الطوغو , هو البلد الإفريقي الوحيد الذي عارض قرار الجمعية العامة الأممية المتعلق بمدينة القدس , كاشفا بذلك أن عضويته في منظمة التعاون الإسلامي ما هي إلا تزلفا للعالمين العربي و الإسلامي للفوز ببعض المساعدات التي يخصصاها لهذا البلد و بسخاء , يفوق بكثير ذلك الفتات الذي يحظى به من الكيان الصهيوني . علما أن الطوغو انضم إلى منظمة التعاون الإسلامي رغم أن نسبة المسلمين من سكانه لا تزيد عن 10 % حسب التقديرات المتوفرة , و بناء على ذلك فقد شارك في اجتماع القمة لهذه المنظمة الذي انعقد في تركيا , و أقر مدينة القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ردا ,على قرار الرئيس الإمريكي الذي اعترف بها عاصمة للكيان الصهيوني , فأي الموقفين يتبناه الطوغو يا ترى ؟ و الطوغو هو البلد الذي كا ن يستعد لاحتضان قمة إفريقية مع الكيان الصهيوني في عاصمته لومي خلال شهر أكتوبر الماضي , و قد بلغت التحضيرات لعقدها مرحلة متقدمة, قبل الإعلان عن إلغائها لأسباب قيل أنها ترجع إلى حالة الفوضى والمظاهرات التي عرفها الطوغو احتجاجا على رئيس البلد و عائلته التي تحتكر الحكم على مدى نصف قرن , بينما أرجعت مصادر السبب إلى ضغوط مارستها السلطة الفلسطينية و الدول العربية على الرئيس الطوغولي الذي نقلت تقارير إعلامية أن الرئيس محمود عباس طلب منه في القمة الإفريقية الأخيرة في أديس أبابا، إعادة النظر في قرار عقد القمة مع الكيان الصهيوني ,لكن رد رئيس طوغو كان:" أنه يدير بلاده بالطريقة التي يراها مناسبة، وأنه على صداقة مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، وأنه إذا ما ساهمت القمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، فإن ذلك سينعكس بالنفع في نهاية الأمر على الفلسطينيين أيضاً" . كما أن الطوغو عضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) إلى جانب كل من كوت ديفوار، وبنين، ومالي، وبوركينا فاسو، والسنغال ، وغينيا بيساو، والنيجر، ونيجيريا، وسيراليون، وغامبيا وغانا، وجزر الرأس الأخضر، وغينيا , وليبيريا، هذه الأخيرة التي احتضنت عاصمتها مونروفيا في جوان الماضي القمة ال51 لمجموعة إكواس المذكورة و قاطع أشغالها عدة رؤساء أفارقة بسبب دعوة نتانياهو لحضورها . وقد اتخذ نتانياهو من اختراق القارة الأفريقية شغله الشاغل في السياسة الخارجية للكيان الصهيوني ، ولطالما قال إنه يريد انطلاقة في العلاقة الإسرائيلية مع الدول الأفريقية توقف ما أسماه "الدعم الأفريقي التلقائي للفلسطينيين في هيئات الأممالمتحدة ". و قد نجح إلى حد الآن في استقطاب الطوغو , إلى جانب 14 دولة إفريقية أخرى , امتنعت عن التصويت أو غابت عن الجمعية العامة الطارئة للأمم المتحدة حول مدينة القدس . و للطوغو و أخواتها نتمنى شهية طيبة في مأدبة الغداء التي دعتهم لها مندوبة الرئيس الإمريكي بداية الشهر المقبل لمكافأتهم ,كونهم أدوا دورهم في الجمعية العامة كما يريد ترامب و حليفه نتانياهو , و إن صرح بعضهم أنهم "يديرون بلدانهم بالطريقة التي يرونها مناسبة " و ليس كما تريد شعوبهم .