* قوات الإمبراطورية الفرنسية تكبدت خسائر فادحة بسبب المقاومة الجزائرية جاءت الندوة الوطنية المنظمة بالتنسيق بين مديرية المجاهدين و المتحف الجهوي للولاية الخامسة التاريخية بهضبة لالا ستي بتلمسان والتي انعقدت اول أمس للرد على الحملة الشرسة وعلى المسيئين للأمير عبد القادر و دوره ومكانته في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة الذي ظهرت في شأنه هجمة شرسة منذ أسابيع و خلفت ضجة إعلامية من حيث التشكيك في دوره البطولي و اتهامه بالعمالة و التعاون مع فرنسا و ردود افعال الاساتذة و المؤرخين والمختصين للدفاع عن هذه الشخصية ذات البعد التاريخي العالمي . و في هذا الإطار نفى المختص في التاريخ الجزائري الدكتور احمد بن داود ما حيك حول معاهدة تافنة التي أمضاها الأمير عبد القادر مع السلطات الفرنسية 30 ماي 1837 بأنها نتاج هزيمة و استسلام للرجل أمام القوة الاستعمارية مؤكدا أن ذلك غير صحيح و لا موثق تاريخيا والعكس صحيح بدليل أن المعاهدة تمت على أساس تفاوض بين طرفين متكافئين هذه المعاهدة عقدت قرب وادي تافنة حاليا بولاية عين تموشنت بين الأمير عبد القادر والجنرال توماس روبير بيجو من الجيش الفرنسي. هذا الأخير كان قد تعرض لخسائر فادحة بسبب المقاومة الجزائرية. المعاهدة نصت على أن تقر فرنسا بسيادة دولة الأمير على ما يقرب من ثلثي الجزائر (ولايات وهران، القليعة والمدية وتلمسان والجزائر. و تعليق النشاط العسكري لغاية بث الأمير عبد القادر في مسالة مواصلة الكفاح المسلح ناهيك عن المناخ السائد في فترة توقيع معاهدة تافنة حيث كان غير مناسب و التساقط الغزير للأمطار مخافة انعكاس الوضع على مئات المقاومين التابعين للأمير حيث كان يتخد سياسة إخلاء المدن بما فيها عاصمة الزمالة المتنقلة التي استنزفت الموارد البشرية آنذاك و دفعه الحس المرهف الذي يتسم به لفعل ذلك نظير كثرة القتلى و الجرحى و تضرر النساء و الأطفال و الشيوخ من الحرب و اختار التفاوض لتعليق العمليات العسكرية و حماية مقاوميه و ذويه في ظروف غير مواتية للكفاح. * الأمير أراد حقن دماء الناس من خلال المعاهدة و جاء في سيرة الأمير عبد القادر أيضا انه أنقد آلاف المسيحيين من موت حقيقي بسوريا فكيف له التفريط في بني جلدته . هذه المعاهدة سرعان ما لبث أن نقضها الملك لويس فيليب الأول في نوفمبر 1837، الذي أمر باحتلال قسنطينة، الأمر الذي أشعل المزيد من القتال بين قوات الأمير عبد القادر والقوات الإمبراطورية الفرنسية. وقد أعلن الأمير عبد القادر الجهاد مرة أخرى في 15 أكتوبر 1839 في معركة متيجة و اشار الاستاذ إلى أن الأمير عبد القادر خاض معركة سيدي إبراهيم بضواحي الغزوات في مرحلة ضعف واصطدم بفيلق فرنسي هاجم ساكنة المنطقة بأعمدة خشبية بالضرب المبرح حتى ان هناك مشروعا فنيا سيصدر قريبا يخص تجسيد لوحة توثق لما يسمى ب«الصبانة" التي استعملت للهجوم عام1845. * فرنسا حطمت مكتبة الأمير التي ضمت 4 آلاف مخطوط و قال الدكتور بن داوود وهو يسرد الأدلة التاريخية القاطعة ان الأمير عبد القادر المحارب الوجيه تمتع بالمقاومة الثقافية مند إطلاق سراحه سنة 1852 و تشهد له تركيا حين لزم مسجد العرب وألقى الأحاديث و علّم فيه و واصل التعليم في سوريا بمسجد الأيوبي و دار الحديث حتى أن أول شيء حطمته فرنسا هو مكتبته التي كانت تضم 4 آلاف مخطوط منها ما أهديت له وكان يتأكد من صحتها بإرسال طلبته إلى المكان الذي بعثت منه للتقصي و التأكد من صحة مضامينها العلمية . أما المؤرخ الدكتور عبد المجيد بوجلة فقال "مهما بلغت الدراسات عن المسار التاريخي و الدفاعي للأمير عبد القادر لن تستوفي حق ما قام به لأجل الجزائر التي عظّمها أمام أجناس مختلفة بداية من بلوغه سن 17 سنة فحمل قضية الجزائر وطنا و قضية تآخت معها الإنسانية . الأمير واجه 122 جنرالا فرنسيا و تحدى 5 من أبناء الملك فيليب و خاض 16 معركة طاحنة و وصلت الدرجة بنيكولاس الثاني حاكم روسيا القيصرية بتبجيل الأمير ومنحه وسام ومنحه لقب النسر الأبيض للإمبراطوريات * أزيد من 1000 مؤلف حول هذه الشخصية صادرعن مثقفين أجانب وتبنت أمريكا اسم عبد القادر و أطلقته على إحدى مدنها زد على ذلك يوجد كتب عنه من مثقفي الغرب و العرب في شق دهائه وفاقت الإصدارات ال1000 كتاب(مقاومة الأمير) (بطولات)(التسامح) (موقف الخير للمسيحيين) و في شهر ماي المنصرم نشرت جريدة بريطانية عن علم عبد القادر الجزائري الذي كان يمنع حرق الكتب وفي تدخله أشار والي الولاية إلى أن الأمير عبد القادر عاش ثلاثة مراحل كطالب للعلم و أسير و مناضل وأعطى للنضال سعة لمواجهة فرنسا . وبنبرة وطنية دعا الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين الحاج عمر الجيل الصاعد ان لا يتنكر لرجال المقاومات الأولى والحركات التحررية و الثورة المظفرة لأنهم كانوا يدا واحدة لاسترجاع الجزائر من أيدي فرنسا الغاشمة وعلى الجزائريين مواصلة البناء لا الهدم ولو بالاعتراف بالتاريخ المرير . و انتهت الندوة التاريخية حول حياة الأمير عبد القادر بإمضاء اتفاقية عمل بين الإذاعة الجهوية و مديرية المجاهدين لتوثيق اللقاءات التاريخية و وضعها في أرشيف لتكون مصدر علمي وتاريخي قائم بمعلومات موثقة. وبمناسبة الذكرى ال 59 للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية قدمت على هامش الندوة مسرحية حول حرب التحرير الوطني وهذا من قبل براعم أعمارهم مابين 4 و6 سنوات ابهروا الحاضرين بوطنية بريئة والتمثيل النابع من القلب . ونظم ببهو المتحف معرض لاهم المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر .