شاعر وروائي يبحر في فضاء الإبداع كما يشاء عرفته رياضيا وصحفيا و كاتبا متميزا في زمن التباعد الرسمي والتطاحن السياسي استطاع أن يمد جسرا ثقافيا للتقارب مع جيراننا يمقت الحواجز التي تعيق التواصل بين مختلف الشعوب المتصاهرة ويرفض الحدود الوضعية التي تحد من حركية أهلها لا يزال متمسكا بفكرته الرافضة لتسييس الثقافة ويطرح البديل المنطقي والمتعلق بتثقيف الساسة ودعوتهم إلى الترفع عن الأنانية والمصلحية والوصاية الوهمية عن شعوب المنطقة التواقة حسبه إلى مزيد من التعارف والتقارب. على كأس شاي سوفي وشيشة بالتفاح التقينا بالأستاذ المبدع إسماعيل غربي رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بالوادي والعائد منذ أسابيع من المغرب الشقيق. أهلا بكم أستاذنا المبدع وضيفنا إسماعيل غربي لنبدأ حوارنا عن رحلتكم الأخيرة إلى المغرب كيف كانت ؟ - شكرا لكم ولجريدة الجمهورية ..بالفعل كنت مؤخرا بالمغرب وشاركت في فعاليات ملتقى جرسيف الرابع للشعر والتشكيل الذي نظمته جمعية الهامش الشعري على امتداد يومين في الأسبوع الأخير لشهر ماي الماضي بفضاء دار الطالب تحت شعار »البعد الصوفي في الشعر والتشكيل« وهي تظاهرة تزاوج بين الشعر والتشكيل وقد احتفت هذه الدورة بالشاعر علال الحجام والفنان التشكيلي الراحل احمد الشرقاوي بمشاركة شعراء مغاربة ومن الجزائر والعراق. وأقيم حفل توقيع دواوين الشعراء المشاركين كديوان: »حين يتكلم الماء« للشاعرة ريحانة بشير وديوان: »شظايا الانكسار« للشاعرة السعدية الفضيلي وديوان »غنج المجاز« للشاعر جمال أزراغيد وكان اللقاء مثمرا على كل الأصعدة الإنسانية والإبداعية.. وفرصة للقاء الأصدقاء والأحبة. سمعنا من خلال تواصلنا مع العديد من المشاركين في الملتقى عبر النت أنكم تركتم انطباعا حسنا عن الأدب الجزائري وعن شخصكم لدى الحضور ؟ - نعم المبدع الجزائري يسجل حضوره بقوة أينما حل وارتحل ويلفت انتباه من حوله بما يقدمه من إبداع وانضباط. شاركت مع زميلي وصديقي العزيز الشاعر بدر الهادي مناني وبدون افتخار استمتع الحضور بما قدمناه من قراءات شعرية ونثرية. من عرس الهامش بوادي سوف إلى جمعية الهامش بجرسيف .. فضاء إبداعي ممتد بين الجزائر والمغرب. هل هي صدفة التسمية أم هي وحدة الفكرة أو هو تناسق إبداعي وروحاني عن بعد ؟ - الهامش يجمعنا والإبداع عنصرنا المشترك نعم هو تناسق وتناغم وطرح الإشكاليات دور المثقف العربي في زمن العولمة المتوحشة و المخاطر التي تحيط بشعوبنا التواقة إلى المزيد من التحرر وإثبات الذات. وما أهم ما لفت انتباهك هناك ثقافيا مقارنة بما يقام عندنا ؟ - خلال زياراتي الرسمية ومشاركاتي المتعددة في التظاهرات الثقافية بالمغرب سواء تلك التي تقيمها الدوائر الثقافية العمومية أو الخاصة لاحظت أن الكتاب المغاربة يلتقون باختلافهم وهناك نضج كبير ينعكس كل ذلك على المشهد الثقافي ..واعتقد أن مشهدهم نابض بالحياة رغم شح الإمكانيات المادية على عكس ما لدينا ..شيء أخر هو إدارة أشغال التظاهرات تتم بسلاسة وانضباط تام. لنعود إلى آخر طبعة للأيام الأدبية السنوية. ما جديدها ؟ - الأيام الأدبية الخامسة "عرس الهامش" والتي دأبنا على تنظيمها سنويا منذ 2007 بالتنسيق مع دار الثقافة محمد الأمين العمودي وفرع اتحاد الكتاب الجزائريين انعقدت في شهر ماي المنصرم وإيمانا منا برسالة المثقف والمبدع الصادق فكرنا في تسمية كل دورة من هذه التظاهرة الأدبية باسم كاتب فجاءت هذه باسم القاص والكاتب الأستاذ بشير خلف اعترافا وتقديرا لجهوده في الوسط الثقافي واحتفاء بمساره الطويل مع الكتابة والنضال من اجل ترقية المشهد الإبداعي المحلي والوطني و أريد أن أضيف شيئا ايجابيا. تفضلوا أستاذ ؟ - تحية تقدير للقاص بشير خلف على تكرمه بقبول هذا الاحتفاء بكل أريحية ولكل من دعمنا وساندنا بالخصوص إلى مدير دار الثقافة الأستاذ حامدي محمد والسيد الهادي مناني رئيس الجمعية الوطنية الثقافية محمد الأمين العمودي على دعمهما غير المحدود ولكل الجمعيات الأخرى التي ساعدتنا . الفرع الولائي لاتحاد الكتاب متميز في نشاطه. ما السر في ذلك ؟ - منذ تأسيس الفرع عملنا على مشاركة الهيأت الثقافية ودعم كل الأنشطة والمساهمة فيها بشكل ايجابي وهذا لقناعتنا بان الثقافة ضرورة وفشل التظاهرات الثقافية يتحمله الجميع لذلك عمل الفرع على فكرة أن تلتف الجمعيات ومشاركة الجهات الوصية في الارتقاء بالعمل الثقافي الراقي الذي يعكس صورة المشهد الثقافي الواعي والبعيد عن كل الأمراض والعقد وصورة البلد فأسسنا وسام الكثيب الذي يمنح سنويا لكاتب أعطى للمشهد الثقافي عملا متميزا وقد منحناه للكاتب والإعلامي الصادق بخوش سنة 2010ومنحناه هذه السنة للقاص بشير خلف .. كيف ترون أوضاع الاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين حاليا ؟ - هناك من يتكلم عن ركود و جمود في عهدة الاستاذ يوسف شقرة وهناك من يدعوه الى الرحيل. الاتحاد تنظيم ثقافي له أهداف عديدة تخدم الثقافة الوطنية وهو ككل التنظيمات من مهامه الدفاع عن مصالح أعضائه المعنوية والمادية واعتقد أن ما مر به الاتحاد من هزات وصراعات اثر على أداء طواقمه المتعاقبة لأسباب كثيرة لعل أهمها فشل الكتاب في الالتفاف حول مشروع ثقافي حقيقي يخدم ويدعم ما تعرفه الجزائر من حراك ثقافي ..وهذا يعود الى النظرة الضيقة لدى البعض وللأطماع الشخصية التي يغلبها البعض ويرون بان الاتحاد هو البوابة للوصول إلى تحقيقها .. وحين توصد أمامهم طرقها يرفعون شعارات كبيرة ..وكما قلت الاتحاد تنظيم ومعروف أن التنظيمات لا يمكن التأثير عليها من خارجها ..وحركة التغيير فيها لها ضوابط واليات .والاتحاد الآن له هياكله التي تناقش كل شيء فيه .وهذه الهياكل هي التي لها وحدها تحديد مسار والاتحاد وتقرير الأنسب..واعتقد بان الاتحاد بإمكانه العودة الحقيقة للمشهد الثقافي وبكل اقتدار إذا صدقت النوايا وابتعد الكتاب عن المهاترات والصراعات التي لا تخدم أحدا والخاسر الكبير في النهاية هم الكتاب أنفسهم. لكن هناك كتابات و معارضة و دعوة عبر وسائل الإعلام لرحيل رئيسه ؟ - أنا لا استطيع التكلم باسمه أو باسم الهيئة التي انتمي اليها ولكن لنكن صرحاء من هؤلاء من يكتبون ويتحدثون عن ركود وجمود ولماذا لا يطرحون افكارهم داخل التنظيم لانهم بكل بساطة غير منتمين اصلا للاتحاد وبالتالي عملهم هراء وزوبعة في فنجان من يريد طرح انشغالات الكتاب الجزائريين يعرف مقر الاتحاد و كوادره والطرق القانونية لذلك اما الكتابة والتهريج على الفايس بوك فهما متاحان للجميع للمدح كما للذم والهجاء ..كفانا تشتتا لنكن عمليين وايجابيين. لنعرج الحديث عن الأدب في عالمنا العربي وعن طبيعة الأدب المغاربي وتفوقه عن الأدب المشرقي هناك ريادة مغاربية جديدة اليس كذلك ؟ - هذا الأمر لا يختلف فيه اثنان فاعتقد إن الأدب ألمغاربي هو الذي يمتلك آليات الهيمنة والريادة وهذا طبعا مرده إلى أن الأدب المغاربي كبِر وتشرّب من التجارب الغربية أكثر من غيره فقط يبقى دعمه من طرف المؤسسات والهيئات الثقافية وتسويقه للآخر ليس في مستوى تجربته المتفردة وأيضا هيمنة المشارقة على اكبر الجوائز كمحكمين يبقى عائق يغيب الإنصاف ففوز القاص والروائي ابراهيم الدرغوثي بجائزة القدس ليس عبثا وكذا افتكاك الشاعر والروائي محمد الأشعري لجائزة البوكر والكثير من الأسماء والقامات الكبيرة في الجزائر وليبيا تستحق وعن جدارة واستحقاق أرقى الجوائز العالمية لما قدمته للإنسانية من إبداع متفرد. كلمة اخيرة ؟ - شكرا جزيلا لكم على هذا الاهتمام والمواكبة الدائمة لأنشطتنا الثقافية. تحية محبة لكل قراء الجمهورية ودمتم ودام لكم البهاء.
