ووري الثرى أمس بمقبرة عين البيضاءبوهران، جثمان الفنان والملحن عبد القادر شريقي الذي وافته المنية أول أمس بمصلحة الاستعجالات لمستشفى الدكتور بن زرجب بوهران، عن عمر ناهز 63 سنة. بحضور أقربائه ورفقاء درب الفقيد يتقدمهم المطرب بارودي بخدة ومعطي الحاج وسيد أحمد قطاي وآخرون. وقد عبر لنا الكثير من الفنانين الذين تحدثنا معهم أمس على هامش جنازة الفقيد، بأن المرحوم كان من بين المطربين الذين قدموا الكثير للأغنية الوهرانية، حيث كان شخصا متواضعا وخلوقا ويمتاز بصوت جهوري ورخيم، وفي كل مرة كانت توجه له الدعوة لتنشيط حفلات في الأغنية الوهرانية أو مناسبات وطنية، كان يلبي النداء، ويقبل بصدر رحب المشاركة في هذه الحفلات التي سجّل فيها حضوره النوعي والكبير بمختلف الطلعات الفنية التي كان يؤديها أمام جمهوره الذي سيفتقده لا محالة ويفتقد جوهرة إبداعية كبيرة قدمت الكثير للفنّ الوهراني الأصيل والملتزم.. الفقيد الذي عُرف بخصاله وأخلاقه الحميدة، يعد من الفنانين البارزين الذين صنعوا مجد الأغنية الوهرانية خلال سنوات الثمانينيات، حيث شهدت أعماله التي قدمها طيلة مسيرته الفنية، رواجا كبيرا منها أغنية ‘'قمري'' و''خالفتي الميعاد''، ‘'اسألوني ‘' للمؤلف المرحوم عبد القادر طالبي والملحن محمد خواص، إضافة إلى قصيدة ‘'التائه'' لكاتبها الشاعر أبي القاسم خمار، و أغنية « غزة « للشاعر عبد الله طمّوح .. كما اشتُهر المرحوم شريقي عبد القادر بعزفه المتقن على آلة « القيتار « التي رافقته في جل حفلاته الغنائية بوهران وخارجها، فهو عازف ماهر ومطرب وملحن مقتدر، لحن العديد من الأغاني الوهرانية الأصيلة وكذا الرايوية التي لا تزال راسخة في الذاكرة الفنية الجزائرية، وما تجدر الإشارة إليه أن الراحل شريقي عبد القادر تعامل أيضا مع مخرجين مسرحيين وتلفزيونيين، من بينهم المخرج المسرحي مجاهري الحبيب و الكاتب بلكروي عبد القادر من أجل تلحين موسيقى مسرحيات ‘'عرائس القراقوز'' الموجهة للأطفال، دون أن ننسى مشاركته المميزة في الحصة التلفزيونية ‘' ألوان بلادي''، التي كان يعدها علي عيساوي، وهو أيضا صاحب الوصلة الترويجية للإذاعة الجهوية لوهران، وحسبما أكده عدد من فناني وهران وأصدقائه ومحبيه، فإن آخر ظهور فني للفقيد عبد القادر شريقي كان بمسرح عبد القادر علولة بمناسبة اليوم الوطني للفنان ، حيث شارك في أوبيرات قدمتها فرقة ملائكة الخشبة .