تدشين مقر لمديرية المجاهدين ومعالم تذكارية بسيدي لحسن وبلعربي أشرف الطيب زيتوني وزير المجاهدين أمس بسيدي بلعباس على مراسم الاحتفالات الوطنية والرسمية المخلدة للذكرى الحادية والسبعين لمجازر8 ماي 45 التي ذهب ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد. وأهم ما ميزها تنظيم ندوة تاريخية حول جرائم الاحتلال الفرنسي ضد الإنسانية على ضوء القانون والمواثيق الدولية لحقوق الانسان: مجازر8 ماي 45 نموذجا وذلك بقاعة المحاضرات لرئاسة جامعة الجيلالي اليابس حيث افتتحها الوزير بكلمة اعتبر فيها مظاهرات8 ماي الأليمة محطة حاسمة وخالدة أسست للشعب الجزائري حريته وكرامته ولازالت رمزا للفداء والنضال تحمل محنا لا أقصى منها وتعذيبا لاأشد منه مذكرا في هذا السياق ما اقترفه المحتل الغاشم في حق الشعب الجزائري من انتهاك لحرمته ومصادرة لحقوقه وطمس لهويته ونهب لثرواته وممارسات ستظل وصمة عار في جبين مرتكبيها مؤكدا على أن احياء هذه الذكرى يهدف بالأساس الى الوفاء لذاكرة الشهداء والتصدي لثقافة نسيان مآسي الاستعمار البغيض واليوم يتوجب علينا رص الصفوف والتوجه نحو المستقبل بقلوب ملؤها الثقة في النفس في ظل التمسك بتلك القيم والمثل العليا. الأستاذ عز الدين زايدي تناول في مداخلته موضوع جرائم الاستعمار الفرنسي في عهد الإمبراطورية الأولى وكذا الأمبراطورية الثانية مشيرا الى نقض فرنسا لعهدها مع الداي حسين لتبدأ في التوسع تنفيذا للقرار الملكي الذي ألحق رسميا الجزائربفرنسا ثم الشروع في وضع اليات الاحتلال الشامل للجزائر بداية من فكرة الاستيطان بتجريد الجزائريين من أراضيهم ومنحها للكولون ليواجهه الجزائريون المشروع الفرنسي بمقاومات متفرقة في المكان والزمان أيقظت الشعور الوطني لديهم بانتمائهم لهذه الأرض الطاهرة ووحدت صفوفهم . أما الأستاذ بشير سحولي فتحدث عن صورتين اثنتين نتجت عن احتلال فرنسا للجزائر .الأولى أظهرت شعبا أبيا جاهد وناضل من خلال المقاومات الشعبية والنضال السياسي أما الصورة الثانية وهي قاتمة تعكس احتلاله لبلدنا بالقوة وارتكاب الجرائم والابادة لترسيخ وجوده في هذه الأرض التي ظلت ترفضه من ذلك الإبادة التي مارسها ضد قبيلة العوفية بالقرب من الحراش في7 افريل 1932 ثم المحرقة التي قام بها في حق في أولاد رياح بمستغانم وظلت الإبادة مستمرة الى أن جاءت مجازر8 ماي التي عرت وكشفت الأداء الفرنسي. وبالمناسبة قام الطيب زيتوني بتكريم المجاهدين عفيف محمد وبن علي عبد الغني اللذين شاركا في مسيرة8 ماي 45 بسيدي بلعباس. هذا وعلى اثر ذلك انتقل الوزير والوفد المرافق له الى كل من سيدي لحسن وبلعربي أين دشن معلمين تذكاريين مخلدين لشهداء هاتين البلديتين وكان قبل ذلك قد دشن المقر الجديد لمديرية المجاهدين الذي يعد تحفة رائع ليتابع بعدها صورة تمثيلية لمظاهرات 8ماي جسدها تلاميذ متوسطة مدغري وثانوية بن بلة في أجواء حماسية رائعة . واختتم زيارته بحضور نشاط ثقافي بدار الثقافة كاتب ياسين تمثل في ملحمة واوبيرات وأناشيد وطنية تمجد وتخلد الذكرى ثم تكريم كوكبة من المجاهدين.