عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم، بسبب ارتفاع أسعار سمك السردين بالأسواق الشعبية، باعتباره يعد طبقا شعبيا بامتياز، ويفضله أغلب أرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود أو المتوسط، خاصة وأن أسعار المنتوجات البحرية الأخرى بعيدة عن المتناول، نظرا لأثمانها الباهظة، حيث تساءل العديد من المتسوقين الذين تحدثنا معهم، عن سبب هذه الزيادات، رغم الوفرة في هذا المنتوج، حيث يتعدى 40 طنا في أغلب الأحيان، ولكن الاسعار بقيت مرتفعة ولم تنخفض، وقصد تسليط الضوء على هذا الموضوع، تنقلنا أمس إلى سوق "الأوراس" (لاباستي) سابقا والحمري والصباح، وقمنا بجولة تفقدية لمعرفة "ترمومتر" الأسعار، حيث تراوح سعر سمك السردين بين 600 و750 حتى 800 دج للنوعية الجيدة، وهذا دون الحديث عن أسعار الأنواع الأخرى من الأسماك، البعيدة كل البعد عن ميزانية المواطنين البسطاء، وفي حديثنا مع بعض المتسوقين، لرصد آراءهم بخصوص هذا الغلاء المسجل، صرح لنا السيد ( ك. محمد الأمين)، أن الاسعار لم تنخفض منذ مدة طويلة، بالرغم من وفرة العرض، الأمر الذي أدى إلى عزوفه عن اقتناء سمك السردين، بالرغم من فوائده الصحية الكبيرة، نظرا لغناه بالفيتامينات والبروتينات، و«أوميغا 3"، أما السيدة ( ل. خديجة)، فأكدت لنا أنها تقتني رطلا واحدا فقط لا غير لتزيين المائدة، خاصة وأن سعره تجاوز ال 700 دج للكيلوغرام، وهذه الأثمان هي "ضرب من الخيال" على حد وصف محدثتنا، بالنظر إلى محدودية دخل غالبية أرباب الأسر، وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، هذا فيما أكد لنا السيد (م. محمد) أنه رغم وفرة المنتوجات البحرية، ولكن المواطن البسيط لم يستطع توفير كيلوغرام واحد من مادة السردين، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، وأضاف أن بعض التجار يعرضون سمكا صغيرا من نوع (باستيكا) لا يتعدى طوله ال 10 سنتيمترات، وبأسعار مرتفعة، جعلت المتسوقين في حيرة من أمرهم، وأجبرهم على مقاطعة هذه المنتوجات إلى غاية انخفاض سعرها في قادم الايام، من جهة أخرى، برر العديد من التجار الذين تواصلنا بخصوص هذا الغلاء المسجل، أن السبب الرئيسي يعود إلى التقلبات الجوية والمشاكل الكثيرة التي يعانيها قطاع الصيد البحري بصفة عامة، وأضافوا أن الأسعار تخضع لقانون العرض والطلب، وغير مستبعد أن تنخفض خلال الأيام القليلة المقبلة، وبين غلاء الأسعار، ومحدودية الدخل الشهري، يبقى المواطن البسيط يكتفي بمشاهدة الصناديق المعروضة في الأسواق اليومية ونقاط البيع، بانتظار الفرج الذي لم يحن بعد . محمد إسلام رويبي