خيم السكون على مدينتي أبوابها مغلقة شوارعها مظلمة المقاهي والدكاكين حوانيت الوراقين ظلال تتراقص معزوفة ناي حزينة اجتمع فيها لحن الرياح مع صرير الأبواب فكانت توحي بالفراغ أمام عتبة المنزل وريقات شاحبة من شجرة التوت العملاقة تتقاذفها يد النسمات الباردة هنا وهناك داخل المنزل هذا الوحيد مع روايات اليأس والبؤس رأيته يتصفح ديوان أوراق الغرفة أنهك السقم جسده فخارت قواه تلاعب القدر بشبابه كأني به يلعب آخر أوراقه مع صديق أبى إلا أن يستقر في جسده وهو يتصفح الديوان لا يمل من محاورته ضيق النفس وذاك السعال الحاد رائحة الأدوية المزعجة شعوره بالوهن والغثيان كلها كلمات جميلة لحوار يجمعه بهذا الصديق هو سيد هذه المدينة أقف على عتبات منزله لأني أبحث لأسئلتي عن إجابة ترى هل سأكون يوما مثلك ألامس نعشي بقبضة من أمل هل سأمرض يوما كما مرضت أنت وأترك خلفي ديوانا يضج بالضجر والملل لن أفتح الباب فبهو منزلك غرفة إنعاش وأنفاسك الضعيفة تملأ المكان لا زال في جسدي قوة فلن أستسلم الآن لكن أعدك أن آخر دواويني سيبعث من هذا المكان..