معرض التجارة البينية الإفريقية : نيجيريا تستضيف الطبعة الخامسة سنة 2027    تساقط أمطار رعدية مصحوبة بالبرد بأربع ولايات جنوبية يومي الخميس والجمعة    وصول ضيوف الجزائر للمشاركة في الحدث الإقتصادي القاري    فرصة للترويج للمنتجات الجزائرية و ولوج الأسواق الإفريقية    المغرب يمارس إرهاب دولة مكتمل الأركان    الأونروا تؤكد وجود عائلات فلسطينية بقطاع غزة محرومة من "ضروريات الحياة"    الأمم المتحدة : تكثيف الهجوم الصهيوني على غزة سيدفع المدنيين إلى "كارثة أعمق"    المجلس الشعبي الوطني يشارك في أشغال مؤتمر حول الموارد المائية بأديس أبابا    تضع برنامجا يعكس الموروث الثقافي الجزائري وأبعاده الإفريقية    وزير الثقافة يستقبل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية    معرض التجارة البينية الإفريقية: رئيس الجمهورية يستقبل القادة ورؤساء الوفود المشاركة    معرض التجارة البينية الإفريقية: الصحافة الوطنية تسلط الضوء على الآفاق الواعدة لطبعة الجزائر    المنفي يبرز أهمية الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية في تحقيق التكامل الإفريقي-الإفريقي    بداري يستقبل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية    الذّاكرة الوطنية رافعة استراتيجية لبناء الجزائر المنتصرة    التصدّي للاحتيال عبر البطاقة الذهبية وتطبيق "بريدي موب"    1100 شهيد في قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع    صهاينة يستبيحون الأقصى    10 ممثّلين للجزائر    منصّة تفاعلية لتكوين موظفي مديرية الأملاك الوطنية    ناصري يستقبل رئيس وزراء جمهورية بورندي    فتح مناصب بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف للجزائر    شراكة بين "صيدال" وشركة "أب في" الأمريكية    "المحاربون".. خطوة نحو المونديال    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 63371 شهيدا و159835 مصابا    حين يُزهر التراث وتخضب الحنّة أجواء الفرح    الشرطة تستقبل 4670 مكالمة هاتفية    هلاك شخص في حادث دهس    صرح علمي يستقبل 6 آلاف طالب جديد    المدرب سيفكو يريد نقاط اللقاء لمحو آثار هزيمة مستغانم    سهرة فنية بشطايبي تكشف عن روح البيّض في قلب عنابة    تتويج الفائزين في مسابقة "قفطان التحدي"    لقاءات مثيرة والقمة في تيزي وزو    معرض التجارة البينية الافريقية: تنظيم عدة مسارات سياحية للوفود المشاركة    برنامج ثقافي وفني متنوع بالعاصمة لمرافقة معرض التجارة البينية الإفريقية    تصفيات مونديال 2026: المنتخب الوطني يجري حصته التدريبية الثانية بسيدي موسى    بنك الجزائر ينظّم يوماً تكوينياً    الفاف تمدّد الآجال    أول قرار لإيمان خليف    إحباط عدة محاولات تهريب وترويج للسموم    والي مستغانم يأمر بالبحث عن أنجع الحلول    مدير جديد لديوان الخدمات الجامعية    الإعلان عن قائمة الوكالات المؤهلة    اجتماع عمل تقني بين قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة    منع سير كل المركبات ذات الوزن الثقيل لمدة يومين    الوزير الأول يترأس اجتماعا لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية    غزة تحت القصف الصهيوني المكثف والدمار الممنهج    "المغرب يمارس الإرهاب"    انطلاق تصوير فيلم "نضالهن" من قسنطينة    بداري يعاين أشغال التهيئة جامعة هواري بومدين    النظام الوطني للتنظيم الصيدلاني: اجتماع عمل تقني بين قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة    تصفيات مونديال 2026: المنتخب الوطني يجري حصته التدريبية الأولى بسيدي موسى    نسج شراكات استراتيجية لتعزيز السيادة الصحية للقارة    الإسلام منح المرأة حقوقا وكرامة لم يمنحها أي قانونعبر التاريخ    المولد النبوي يوم الجمعة    يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    ذكرى المولد النبوي الشريف ستكون يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    لا إله إلا الله كلمة جامعة لمعاني ما جاء به جميع الرسل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنسان و العلاقة الإجتماعية في رواية " شهقة الفرس " للكاتبة سارة حيدر

يطلق لفظ الإنسان على الفرد أحيانا و على الجماعة أحيانا أخرى ،فالإنسان مفهومه كائنا يتّصف بخصوصيات أهمّها الغريزة التي هي القوة الكامنة في الجسد والتي تحرّك نشاطا إنسانيا ، و هي تتعلق بمفهوم الحفاظ علىى البقاء ، غريز النوع ، وغريزة القطيع والتي يقصد بها الطبيعة الإجتماعية للإنسان والتي يمكن توضيحها بمايلي :
ليس بمقدور الفرد أن يوجد دون شروط اجتماعية ، فلا يوجد إنسان دون أب أب أو أم .
الفرد لايقدر أن يستمر في العيش دون وجود الطرف الآخر الذي هو الإنسان الآخر .
السعادة في الحياة هي الظفر بزوج وابناء ، والحصول على حب الآخرين .
السعادة الإجتماعية هي الطمأنينة والإستقرار والتي لاتوجد الإرتباطات الزوجية .
فالعلاقات الإجتماعية مببنية على قواعد وضوابط قانونية هي التي تملك اللّبنات الأولى للسعادة وأول مظهر للشخصية الجماعية عند الإنسان هو الأسرة .
وعند قراءة رواية " شهقة الفرس" للكاتبة سارة حيدر والتي ولجت بعلاقتها بزوج بطلة الرواية وهو طريح فراش الموت ، والتي لم تفكر في أنها تحبّه وأنها سوف تحزن على موته كما لم تحزن من قبل .
هكذا بدأت الكاتبة روايتها وكأنها تقول فكرة الفيلسوف الألماني نيتشه : " لا أحد يؤمن بسهولة أن مذهبا يكون حقيقيا ، لمجرد أنّه سيجعل الإنسان سعيدا أو فاضلا ، باستثناء أولئك الظرفاء من المثاليين ، الممتلئين حماسا للخير والحق والجمال ، إنّ السعادة والفضيلة ليستا من الحجج المقنعة ، لكن حتى التعاسة والرّذيلة بدورهما ليستا بالإعتراضات المقبولة وهذا ما تكاد تنساه حتى أكثر النّاس حذاقة ."
(من فقرة 39 مقال : ما وراء الخير والشر )
ولعل رواية " شهقة الفرس " التي أتت في مقلب إجتماعي بصورة فكرية تضطهد فيها معاني السعادة الأسرية والتي أتت في إمرأة ووزوجها ووالده وأخوه وزوجته، والذين يعيشون في بيت واحد في دفئ اسري ، تجعل القارئ يبحث ويتمعن في سرّ هذه الأسرة ، وسر ّ المرأة التي يخترعها زوجها الكاتب " البورنوغرافي " في رواياته ، وبما أن مفهوم الإنسان متعلق كثيرا بالكتابة ، تحاول الكاتبة سارة حيدر تقديم نموذجا منه في فنيات تعامل الأسرة ، وهي تجعل لمفهوم الأنسنة معنا آخر وهو العيش بلذّة الألم حيث تقول في (ص99) "أجمل ما في الألم أنه يفتح لنا بابا من بعيد ، ندري أن الحياة تنتظرنا خلفه ... ونركض للوصول إليه .. ولكنه يبتعد .. نستمر في الركض .. ولأول مرّة ، نعرف جيدا أننا سنصل ، فالألم وحده قادر على الإلتزام بفكرة البداية والنهاية .. يفهم عطشنا إلى بلوغ الضوء المحرّم .. ندفع له ضريبة العبور .. وعندما نصل .."
وبما أنّ السعادة هي المطلب الكبير لبناء أسرة تذهب الكاتبة في صورة أدبية أنيقة حيث تتحدث عن والد زوج بطلة الرواية على لسان ابنه ادوارد ( ص 102 ): " منذ ما يقارب التسعين سنة وهو يدب على الأرض كإله مخملي .. ومنذ أكثر من عشرين عاما وهو يركض بفرسه بحثا عن الموت ... فلماذا تصرين على البكاء ؟"
طبعا البكاء والألم هما يمثلان علاقة الفرد بالآخر وهذا ما يعتبر مهما أيضا في مفهوم الإنسان وهذا ما يذكرني كقارئ بمقولة نيتشه المشهورة : " أحب فقط ما كتبه الإنسان بدمه ." وكأن الكاتبة تعيش روايتها وهي تكتب بدمها فمههوم الإنسان في الكتابة هو أن يعيش الكاتب لحظات ألم الآخر .
واخير أعتقد أن السعادة ليست المكسب الوحيد لبناء الأسرة والعلاقات الإجتماعية ، أرى أن التعامل بين الأفراد ولو بصورة كئيبة ومحزنة هي السعادة الحقيقية في بناء الأسرة والمجتمع ، فعلاقة الفرد بالأخر ليس فقط في ابتسامة وفرح وسرور هي ايضا معايشة الآخر في كل لحظاته حتى السيئة منها ، علاقة الفرد بالآخر أعتقد أنها كافية بأن تتجلى في مفهوم الإنسان داخل الأسرة الواحدة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.