أدى تعقيد الحياة الإجتماعية والضغوط وتغير التركيبة البشرية للمجتمع بالإضافة إلى السنوات العسيرة التي مرت بها البلاد إلى تغير الكثير في سلوكات الأفراد لا سيما ذوي النفوس الحساسة المرهفة، حيث لم تحتمل تلك الضغوط وأصيبت بإنهيارات نفسية وعصبية. وهكذا كثر المرضى النفسانيون والمعقدون وحتى المجانين ويتجلى ذلك في إنتشارهم الواسع بالشوارع والأحياء لدرجة أصبحوا يشكلون خطرا على المحيط ككل. ورغم تواجد بعض المؤسسات الصحية للتكفل بهؤلاء المرضى العصبيين ، إلا أنها تبقى غير كافية أمام التزايد الهائل لهذه الفئة وفي غياب تكفل جدي بهم، سواء من جانب العائلة أو المصحات. وما زاد الأمر تعقيدا هو نقص الأدوية المهدئة لهؤلاء المصابين وفي بعض الأحيان إفتقادها مما يجعلهم عرضة لنوبات هستيرية وهيجان، لا مخلّص منها مما قد يجعل الأسر مهددة بل والمجتمع ككل مهددا، بدليل أن العديد من الجرائم التي حدثت تسبب فيها مختلون عقليا زرعوا الرعب والهلع في الشوارع ومنعوا الناس من السير بها. ورغم هذا الخطر، لا تزال هذه الفئة تتمتع بالحرية والتنقل في الشوارع دون رقيب ودون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا، وإذا تحركت تكتفي بنقل المريض إلى مصلحة عقلية ومده بحقنة مهدئة ثم يطلق سراحه ويعود الوضع إلى حاله.