مع بداية شهر أوت من كل سنة ، تعود إحدى أهم العادات التقليدية المتوارثة عن الآباء والأجداد في مدينة الأبيض سيدي الشيخ، وهي''الصدقة'' التي تنظم من طرف السّكان المقيمين بالمدينة كل يوم خميس، قبيل صلاة المغرب. حيث يضع المتصدقون قصعة مملوءة ب ‘'الكسكسي'' أمام المدعوين من مختلف شرائح المجتمع، و حتى التجار، وعابري السبيل الذين يتجمعون وسط المدينة بمكان يسمى''الفرعة''ّ، لتناول هذا الطبق في جو عائلي أخوي، حيث أن الحاضرين ليسوا بالضرورة فقراء، بل حتى الميسورين يحرصون على الحضور، وهكذا لا يكون هناك فرق بين الأغنياء والفقراء. وبعد الانتهاء من الأكل ، تتم قراءة الفاتحة ،والتضرع إلى الله ، وشكره على نعمه التي لا تحصى ، وتمتد الصدقة أيضا إلى الجيران، الذين يتبادلون أطباق الكسكسى، والهدف من الصدقة هو توطيد الصلة بين الساكنة، وخلق فضاء للتلاقي والاختلاط،وحسب الروايات القديمة ، فإن عادة « الصدقة « ظهرت سنة 1900 م ، ولا زالت إلى اليوم متواصلة ، نظرا لأهميتها في التماسك الاجتماعي و التضامن و التآزر .