عرفت المرحوم الشيخ المكي نونة في ظروف حسنة، وذلك سنة 1988 عندما التحقت بجمعيته كعضوة وشاعرة في الملحون إلى غاية 1990 ، و خلال تلك الفترة كان المرحوم " نونة " مثل والدي ، حيث شاركت معه في عدة حفلات منها حفل للشيخ الخالدي بمركز معواد أحمد بوهران ، وحفل نظم على شرف المجاهد شقراني بمركز بن علي صغير سنة 2007، ، وحفل قدور بن سمير . بفضل الشيخ " نونة " استطعت نشر قصائدي في الملحون بجريدة " ليكود ورو" ، مما جعل الوسط الفني يتعرف على أعمالي الإبداعية، كما بجميع شيوخ البدوي مثل الشيخ الهداجي والشيخ بلكاو والمختار الخالدي والشيخ الجيلالي عين تادلس، إضافة إلى الشيخ البومرداسي والشيخ ولد العيد والشيخ بن ذهيبة البوقيراطي وشيوخ أخرين من الشلف وطواهرية ومعسكر والعاصمة ومن كل ربوع الوطن.... ففي كل مرة أزور الشيخ " نونة" يستقبلني بابتسامة عريضة قائلا : "زارتنا بركة"، و كان دائم النصح لي في جميع شؤون حياتي الخاصة . الشيخ مكي نونة هو أيقونة من إيقونات مدينة وهران ، فهو لم يتخلف عن أي مناسبة وطنية كانت أو دينية ، كما أنه يشارك نساء وهران فرحتهن بعيد المرأة عبر قصائده المميزة، ..كان إنسانا كريما وحنونا ، يحبه الجميع دون استثناء، ..ذو صوت جميل ، قوي الحنجرة ، رحل للأسف تاركا في رصيده 400 قصيدة من الشعر الملحون و 75 أغنية وهرانية ورايوية،.. تعامل مع عدة مطربين منهم هواري بن شنات، حورية بابا، سعاد بوعلي، برودي بن خدة، مليكة مداح، الشابة جنات، وقد اشتهرت كل أغانيه وله شريط مسجل .. بفضل مساعدة شيخي لي، استطعت تسجيل 200 قصيدة ونشرت كتابا بعنوان " مواساة ومعاناة " في مجلة " مرجاجو "، كما سجلت شريطا آخر بعنوان " عربنا واعرين " وهو مسجل لدى حقوق المؤلف المجاورة، وعلاوة على هذا لا زلت حاضرة بقوة في الميدان ألحن وأكتب من أجل إكمال مسيرة الشيخ نونة الذي كان بالنسبة لي العالم الذي أراه، علما أنني زرته مرتين في بيته قبل وفاته، ثم تفاجأت بخبر رحيله على إحدى القنوات الجزائرية الخاصة، فذهبت فورا لتعزية أبنائه،...ويبقى عام 2020 مغروسا في ذاكرتي.