أوساط العائلات التي فرض عليها البقاء في منازلهم، وعدم الخروج ليلا إلا في الحالات الطارئة، كما تحدّث السكان عن مشكل انعدام النظافة، حيث تفتقد السكنات التي يعيش فيها هؤلاء إلى قنوات الصرف الصحي ما اضطرهم لاعتماد حفر لتصريف المياه القذرة، الأمر الذي أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن انتشار الأوساخ والقاذورات وبشكل عشوائي في مختلف أزقة الحي في ظل غياب مكان مخصص لرمي الفضلات، مما أدى إلى انتشار مختلف الحشرات الضارة. من ناحية أخرى تحدّث السكان عن هاجس الطرقات المتدهورة، حيث باتت هذه الأخيرة وفي معظمها ترابية مليئة بالحفر والمطبات العميقة، والتي تتحوّل بمجرد تساقط قطرات المطر الأولى إلى برك من الأوحال المتراكمة، يستحيل عليهم اجتيازها دون استخدام الأحذية البلاستيكية، مشيرين في نفس الوقت أن لجوءهم لتشييد تلك البنايات القصديرية، جاء بناء على طلب السلطات المحلية وأنهم لم يكن في حسبانهم أبدا أنهم سيقضون 15 سنة كاملة في دائرة الحرمان والتهميش ولا حل أمامهم سوى الضغط على الجهات الوصية بشتى الطرق حتى تستجيب لهم على حد تعبير البعض منهم. سارة. ب