قدّرت نسبة الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب بولاية تيبازة ب 92 بالمائة في السنوات الأخيرة، ومن المرتقب أن تصل سنة 2014 إلى 96 بالمائة، وذلك بتجسيد مختلف البرامج الطموحة المسجلة في الخماسي الحالي 2010 – 2014، ومع هذا سجّلت الولاية نقصا في الربط بالمياه الصالحة للشرب في بعض البلديات مقارنة ببلديات أخرى وهي الحطاطبة 80بالمائة، سيدي سميان 70 بالمائة، مناصر 82 بالمائة، والتي يأمل أن يتم التكفل بها من خلال البرامج المسجلة. كما تتميز حالة الشبكة على مستوى الولاية بكونها مصنوعة من عدة مواد كالحديد، الفولاذ الأسود ومادة الاميونت، مما لا يساعد على حسن تسيير منظومة المياه الصالحة للشرب بالولاية، بالإضافة إلى كونها متنوعة، كما أن معظم القنوات قديمة ذات قطر غير مناسب مما يساعد على كثرة تسربات المياه القذرة، وبغية تحسين الوضع عمدت الولاية على إعادة تأهيل الشبكة في معظم البلديات بما يتناسب مع الكمية المتوقع إنتاجها بحلول نهاية 2014 وكذا الاعتماد على المقاييس العلمية المعمول بها في هذا الشأن. ولاشك أن كل العمليات التي سبق التحدث عنها مرتبطة بعملية التسيير التي يبدو أنها مرهونة بمدى نجاعة عملية التسيير عن طريق الجزائرية للمياه التي تبذل مجهودات جبارة في مراقبة المياه على اختلاف مراحلها ومواقعها في مختلف النقاط. ففيما يخص المياه التي تصل من سد بوكردان خاصة في فصل الصيف فهي مياه قابلة للاستهلاك رغم كونها مصحوبة برائحة خاصة وذلك لعدم تشبعها بالأكسيجين، لذا فإن أغلب المواطنين لا يستغلونها للشرب، الأمر الذي أدى بهم إلى البحث عن مصادر أخرى لتغطية حاجياتهم، وعليه فإنه من الواجب العمل على إيجاد الحلول المناسبة لذلك. أما عملية توزيع المياه، فهي بنسب متفاوتة من بلدية إلى أخرى، حسب نوع الشبكة والمنشآت، فهي أكثر من 200 لتر في اليوم ببلدية تيبازة إلى 32 لتر في اليوم ببلدية مناصر . كما تجدر الإشارة، إلى أنه تبقى بعض البلديات بعيدة عن المعدل الولائي 130 لتر في اليوم، بالإضافة إلى بلدية مناصر، مراد 82 لتر في اليوم، سيدي راشد 97 لتر في اليوم، سيدي غيلاس 83 لتر في اليوم، وكما هو ملاحظ في فصل الصيف حيثيزيد الطلب على الماء يتم تسجيل تذبذبات كثيرة في التوزيع تمس خاصة الطوابق العليا في العمارات وبعض التجمعات السكنية الثانوية وهذا راجع إلى عدة عوامل منها على وجه الخصوص الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بالإضافة إلى التأخر في إصلاح مختلف الاعطاب، وعليه فمن الضروري التكفل الجدي والسريع لحل هذه المشاكل. ومن بين العوامل المؤثرة سلبا على حسن تسيير المياه التسربات على مستوى مختلف الشبكات، هذه التسربات وتوزيعها عبر مختلف المناطق السكنية الحضرية والريفية والتي تستغرق أحيانا مدة زمنية طويلة في إصلاحها تعود أساسا إلى نقص الإمكانيات المادية والبشرية للمؤسسة، إضافة إلى ذلك فإن تدخلات المؤسسة في إصلاح مختلف الاعطاب يكون في غالب الأحيان بالطرق التقليدية مما يتسبب في تكرار الاعطاب . أما التسيير على مستوى البلديات فهو يضم 9 منها، أهمها سيدي سميان، حجرة النص، الداموس والحطاطبة، ويتميز التسيير من طرف البلديات بالغياب الكلي للعدادات مما يؤدي إلى الاستغلال المفرط للمياه الأمر الذي ينجر عنه عدة مشاكل منها الاختلال الكبير في معدل توزيع المياه بين المواطنين وكذا صعوبة دفع مستحقاتهم، هذه الوضعية جعلت ميزانية البلديات تتحمل كل هذه الأعباء في ظل وجود مؤسسة تسيير المياه بالولاية التي ترجع لها مسؤولية مهام تسيير المياه الصالحة للشرب. إن الرهان المستقبلي هو كسب معركة التطهير بغرض المحافظة على البيئة من جهة الانتفاع بهذه المياه في المجال الزراعي. من جهة أخرى، وعلى هذا الأساس وبعد إعطاء الأولوية للتزويد بالمياه الصالحة للشرب عمدت السلطات العمومية لوضع سياسة معتمدة على مختلف مخططات النمو قصد الوصول إلى تضاعف شبكات التطهير المحلية، ثم العمل على جمع المياه المستعملة ومعالجتها، فولاية تيبازة من الولايات التي أولت أهمية بالغة لعملية التطهير باعتبارها ولاية ساحلية ذات طابع سياحي وفلاحي، وذلك من خلال الاعتماد على وضع مخططات ولائية لجمع المياه المستعملة ومعالجتها. وقد بلغ طول شبكة التطهير المنجزة مع نهاية سنة 2009 أكثر من 834 ألف متر طولي، ومن خلال البرامج المسجلة في الخماسي الحالي فهي مرشحة للوصول إلى أكثر من 916 ألف متر طولي . إن الموقع الجغرافي لولاية تيبازة وظاهرة التغير المناخي، إضافة إلى الحجم الكبير للمشاريع التنموية في الولاية جعلت معظم بلدياتها وخاصة الساحلية منها معرضة لخطر الفيضانات، حيث كان من الواجب الدعوة إلى العمل من خلال تظافر الجهود قصد الوصول إلى التصدي لهذه الظاهرة الطبيعية التي تهدّد الأرواح والممتلكات. وفي هذا الإطار، فإن القطاع قام بإنجاز عدة عمليات شملت على وجه الخصوص مجاري المياه، أروقة الصرف وإنجاز مجمعات لجمع مياه الأمطار إضافة إلى صيانة بعض الوديان، وقد مسّت هذه العمليات أغلب البلديات الساحلية الأكثر تضرّرا، إضافة إلى بعض البلديات الداخلية مثل الحطاطبة، احمر العين والقليعة، إلا أنه وعلى الرغم من المجهودات المبذولة، تم تسجيل العديد من الفيضانات التي تسببت في عرقلة حركة المرور على مستوى الطريق، وأمام هذه الوضعية وعلما بأن المجهود البشري مهما يكن لا يمكنه أن يتصدى بصفة نهائية إلى الظواهر الطبيعية، إلا أنه ومع بداية هذا الموسم تم تسجيل فيضانات تسبّبت في عرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بكل من بلديات بوهارون، خميستي وبواسماعيل، وأمام هذه الوضعية وجب التفكير مستقبلا في التكفل باحتواء هذه المياه والسيول من مصادرها الأصلية .