تعد الهرانفة إحدى بلديات ولاية الشلف ال 35 وهي تابعة لدائرة عين مران و تبعد عن عاصمة الولاية ب52 كيلومترا يحدها من الشمال بلدية مصدق ومن الشرق بلديتي تاجنة و أولاد فارس ومن الغرب بلديتي عين مران و تاوقريت و من الجنوب الصبحة. كانت تسمى سابقا « بماونة العيون « وفي عام 1975 وعند زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين لها تغير اسمها إلى الهرانفة وأصبحت قرية اشتراكية و هي اليوم بلدية تتكون من عدة قرى و مداشر أهمها عين الصراق، حي الأبطال، أولاد الحاج، عيون البحاير التي تحتوي على مخزون هائل من المياه إضافة إلى وادي مروي ما جعل من هذه البلدية قطبا فلاحيا بامتياز حيث الفلاحة هي النشاط الأساسي للسكان و تنتشر بها خاصة الزراعة تحت البيوت البلاستيكية حيث يوجد بها أزيد من 2000 بيت بلاستيكي وبهذا فهي تعتبر الممون الرئيسي لسوق الجملة بعاصمة الولاية بالخضر خاصة غير أن غياب الدعم والاهتمام بالفلاحين جعل الزراعة بها تحتضر بعد أن تخلّى العديد من الفلاحين عن خدمة الأرض وفلاحتها حسبما صرح لنا به العديد منهم « البياض الزغبي و الذبابة البيضاء تُلحق خسائر كبيرة بالفلاحين جيلالي فلاح شاب عشق الأرض و ورث المهنة عن المرحوم والده يقول أعشق الأرض وأهوى مهنة الفلاحة فيها أتنفس و أجد ضالتي بها ورثت المهنة عن المرحوم والدي و عمري اليوم 30 سنة قضيت نصفه في خدمة الأرض غير أن ما واجهته من مصاعب خلال السنوات الأخيرة جعلني أصاب بالإحباط وأكاد أرمي المنشفة ان لم أتلقى الدعم من الدولة ويضيف تصور هذا الموسم فقط خسرت أزيد من 1500قنطار من الطماطم الصناعية نتيجة ما أصاب الطماطم الصناعية من أضرار بسبب ما يعرف بالبياض الزغبي ضياع 1500 قنطار من الطماطم لفلاح واحد و حسبه فان محصوله تعرض إلى هذا المرض الذي يجعل المنتوج غير صالح بسبب أن حبة الطماطم يبقى لونها أزرق و تكون غير صالحة و يضيف أنه مرتبط بعقد مع معمل التصبير الكائن بعاصمة ولاية الشلف غير أنه لم يوف بالشروط بسبب هذا المرض الذي تسبب له في خسائر فادحة و يقول أنه اتصل بجميع المصالح من أجل مساعدته على التخلص منه غير أن أحد لم يستجب ولم ينتقل إلى المنطقة الثانية بسبب الخوف من وباء كورونا و عليه فهو يناشد والي الولاية من أجل التدخل و إعطاء أوامر للجهات المختصة من أجل مساعدته على التخلص من خطر هذا المرض الذي بات يهدد محصوله بل و يهدد الفلاحة أصلا بهذه البلدية الفلاحية و حسب محدثنا دائما فانه صرف مبالغ هامة من أجل شراء الأدوية غير أنها لم تنفع و لم تقض على هذه الحشرة التي فتكت بمحصوله و جعلته على حافة الإفلاس مديرية الفلاحة مطالبة بحل المشاكل و غير بعيد عن المكان استوقفنا فلاح آخر يشتكي مما تسببت له الفراشة البيضاء من خسائر في محصوله و خاصة الفلفل و يقول أنه فشل في التصدي لها بعد أن جرب جميع الأدوية وصرف عليها أموالا طائلة غير أنها لم تجد نفعا و يضيف كما تشاهدون في هذه الخيمة البلاستيكية كل المنتوج ضاع بسبب هذه الحشرة الضارة التي تكاثرت هذه السنة و كبدتنا خسائر فادحة جعلتنا على وشك الإفلاس و عبر جريدتكم «الجمهورية» نناشد السلطات الولائية و على رأسها والي الولاية من اجل التدخل و الوقوف إلى جانبنا لان الفلاحة بالنسبة لنا هي مصدر دخلنا و هي نشاطنا الرئيسي غير ان مشاكل كبيرة تواجه الفلاح بهذه البلدية و لا احد وقف إلى جانبنا خاصة من قبل الجهات المعنية وخاصة مديرية المصالح الفلاحية الغائبة حسبه تماما رغم النداءات المتكررة من قبل الفلاحين الذين يكابدون في صمت و في كل مرة تفتك الأمراض بمحاصيلهم الزراعية في شتى المنتوجات من البطاطا إلى الفلفل إلى الطماطم... الأمر الذي يجبر العديد منهم على التخلي عن خدمة الأرض نتيجة ما يلحقهم من خسائر في كل موسم في غياب الدعم و المساندة من قبل الجهات القائمة على القطاع و التي تكتفي بالعمل وراء مكاتبها حسب ما يقول سكان الهرانفة. العديد من الفلاحين يهجرون القطب الفلاحي بالهرانفة كما سبقت الإشارة فإن هذه المنطقة تتميّز بتربتها الخصبة و تتوفر على المياه و هو ما جعل منها قطبا فلاحيا بامتياز حيث تعد من أكبر الممونين لسوق الجملة للخضر و الفواكه بولاية الشلف و بنوعية جيدة غير أن غياب الدعم و الوقوف إلى جانب الفلاحين جعل العديد منهم يتخلون عن خدمة الأرض و من أجل الاستمرار البقية الباقية في نشاطهم يوجهون نداء استغاثة إلى الجهات القائمة على القطاع من أجل الوقوف الى جانبهم خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم و تقديم النصائح و الإرشادات و الدعم التقني لمواجهة الأمراض التي تفتك بمحاصيلهم الزراعية و لا يستطيعون مواجهتها نظرا لغياب الخبرة و الطرق العلمية في التصدي لذلك كما يحتاج هؤلاء إلى المرافقة من أجل تطوير زراعتهم و جعلها تواكب العصرنة