قد يكون اللاجئون الفلسطينيون أقدم ملف في أدراج المفوضية السامية ،فسياسة التهجير الجماعي و القسري التي اعتمدتها إدارة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين جعلت من السكان شعبا مهجرا بكامله ما وضع الهيئة الأممية في مأزق كبير ففي الوقت الذي تطرد اسرائيل الفلسطينيين من منازلهم يتدفق مهاجرون يهود على الأراضي المحتلة قادمين إليها خاصة من افريقيا عبر سيناء و هي سياسة مفضوحة اعتمدتها تل أبيب بالإضافة إلى بناء المستوطنات لتعمير الأرض . اللاجئون الفلسطينيون هم السكان الأصليون الذين طردهم الاحتلال الصهيوني بداية من حرب 1948 و بعدها تطبيقا لسياسة تهويد فلسطين و تدفق هؤلاء على البلاد العربية و أوربا و أمريكا ليبلغ عدد أولئك أكثر من 726 ألف أي 75 بالمائة من السكان . و خلال حرب 67 على الأردن و مصر و احتلال الضفة الغربية رحل أكثر من 200 ألف فلسطيني من الضِفة و القطاع و لم يُسمح لا لأولئك و لا لنازحي 48 بالعودة إلى يومنا و اليوم يصل عدد اللاجئئين الفلسطينيين عبر العالم إلى أكثر من ستة ملايين و هم مسجلون لدى الأممالمتحدة . كما هو حال كل اللاجئين ، رحل الفلسطينيون عن منازلهم خوفاً على حياتهم بسبب الصراع العسكري الدائر. كثيرون رحلوا بسبب الهجمات العسكرية المباشرة على مدنهم وقراهم ؛ آخرون تم طردهم على أيدي القوات الصهيونية. المذابح التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين خلقت أجواء من الخوف يعيش اللاجئون الفلسطينيون في كافة أنحاء العالم ، إلاّ أن معظمهم يعيش على بُعد 100 ميل فقط من حدود إسرائيل يعيش نصف عدد اللاجئين في الأردن، وربعهم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ، وحوالي 15% منهم يعيشون في سوريا ولبنان. هناك أيضاً 263.000 لاجئ يعيشون في دولة الاحتلال و يعيش ما تبقّى من اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء العالم المختلفة، وبشكل رئيسي في الدول العربية ، وأوروبا وأمريكا. يعيش أكثر من 1.3 مليون لاجئ فلسطيني في 59 مخيماً للاجئين تُديرها الأممالمتحدة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والأردن، وسوريا، ولبنان، إضافة إلى 12 مخيماً للاجئين غير معترف بها : خمسة مخيمات في الضفة الغربية ، ثلاثة مخيمات في الأردن وأربعة مخيمات في سوريا. في عام 1948 رحل حوالي 32.000 فلسطيني عن منازلهم لكنهم بقوا داخل حدود ما أصبح يعرف بإسرائيل. لم يُسمح أبداً لهؤلاء الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم وقراهم في إسرائيل رغم أنهم مواطنون إسرائيليون. منازلهم ، مثل منازل اللاجئين الفلسطينيين ألآخرين إمّا هُدمت أو أعطيت لليهود. وعلى إثر حرب عام 1948 ، كان هناك حوالي 531 قرية ومدينة فلسطينية تم تدميرها أو استوطنها اليهود في محاولة لمحو أي أثر لتاريخ غير يهودي في فلسطين. كثير من القرى الفلسطينية المدمّرة أعيد بنائها كمدن يهودية وسمّيت بأسماء عبرية. و علاوة على ذلك فإنّ اللاجئين الفلسطينيين ليسوا أصلاً من مواطني الدول المضيفة : فهم يأتون ممّا يُسمّى الآن إسرائيل أو السلطة الفلسطينية ولهم الحق في العودة إلى إسرائيل حسب القانون الدولي . في حين أن كثيراً من الدول منحت اللاجئين الفلسطينيين الجنسية الكاملة ، فإن الحصول على حقوق في بلد آخر لا ينفي حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم . أيّد المجتمع الدولي إلى حدٍ كبير حق الفلسطينيين في العودة وقدّم الدعم الكبير لوكالة أنروا ، وهي الهيئة الأولى التي تقدّم المساعدات للاجئين. لكن المجتمع الدولي لم يتّخذ أي إجراء ملموس لإجبار إسرائيل على الانصياع للقانون الدولي والسماح للاجئين بالعودة. اللاجئون الذين نجحوا مادياً وحصلوا على جنسية بلدان أخرى ما زالوا يتمتّعون بحق العودة. إضافة إلى حقهم في العودة ، كافة اللاجئين الفلسطينيين لهم الحق في الحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم لا يمكن ايجاد حل شامل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من دون إعادة حقوق اللاجئين الفلسطينيين. يجب منح اللاجئين الفلسطينيين خيار ممارسة حق العودة ، مع أن اللاجئين قد يفضّلون خيارات أخرى مثل : إعادة التوطين في دول ثالثة (إعادة التوطين في فلسطين المستقلة حديثاً (مع أنهم أصلاً من فلسطين التي أصبحت إسرائيل) (أو تطبيع وضعهم القانوني في الدولة المضيفة حيث يقيمون حالياً. المهم هو أن يقرّر اللاجئون أنفسهم الخيار الذي يفضّلونه. فلا يجوز أن يُفرض عليهم أي قرار
رفضت إسرائيل في كامب ديفيد بحث قضية اللاجئين معتبرة أنها لا تتحمّل أي مسؤولية عن ايجاد مشكلة اللاجئين أو حلها. في لأول 2000، تبنّى الرئيس الأمريكي كلينتون من خلال "مقترحات كلينتون" مفهوم حرية الاختيار لكنه استثنى الخيار الأكثر أساسية وهو السماح للاجئين باختيار العودة إلى إسرائيل. مقترحات كلينتون ألغت فعلياً الحقوق القانونية للاجئين الفلسطينيين. وفي مفاوضات طابا واصلت إسرائيل الضغط على الفلسطينيين للتخلي عن حق العودة. يجب أن لا يقبل الفلسطينيون بأن يكونوا أول شعب في التاريخ يُجبر على التخلي عن حق العودة.