الشيخ أحمد البدوي مفتي منطقة سيدي بلعباس شخصية دينية بارزة ، كان لها الأثر البالغ في الإفتاء وتدريس الفقه المالكي وعلوم الدين ونشر الوعي وسط الجزائريين بحي القرابة (الأمير عبد القادر حاليا) ، أيام الاستدمار الفرنسي، واسمه الكامل أحمد البدوي بشير بويجرة .. ولد الشيخ أحمد البدوي بواد مبطوح سنة 1902 ، من عائلة متفقهة في الدين وحفظ القرآن الكريم على يد والده الحاج « المنور» بجامع الشرفاء، قبل أن يسافر إلى سفيزف لمراجعة كتاب الله على يد الحاج بن سحنون ، ثم واصل تعليمه بمدينة « سيق «، ولما بلغ سن ال 18 كلف بتعليم الأطفال القرآن الكريم بمسجدها العتيق قبل تعيينه إماما بمسجد الباشا بوهران ومفتي المنطقة ذاتها ، ثم جاء إلى سيدي بلعباس عام 1938 بطلب من أعيان هذه المدينة، ليخلف الشيخ محمد بن عثمان المعروف باسم « إمام» على رأس المسجد الأعظم بالحي الشعبي « القرابة» إلى جانب توليه مهمة الإفتاء بالمنطقة إلى غاية1980. تعليم القرآن الكريم وإصلاح ذات البين كان الناس يأتون إلى المسجد من كل مكان، حرصا منهم على تعلم دينهم وتلقي الفتوى من عند إنسان موثوق به دينا وعلما وخلقا ، يستفسرونه في أمور الدين والدنيا، فيجيبهم أجوبة شافية كافية، إلى درجة أن هذا الفضاء صار أشبه بالزاوية، وقد كان فاتحا بيته لأهله وأقاربه يساعدهم ويدعمهم في كل شيء ، فضلا على أنه كان يولي عناية خاصة لإصلاح ذات البين فلا يتأخر في فض النزاع بين الأفراد والعائلات خاصة الأقارب ، وغداة الاستقلال بدأ حرصه الشديد على حث الناس لبناء بيوت الله وتعلم القرآن الكريم ، وقد ساهم شخصيا في بناء مسجد قرية الشرفاء في السبعينات . ويكفيه فخرا أنه تلقى تزكية وإجازة كتابية من عند العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي أمضى أعواما في الجزائر خلال الستينات ، كرئيس لبعثة الأزهر المصرية لما التقى به فأعجب بعلمه وفطنته..،وقال عميد أئمة سيدي بلعباس الحاج بن نعوم إن الشيخ المفتي كما يلقبه سكان المدينة عالما مصلحا،متواضعا يتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب للاستفسار في أمور الدين والدنيا، مذكرا بأن ابنه كان ضابطا في جيش التحرير واستشهد في ميدان الشرف إبان الثورة التحريرية المباركة، مدافعا عن الدين والوطن ضد الاحتلال الفرنسي، منتهيا بالقول إلى أن الشّيخ أحمد البدوي لما اعتقل معنا في 15 أوت 1961، ثم رمي بنا جنود العدو في مياه واد مكرة، جاءه ضابط فرنسي ليطلق سراحه فرفض قائلا: «سأبقى مع إخواني أكابد ما يكابدون، وهو موقف الأبطال الشجعان. رحم الله شيخنا وكافة علمائنا. هذا وارتأت الجمعية الدينية التي باشرت مؤخرا في بناء مشروع مسجد جديد بحي هواري بومدين ، ( حي الريح سابقا) في أن تطلق عليه تسمية الشيخ المفتي أحمد البدوي تخليدا لمناقبه وخصاله .