لا تزال أبواب الترشح للانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر مفتوحة إلى غاية يوم 25 أكتوبر ،وقد تجاوز عدد المرشحين الذين سحبوا استمارات الترشح 115 راغبا حسب تصريحات المكلف بالإعلام بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات علي ذراع ، ومن بين الراغبين في الترشح شخصيات بارزة مثل عبد المجيد تبون ،وعلي بن فليس، و عز الدين ميهوبي ،و بلقاسم ساحلي وأمام هذه القائمة الطويلة للراغبين في خوض غمار رئاسيات 12 ديسمبر المقبل تبقى مهمة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات صعبة لفرز المرشحين الذين تتوفر فيهم الشروط ودراسة ملفاتهم ،كما أن هذا العدد يحيلنا إلى الاعتقاد بأن الترشح للانتخابات الرئاسية في بلادنا أصبح في متناول كل من هب ودب . و إن كان لنا أن نعلق على هذه الظاهرة فإننا نلاحظ أن الشخصيات ذات الوزن الثقيل قليلة و معظمها يمثل جزء من النظام السابق شاركت من قريب أو من بعيد في الحكم ، والبقية هم من الأحزاب و بناء على هذا فإن السباق إلى قصر المرادية هذه السنة إن نظمت الانتخابات الرئاسية سيختلف عن الطبعات السابقة للرئاسيات التي كانت تتميز بتزكية مسبقة لمرشح واحد في مواجهة مرشحين أقل وزنا ،و حضورا سياسيا وإعلاميا هذا فضلا عن ميكانيزمات التزوير التي كانت تميز تلك الرئاسيات ، واليوم وتحت ضغط الحراك الشعبي الذي بفضله شكلت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كضامن لنزاهة وشفافية الاقتراع ، و التي بموجب تشكيلها سحبت مهمة الإشراف على الانتخابات كليا من الإدارة التي كانت تحت إشراف وزارة الداخلية والجماعات المحلية ، وعليه فإن مهمة هذه السلطة ستكون صعبة وعسيرة في حال قبول عدد كبير من المرشحين ،يبدو بأن مهمة الرئيس المنتخب المقبل سوف لن تكون سهلة وأن مراقبة الشعب ستكون حاضرة وفعالة . إذا كنا قد تعودنا على مشاهدة مرشحين للرئاسيات في باقي بلدان العالم يعدون على أصابع اليد الواحدة و قد لا يتجاوز عددهم الثلاثة أو الأربعة ، فإن ما يحدث عندنا هذا العام على خلفية الحراك الشعبي و حالة الانسداد السياسي السائدة يكشف حالة الفوضى الناتجة عن انهيار النظام السابق، و يميط اللثام عن حالة خاصة جدا للانتخابات الرئاسية التي تلونت هذه المرة بإفرازات و تأثيرات الأزمة المتعددة الأشكال في بلادنا حيث أصبحت جزء منها ولهذا كله فإن مهمة الرئيس المقبل للجزائر ستكون صعبة و سيظل تحت مراقبة الشعب الذي لا يزال يطالب بالتغيير الذي طال انتظاره ، و انطلاقا من هذا فالعدد الكبير الحالي للمرشحين يحمل معنى ورسالة واحدة مفادها أن رئاسيات 12ديسمبر إذا نظمت سوف تكون مختلفة ، ومهمة الرئيس المقبل ستكون صعبة لا محالة .