- اعتبر الباحث والاستاذ الجزائري بجامعة *نانتير* بباريس (فرنسا), يوسف فاتس, أن شروط الاحتراف الرياضي في الجزائر غير متوفرة لاسيما في كرة القدم, والتي أصبحت -حسبه- *وسيلة لجني الاموال على حساب الاداء*. وأوضح الاستاذ فاتس في تصريح ل*واج* أن *شروط نجاح احتراف الرياضة الجزائرية غير متوفرة, خاصة في مجال كرة القدم, التي أصبحت وسيلة للتنقيب فقط عن الاموال على حساب الاداء الرياضي, وهو ما *قتل* الرغبة في التنافس على تحقيق النتائج*. واضاف: *هذا ما انجر عنه تصرفات غير رياضية لممارسي هذه اللعبة, وهي من بين الأسباب التي عطلت تطور الرياضة عموما في الجزائر وكرة القدم على وجه الخصوص*. وتأسف المتحدث عن الوضعية التي آلت إليها الرياضة الجزائرية حاليا, قائلا: *الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا انحرفت تماما عن المسار المحترف*. وفي مقارنته لوضع الرياضة عقب الاستقلال, فقد أكد أنه على الرغم من عدم توفر الظروف المريحة في تلك الفترة, إلا أن النتائج ومستوى الرياضيين كانا *مميزان*, مرجعا ذلك الى *العزيمة* التي كانت تحذو الأساتذة الجزائريين الأوائل في مجال الرياضة. ويقول: *رغم قلة الوسائل المتوفرة غداة استعادة السيادة الوطنية, إلا أن المعنويات العالية والروح الوطنية الكبيرة التي كان يتحلى بها الاساتذة دفعتهم الى تقديم الكثير دون مقابل, فقط من أجل تطوير الرياضة في الجزائر*. و اخبر المتحدث أن مجموعة من الاساتذة الرياضيين وضعوا *حجر أساس* النظام الرياضي في الجزائر والذي تطور في الوقت الحالي, يتقدمهم الراحل عبدون محمود الذي أوكلت إليه مهمة تنظيم النشاطات الرياضية سنتي 1962-1963 وكان وراء تأسيس عدة اتحاديات رياضية أبرزها كرة القدم, كرة اليد, السباحة والجمباز, إضافة إلى أسماء أخرى ناضلت في سبيل استمرار وتطوير الرياضة الجزائرية عقب تحرير البلاد. كما طالب الاستاذ بضرورة استخدام *الذكاء الاصطناعي* في الميدان الرياضي, المتمثل في التقنيات والتطبيقات التكنولوجية, على غرار تحليل المباريات والاحصائيات بهدف تطوير الرياضة. وشارك يوسف فاتس, الذي يشتغل أستاذا محاضرا في علوم التربية البدنية والرياضية بجامعة *نانتير* منذ الثمانينات, في ملتقى دولي بمعهد التربية البدنية والرياضية بدالي ابراهيم (جامعة الجزائر 3) بعنوان *الانشطة البدنية والرياضية من التكوين الى المواطنة*. يشار الى أن يوسف فاتس (المولود سنة 1945 بجيجل) هو خريج أول دفعة في المركز الوطني للتربية البدنية والرياضية (بن عكنون) سنة 1970, وحاصل على شهادة دكتوراه من الدرجة الثالثة في العلوم السياسية. وعمل مدرسا لتكوين الأساتذة بالمركز الوطني للتربية الرياضية (كنابس), ثم عاد إلى جامعة الجزائر ليشتغل فيها كأستاذ مساعد, الأمر الذي سمح له بالتسجيل في جامعة السوربون لنيل شهادة دكتوراه دولة في علوم التربية البدنية والرياضة, حيث كان موضوع أطروحته *تاريخ الرياضة الجزائرية من عهد الاستعمار إلى يومنا*, ليستقر بفرنسا منذ سنة 1984.