أحيت بلدية دار يغموراسن بولاية تلمسان بالتنسيق مع نادي الفروسية بترارة الطبعة الثالثة لوعدة دار بن طاطا السنوية بمساهمة أهالي المنطقة و أعيانها ،حيث عرفت حضورا شعبيا غفيرا من كل صوب وحدب، خاصة المصطافين بشواطئ سيدي يوشع ،ومرسى بن مهيدي و بيدر وأولاد بن عايد و كذا المغتربين. و قد أشرفت السلطات المحلية على إعطاء إشارة انطلاق الوعدة التي طبعها روح التآخي والتصالح ببركة شيوخ ترارة من مختلف الأعراش ، وبدت ملامح الفرحة بادية على الوجوه و النفوس والتي رسمت لوحاتها الفرق الفلكلورية الحاضرة أو ما يعرفون بالخيالة ، حيث أمتعت المئات من الزوار الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية وحتى من الولايات المجاورة،كما شاركت فيها مختلف الجمعيات و الفرق، وقد عادت الوعدة إلى الوجود منذ السنة ما قبل الماضية وهي تقام بمنطقة دار بن طاطا بعد أن غابت لعدة سنوات، ويعرف عن سكان هذه المنطقة بأنهم أهل جود وكرم وضيافة، فمنذ الوهلة الأولى تأسرك الأجواء التي تضفي على المكان هيبة خاصة، وتعد وعدة ترارة تظاهرة تمتد جذورها إلى زمن بعيد، و قد اتخذ منها سكان المنطقة هذه السنة موعدا للتلاقي والتصالح، وقد تنصب الخيام قبل بدء التظاهرة كاستعداد لاستقبال الضيوف، الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين في هذا العرس السنوي. واستقطبت هذه الوعدة المئات من الزوار الوافدين من مختلف أنحاء بلديات الولاية، الذين تتبعوا و استمتعوا بألعاب الفروسية التي شارك فيها أكثر من 60 فارسا ، حيث دوّت طلقات البارود في أرجاء القرية ، وسط الغبار المتطاير من حوافر الخيل التي زينت الأجواء ، إذ يرتدي فرسان كل قبيلة ألبستهم التقليدية كالبرانيس والعمامة، فيما تزين الخيول بسروج متنوعة الأشكال والألوان، وبمجرد إعطاء إشارة الانطلاق تصطف مجموعات الفرسان المتواجدين على خط واحد، قبل أن يهبوا بعد أمر قائد المجموعة في سرعة كبيرة وهم يطلقون البارود، وتعتبر أحسن عملية تلك التي تتمكّن من تحقيق الانسجام حتى يبدو للجمهور وكأن الأمر يتعلق بطلقة بارود واحدة مشتركة، وفي نهاية الاستعراض تظهر على فرسانها ملامح الفخر والاعتزاز بخيولهم المعتادة على مثل هذه التمرينات، وهم راضون عمّا قدموه في سباقهم ،كما تميزت الوعدة بإطعام المساكين والزائرين والتكفل بهم، حيث تم توفير كل الشروط اللازمة لإنجاح هذا العرس السنوي من أمن وخيم من طرف المسؤولين المحليين . وتشكل الوعدة التي تجمع الآلاف من الأشخاص، فضاء مميزا لإبراز قيم الكرم وحسن الضيافة، وتدعو كل قبيلة الحاضرين إلى تناول الكسكسي، كما يسهر القائمون على الوعدة على التكفل الجيد بالضيوف والسياح، وهكذا يقضي الحضور طيلة التظاهرة التي عادة ما تدوم يومين أوقات ممتعة من خلال إقبالهم على الألعاب التقليدية وبعض الرقصات الشهيرة التي تعبر على أصالة عرش ترارة ، هذا وتعتبر وعدة ترارة من بين أكبر الوعدات في المنطقة وتعرف إقبالا قياسيا خاصة و أنها تنظم بجانب الطريق الوطني رقم 98 ، و كانت هذه السنة تحت شعار الاحتفالات بعيد الاستقلال.