شارع حمو مختار بالمقري

مشروع ترامواي‮ يهدد عائلتين بالتشرد

تعقدت وضعية مشروع ترامواي‮ وهران مؤخرا على مستوى شارع حمو مختار سانتوجان سابقا بعد إعتراض عائلتين تقيمان بالمبنى‮ (‬116‮) على أشغال إنجاز طريق معبد ملحق بالسكة الحديدية حيث سيتم إزالة‮ 55‮ متر مربع من المبنى الذي‮ يضم عائلتي‮ »‬بطاهر العربي‮« و»بطاهر محمد‮« المقيمتان بالمكان منذ‮ 1967‮ حسب الوثائق التي‮ تحوز‮ »‬الجمهورية‮« نسخا منها والتي‮ تثبت أن الموقع المتنازع عليه بين مؤسسة‮ »‬ترام نور‮« وعائلتي‮ بطاهر‮ تعود ملكيته للأب‮ "Bies"‮ رئيس كنيسة‮ »‬سانت أوجان‮« سنة‮ 1935‮ حيث تنازل هذا الأخير عن طريق عقد كراء موثق للعائلتين عن مكلية الأرضية‮ سنة‮ 1967‮ حيث عادت ملكية تلك الأرضية لبلدية وهران منذ ذات التاريخ ليومنا هذا‮
‮ وبدأت معاناة هذه العائلات عقب إستقبالها قرار من طرف المؤسسة المنجزة للترامواي‮ بتاريخ‮ 23‮ نوفمبر‮ 2008‮ يقضي‮ بهدم المبنى وتعويض‮ العائلات المذكورة بمبلغ‮ (‬67‮) مليون سنتيم وهو الأمر الذي‮ رفضته عائلتي‮ بطاهر محمد وبطاهر علي‮ خصوصا وأن مشروع الترامواي‮ سيزيل‮ (‬55‮) مترا مربعا‮ من‮ مساحة المنزل التي‮ لا تتجاوز‮ (‬80‮) مترا مربعا‮ حيث ستبقى للعائلتين مساحة لا تزيد عن‮ 35‮ مترا مربعا للإقامة فيها مع العلم أن العائلتين تضمان‮ (‬9‮) أفراد لا‮ يمكن حصرهما في‮ (‬35‮) مترا مربعا حسب أرباب العائلات التي‮ إشتكت من ضآلة التعويض المقدر ب‮ 67‮ مليون سنتيم فقط خاصة وأن أسعار السكن الفردي‮ تشهد إرتفاعا مذهلا بشتى ضواحي‮ المدينة ما‮ يهدد العائلات المذكورة بالتشرد في‮ الشارع ورغم المراسلات التي‮ لا تعد ولا تحصى‮ يقول‮ »‬بطاهر العربي‮« لمختلف الهيئات الرسمية المعنية بهذا الإشكال بما فيها وزارة النقل التي‮ تم مراسلتها بتاريخ‮ 26‮ ديسمبر‮ 2011‮ وكذا الولاية التي‮ تم مراسلتها بتاريخ‮ 22‮ ديسمبر‮ 2009‮ إلى جانب مراسلات عديدة للقطاع الحضري‮ المقري‮ إلا أن كل ذلك لم‮ يشفع للعائلتين في‮ الحصول على سكن تعويضا لها عن إزالة مسكنها في‮ إطار أشغال الترامواي‮ التي‮ تبقى معظلة بالموقع المذكور‮ لحد كتابة هذه الأسطر‮
ولم تكتف عائلتا بطاهر بالمراسلات المذكورة حيث لجأت بعدها للقضاء سنة‮ 2010‮ إلا أن الحكم لم‮ ينصفهم على حد وصف بطاهر العربي‮ بعد أن صدر قرار بالطرد في‮ حقهم مؤخرا وإلزامهم بقبول المبلغ‮ الزهيد الذي‮ سيرميهم في‮ الشارع لا محالة فيما ناشد أرباب‮ هذه العائلات السلطات المحلية للإلتفات لمعاناتهم خاصة وأنهم أودعوا طلبات للحصول على السكن الإجتماعي‮ مؤرخة منذ‮ 1980‮ في‮ الوقت الذي‮ يتهددهم التشرد في‮ الشارع في‮ أية لحظة مع العلم أنهم رفعوا قضية أخرى أمام العدالة ضد نفس المؤسسة ولدى إستفسارنا عن وضعية هذه العائلات‮ لدى السلطات المعنية فقد أوضح مدير النقل الولائي‮ أن الأمر بيد العدالة التي‮ قال بصريح العبارة أنها حتى‮ لو طالبتنا‮ »‬بمليار سنتيم‮« كتعويض عن نزع‮ ملكية هذه العائلات فسنتجسب لقراراتها المصيرية على حد تعبير مدير النقل‮
وبين هذا وذاك‮ يبقى مشروع الترامواي‮ معطلا بالموقع المذكور خاصة وأن النزاع‮ يتعلق بطريق عمومي‮ محاذ للسكة الحديدية لا‮ يزال لم‮ ير النور بعد مما أضحى‮ يسبب إختناقا مروريا مزمنا على مستوى محطة توزيع الوقود المجاورة للمبنى والتي‮ إستفادت من تعويض مقدر ب‮ 200‮ مليون سنتيم عقب إزالة سور تابع لها فيما إستفاد أصحاب عدة أكشاك من تعويضات متفاوتة إلى جانب عيادة طبية ببير الجير ومصنع للأحذية ومقاهي‮ بساحة أول نوفمبر وذلك بمبلغ‮ إجمالي‮ مقدر ب2‮ مليار و265‮ مليون سنتيم في‮ سنة‮ 2008‮ في‮ الوقت الذي‮ إستفاد‮ 230‮ تجار من تعويضات مقدرة ب‮ 3‮ ملايير سنتيم خلال السنتين الفارطتين‮.‬