أنا فنان الشعب، السياسة *خاطيني* والكوميديا تراجعت في السنوات الأخيرة

الممثل صالح أوقروت يكشف في حوار حصري كل شيء ل"الجمهورية"

 أعكف حاليا على انتقاء النصوص وسيناريو زوجتي *شوف واش راك تشوف* أعجبني كثير
 أحب مولودية وهران، لست طباخا ماهرا والعود عطري المفضل
أكد الممثل والكوميدي المعروف صالح أوقروت، أنه يعتبره نفسه فنان الشعب، حيث كثيرا ما يستقي أفكاره وتمثيله من الناس الذين يلتقي معهم في المقاهي والأحياء والقطارات والحافلات، مضيفا في الحوار الحصري الذي أجرته معه *الجمهورية* أمس، أن السياسة لا تستهويه لأنها تعني فن المراوغة وتحتاج إلى ثقافة كبيرة، معترفا أن الكوميديا في الجزائر تراجعت بسبب مشكلة النص، والتي تحتاج إلى كتاب متخصصين دون الدخول في *السوسيال* والعواطف..
الجمهورية: الجمهور الجزائري اعتاد في كل موسم مشاهدة *عاشور العاشر* في رمضان، ما سبب غياب المسلسل هذه السنة ؟
 الممثل صالح أوقروت : المسلسل لم يكن من المفروض تصويره، لأن المخرج كان مشغول بإعداد فيلم سينمائي، ونحن انتقلنا إلى تركيا لتصوير مسلسل آخر، *رايس قورصو*، وحسب معلوماتي فإن سبب توقفه هو المال ونقص الدعم المادي، مثلما نقول بالدزيرية *ما كفاوناش الدراهم* والمسلسل توقف..
ماذا كان موضوع ومحتوى مسلسل *رايس قورصو* الذي توقفتم عن تصويره ؟
 الموضوع يدور حول مملكة فيها إخوة من الأب فقط، والأم تغار من الطفل الصغير، ويتم رميه في البحر، ليتحول فيما بعد إلى قرصان، لكنه يتعرف أن جذوره من القصر حيث يشهد (القصر) تصرفات غير إنسانية من غياب للعدل والظلم، ولما يرجع إلى المملكة مجددا، يعيد الأمور إلى نصابها بين الناس، ليترك لهم الملك ويذهب إلى غير رجعة.
إذا هذا المسلسل الذي كان مقررا عرضه في رمضان الأخير، هو عمل كوميدي خالص؟
 نعم هو عمل كوميدي محض..
لاحظنا في الآونة الأخيرة، تصويرك فقط للأعمال ذات الطابع السخري الهزلي.. ما هو السبب في ذلك ؟
 هذا الأمر ليس مني، لما يتم عرض علي أعمال فإن معظمها، يحمل طابعا كوميديا، وإذا أعجبني سيناريو آخر في المجال الدرامي فبمقدوري التمثيل فيه. بالعكس راح أكون أفضل في الدراما من الكوميديا.
هل لديك مشاريع مستقبلية في المجال الفني الدرامي ؟
 حتى يتصل بي المخرجون، أنا لست كاتبا أو سيناريست ولكن أتمنى القيام بأعمال درامية، وأنتظر ذلك بفارغ الصبر..
وماذا عن الأفلام التاريخية، هل يوجد عمل من هذا القبيل ؟
 لحد الآن لا يوجد أي مشروع من هذا القبيل، وهذه الأمور تأتي من عند المنتجين... مع العلم أنه ليست لدينا مشاريع كثيرة في مجال الأفلام التاريخية، ويبدو أننا مهتمين كثيرا بالكوميديا.
كيف تقيم الأعمال الفنية الساخرة في الجزائر، هل وصلت إلى مستواها المطلوب أم لا تصل إلى مستوى كوميديا السبعينات والثمانينات ؟
 لا تجد من يقول لك وصلنا إلى المستوى المطلوب، الإنسان لا يمكن أن يصل إلى الكمال، ويبقى دائما يكتشف أمور جديدة، ويتعلم، لكن الكوميديا في الجزائر لديها طابع خاص، ونعترف أن هناك تراجعا بخلاف الأجيال التي سبقتنا، على غرار الحاج عبد الرحمان *المفتش الطاهر*، حيث كان للكوميديا مكانة مرموقة.. اليوم يوجد أفراد يحاولون العمل في هذا التخصص..
ما هو سبب تراجع الكوميديا في الجزائر ؟
 ربما الأمر لديه علاقة بالسيناريست، ويحتاج إلى أناس مختصين، دون أن ندخل في عقلية *السوسيال* والعواطف ..
الأكيد لديك مشاريع أعمال فنية تعكف حاليا على دراستها أو التمثيل فيها ؟
 فيه بعض المسلسلات تم عرضها علي، وأنا حاليا في مرحلة الانتقاء، ولا أخفي عنكم سرا، أنها ذات طابع كوميدي.
هل يمكن تعطينا بعض العناوين عن هذه المشاريع ؟
 لم اتخذ لحد الساعة أي قرار، لكنني أعكف حاليا على قراءة مضامينها، ربما فيه عمل مع زوجتي فاطمة بلحاج، حيث أعجبتني سلسلة ألفتها، ذات طابع كوميدي ممزوجة بالدرامي.
ما هو عنوان هذه السلسلة ؟
 السلسلة بصفة عامة اسمها *شوف واش راك تشوف*، وفي كل مرة توجد حالة جديدة، بمعنى أن المسلسل ليس مترابط، وإنما كل حلقة مستقلة عن الآخرى.
بصراحة هل ندمت على قرار مزاولتك النشاط السينمائي، أم مارسته عن قناعة ؟
 ليست لدي خبرة في مجال السينما، لدي فقط فيلمين، *السفينة البيضاء* مع المخرج دبوب يحيى، والثاني *مال وطني* للمخرجة فاطمة بلحاج وهو فيلم درامي ورائع لكنه لم ير النور لأنه يتكلم عن العشرية السوداء، ولما جاءت المصالحة، لم يتم تجسيده على أرض الواقع.
كيف يقضي صالح حياته اليومية، وهل لا زلت تعتبر نفسك فنان الشعب الذي يحكي عن انشغالاته ويسلط الضوء على معاناته ؟
 صحيح أعتبر نفسي فرد من أفراد هذا الشعب الطيب، أتعامل معهم بشكل عادي جدا، أركب في الحافلات والقطار وأدخل إلى المقاهي وحتى الأحياء الشعبية، بل وأنني آخذ منهم الكثير من الأمور التي أجسدها في أعمالي الفنية، فمن يريد أن يفهم المجتمع عليه الاحتكاك بالشعب.
أين تكمن نقاط قواتك في التمثيل ؟
 (والله ما راني عارف، إذا لدي قوة في التمثيل).. يبتسم قليلا ثم يواصل، راح اعطيك مثال، أحيانا أضيف أشياء غير موجودة في السيناريو، مثل الارتجال وهذا الأمر كما قلت، اكتسبته من خلال الاحتكاك مع الشعب، فكل إنسان لديه موهبة وهو يقوم بتطويرها مع مرور الأيام.
ما هو فريقك المحلي الذي تناصره في كرة القدم ؟
 لا أشاهد كثيرا كرة القدم، لكن في الماضي كنت أشجع اتحاد البليدة، باعتبار أني كنت مقيما فيها وترعرت بين أحضانها، دون أن ننسى مولودية وهران، في زمن فريحة، هدفي ميلود، وناس، وقد شاهدت الكثير من مبارياتهم في الماضي. وكانت المولودية تفوز علينا في الكثير من المرات. وكان لدينا حارس كبير من الغرب اسمه بن عطية توفي مؤخرا رحمة الله عليه.. كانت رياضة كرة القدم في ذلك الوقت ممتعة، بالرغم من أن اللاعبين لم يكونوا يتقاضون أجورا كبيرة..
من هو اللاعب الذي تفضله في المنتخب الوطني، ؟
 يوجد اللاعب محرز الذي لديه طابع أوروبي، وهو اليوم محترف في نادي كبير، دون أن ننسى وجود لاعبين جزائريين محليين كبار، على غرار بلومي، الذي لو احترف في أوروبا، لكان بالإمكان أن نرى معه طابعا آخر لكرة القدم في بلادنا.
وماذا عن المنتخب العالمي الذي تناصره ؟
 في الماضي كنت معجب كثيرا بالمنتخب البرازيلي، في زمن فيلكس، بريتو، ألبرتو، كارلوس ألبرتو، بيلي، ريفيلينو، منتخب *السامبا* في الماضي بهذه الأسماء كان كبيرا وبارعا بل وفاز بعدة كؤوس عالمية.
ماذا عن أكلتك المفضلة التي تحب أن تطبخها لك زوجتك ؟
 أحب *التغماس*، العصبان مثلا، شطيطحة دجاج، الكبدة *شرمولة*
هل لديك خبرة في الطهي ؟
 لست ماهرا في الطبخ، لكنني أعرف تحضير (أومليت بالبيض) .. *يبتسم قليلا*
ما هو عطرك المفضل الذي تشتريه دائما من المحلات ؟
 أحب كثيرا العود فيه رائحة وطاقة منعشة، وهو يحمل طابعا عربيا شرقيا. حتى *إيف سان لوران* قام بإعداد عطر من مادة العود وهو اليوم يشهد إقبالا كبيرا في أوروبا
عيد الأضحى على الأبواب، هل تشتري أنت أضحية العيد وهل تقضيه مع العائلة ؟
 في كل عام أشتري أضحية العيد، مع أصدقائي في مختلف أسواق بيع الماشية، وأحب الكبش ب*القرنون*، (سبحان الله وكأنه يغازلك) ... *يبتسم*، هذا العيد سنة مؤكدة وأحييه مع العائلة، وأنا أقوم بذبح الأضحية لكن لا أسلخها..
ما هي أمنيتك التي نويت تحقيقها لكنك لم تتحقق لحد اليوم ؟
 أمنيتي هي أن أرى وطني الجزائر يرتقي ويسمو بين الأمم قبل أن نغادر هذه الدنيا
أسوأ ذكرى بالنسبة إليك ؟
 أيام العشرية السوداء، التي تأخرنا فيها قليلا، لكن وبالرغم من صعوبتها إلا أننا تحدينا الموت ومثلنا فيها، ولا أخفي عنكم انه في تلك الفترة اشتهرت فيها وأصبحت معروفا لدى الجمهور الجزائري.
هل لديك ميول للسياسة أم أنك تفضل الابتعاد عن هذا المجال المتشعب والبقاء فقط في التمثيل والفن ؟
 *السياسة خاطني وما نجملهاش*، لأنه لدي صدق ولا أستطيع أن أكون سياسيا لأن هذا المجال يحتاج إلى ثقافة كبيرة، ويلزم أن يكون الشخص الذي يمارسها، لديه أسلوب فن المرواغة وهو الأمر الذي أملكه.
هل أنت من الأشخاص الذين ينتخبون في كل استحقاق سياسي ؟
 مثل كل الجزائريين، أقوم بواجبي الوطني، وعنده الاختيار ويصوت على الشخص الذي يريد أن يسير أموره المحلية والوطنية.
كم لديك من أولاد وإذا طلب منك أحد أبنائك مزاولة المجال الفني، هل تسمح لهم بذلك ؟
 عندي بنت واحدة اسمها نسيبة، وليس لدي علم إذا كان تريد ممارسة الفن، وإن كان لاحظت أنها تملك موهبة في التمثيل، وإذا طلبت مني ذلك سأرى إن كان ذلك ممكنا حسب الظروف، فالفن أنواع منه الصالح ومنه الطالح.
أفضل مخرج اشتغلت معه طيلة مسيرتك الفنية ؟
 أفضل مخرج هو مصطفى بديع الذي توفي رحمة الله عليه، لأنه يملك ثقافة كبيرة ويتحكم كثيرا في التقنية ويعرف كيف يتطرق للمواضيع، بل يمكن أن أقول إنه أفضل مخرج حتى في الوطن العربي.