أصبحت مهنة وكيل أعمال اللاعبين في الجزائر فضاء مفتوح لكل من هب ودب نظرًا لغياب التنظيم في هذا المجال الذي أضحى في متناول الجميع في الوقت الذي لم تتخذ فيه الاتحادية التدابير اللازمة للحد من الفوضى التي عششت في الوسط الرياضي حيث لم تقم بأي مبادرة أو مجهود لوضع حد لمهازل كثيرة يكون فيها المناجرة أو بما يسمى "السماسرة" طرفا مهما في عقد الصفقات بل أضحوا طرفًا ثالثًا ضمن معادلة البيع والشراء في البطولة الجزائرية الذي أدرك موسمه الخامس ليكشف عن عيوب طفت على السطح بخلاف سنوات التسعينات و حتى بداية الألفية الثالثة رغم ان الكرة الجزائرية كانت تعيش في فترة العهد الهاوي ويرجع ذلك الى مفهوم مهنة المناجير في الجزائر رغم أن الفيفا قامت حسب موقعها بإعتماد 68 مناجير بالجزائر، لكن الواقع بعيد كل البعد عن الأرقام المتداولة حيث يوجد أضعاف العدد المصرح به دون أن تقوم هيئة الحاج روراوة بمراقبة ما يجري في الميادين فقد أصبحت هذه المهنة متاحة لكل من له القدرة على أمور خارج نطاق الرياضة، فضغط الشارع الرياضي و المحيط المتعفن على بعض الاندية فسح المجال لممارسة هذا النشاط المشبوه و خلق فجوات لأشباه " السماسرة" الذين بصطادون في المياه العكرة،وعليه كيف نفسر بوجود 32 مناجير في القسم المحترف الأول و الثاني يزاولون مهامهم بصفة عادية دون حسيب أو رقيب بما نسبته 85 بالمائة من المناجرة لايملكون إجازة ،و كيف نفسر وجود وكلاء لاعبين لا يعرفون حتى قراءة العقود التي يظفروا بها للاعبيهم والرابطة الوطنية تجيز الصفقة دون ان تتطلع على حيثيات العقد الذي يتم فيه وضع إسم مناجير اللاعب ولعل الأدهى هو أن هيئة قرباج تستقبل ملفات لاعبن وعقودهم و ضمنها أسماء لوكلاء لاعبين غير معتمدين، فمن يتوجب عليه توقيف هذه المهازل هيئة قرباج أم الاندية التي وجدت نفسها رهينة سماسرة تمكنوا من التحكم في سوق تحويلات اللاعبين، حتى هؤلاء لم يعد يستهويهم الوكلاء المعتمدين من طرف الفيفا، و إنما همهم الوحيد هو من يتمكن من تقديم عرض مغري بغض النظر عن هوية الشخص الذي يتفاوض نيابة عنه 100 إجازة مناجير مزورة وكلاء اللاعبين في الجزائر أفرز عن ثلاثة أصناف من مناجرة، فهناك مناجرة معتمدين من طرف الفيفا و المقدر عددهم ب 68 مناجير حسب أخر دراسات موجودة على مستوى موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم عام 2012 من بينهم 3 مناجرة من وهران والبعض منهم مغتربين مقيمين بالنرويج وينشطون في أروبا الشرقية إضافة إلى شقيق الحكم الدولي السابق بنوزة والمناجير المعتمد إشتعلي بوبكر ، أما الطبقة الثانية فهناك أكثر من مائة بطاقة مناجير مزورة حسب عدد المناجرة الموجودين في بعض الأندية، حيث ينشطون بطريقة عادية ويقومون بتسويق اللاعبين وعقد صفقات تصادق عليها لجنة قرباج وكأن الأمر لا يعنيها، فيما يحتل السماسرة المركز الثالث في عالم وكلاء اللاعبين بالجزائر، فهذه الطبقة معظمها من حاشية إدارات الفرق والتي يكون لها القدرة على تحريك الشارع الرياضي من انصار الفرق خصوصًا في الفترة التي تتدهور فيها نتائج الاندية، فهؤلاء السماسرة يجازفون بمشوار اللاعبين الشباب في مقابل يستحوذون على أجرهم الشهرية، وهو ما جعل جل المواهب الصاعدة تنطفئ شمعتهم وهم في بداية مشوارهم مغتربون وأولياء اللاعبين يكتسحون المجال . كما هناك نوع من وكلاء لاعبين لكن من الناذر إيجادهم ويتعلق الأمر بأولياء اللاعبين الذين إكتسحوا هذا المجال، وكم من لاعب كانت نهاية مشوارهم على يد ذويه نتيجة الخيارات الخاطئة والسعي وراء الأمور المادية والتي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه و أمثلة كثيرة. للإشارة أنه يوجد في البطولة الجزائرية أكبر عدد من وكلاء الأعمال مقارنة بنظرائهم في تونس رغم أن البطولة الاحترافية في هذا البلد تجاوزت العشر سنوات ، حيث لا يتم الاعتراف بأي وكيل أعمال لا يحمل بطاقة المناجير أياد السماسرة تطال الرياضات الجماعية ودول الخليج الوجهة المفضلة و لا يقتصر هذا النشاط على مجال كرة القدم وإنما إمتد الى باقي الرياضات الجماعية في الجزائر ، على غرار كرة الطائرة و السلة وخصوصًا في كرة اليد التي أصبحت تعرف اقتحام وكلاء لاعبين رغم انهم غير معتمدين إلا ان صيتهم وصل إلى دول الخليج، خصوصًا في الآونة الأخيرة أين أصبحت وجهة جل اللاعبين المحترفين في البطولة الوطنية مثلما هو الحال لعمر شهبور الذي يلعب في نادي الجزيرة الإماراتي شأنه شأن سلاحجي الذي عاد إلى المجمع البترولي بعد تجرب قصيرة بنادي الشعب الإماراتي أيضًا، كما بفضل أحد المناجرة الجزائريين حيازةاللاعب كعباش نجم المنتخب الوطني على فرصة للإحتراف بفرنسا وتحديدا بنادي إستر بالدرجة الاولى المحترفة الفرنسية، في إنتظار ان يعرف توسع النشاط في هذه الرياضات