تشهد الجزائر عبر كل المناطق توسعا عمرانيا ضخما يتطلب زيادة الموارد الطاقوية لسد احتياجات التجمعات السكانية الجديدة ومشاريع التنمية الأخرى من مؤسسات تعليمية ومستشفيات غيرها من المرافق العمومية التي أنجزت في الفترة الأخيرة وهو ما يستدعي اتخاذ خطوات نحو ترشيد واقتصاد استهلاك الطاقة و تعويد المواطن على الالتزام باستهلاك معقول للطاقة بعيدا عن التبذير، وانطلاقا من هذه المعطيات أصبح اليوم من أولويات النهوض بقطاع الطاقة تكثيف استخدام الطاقات المتجددة و على رأسها الطاقة الشمسية التي أصبحت الرائدة في توفير الطاقة في بلدان عديدة ن خاصة أن الجزائر تتوفر على مساحة شاسعة من المناطق الصحراوية التي تعد منبعا ومصدرا لاستغلال الطاقة الشمسية في إنتاج الطاقة عبر الألواح الشمسية حيث أن دعم هذه الشعبة من مصادر توليد الطاقة هو الرهان والتحدي الكبير الذي تواجهه الجزائر اليوم و هي تحت ضغط الطلب الملح على المزيد من الطاقة لتلبية طلبات المواطنين،و لتفادي الوقوع في أزمة انقطاع متكررة للكهرباء في مدن الجزائر خاصة وأننا على مقربة من فصل الشتاء حيث يكثر استهلاك الكهرباء بسبب انخفاض درجات الحرارة ، وهذا على غرار ما شهده عدد من المدن في الفترة الأخيرة من أزمة انقطاع المياه و ما نتج عنها من معاناة للمواطن ،و الآن يجب أخذ الحيطة والحذر و توعية المواطن بترشيد استهلاكه للكهرباء و عدم تبذيرها هباء منثورا ،و كذا الاستعداد لسد الطلب التزايد على هذه الطاقة خلال الأشهر القادمة ،هذا فضلا عن ضرورة الاستثمار في تنمية وتطوير مصادر الطاقة لدعم التنمية حيث أن قطاع الفلاحة يتطلب هو الأخر طاقة كهربائية للقيام بالأعمال الزراعية إلى جانب قطاعات أخرى هي بحاجة إلى الكهرباء ،و من هذا المنطلق لا يمكن الاعتماد فقط على مصادر الطاقة التقليدية بل يجب اللجوء وتبني تكنولوجيا الطاقات المتجددة لتخفيف الحمل على المصادر التقليدية في التموين بالكهرباء و إعطاء قوة دفع في إنجاز المشاريع التنموية ، ويضاف إلى هذا عنصر مهم يتمثل بسعي الدولة إلى رفع الغبن عن مناطق الظل المحرومة من الكهرباء والغاز و الماء و خدمات عامة أخرى على اعتبار أن وصول قطار التنمية إلى تلك المناطق هو من أولويات برنامج السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ،كما انه من غير المعقول أن نجد في جزائر العام 2020 مناطق وقرى محرومة من الربط بالكهرباء والغاز و هي على بعد كيلومترات قليلة عن أعمدة الكهرباء وشبكة التزويد بالغاز، و من العار حقا أن نجد على خارطة الجزائر مناطق مظلمة تتطلع إلى شروق شمس التنمية عليها، يعيش فيها مواطن حياة الحرمان و غياب كل الاحتياجات الأساسية من ماء وكهرباء و طرق معبدة ومدارس و غاز ويكتفي بالحد الأدنى من شروط الحياة .