تشهد ولاية تيسمسيلت خلال هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة تجاوز 38 درجة ، لكن شتان بين من يقصد البحر وبين من يقصد البرك والنهر والأودية ، فهذا حال الكثير من شباب تيسمسيلت ، خاصة وأن أغلبيتهم في فترة العطلة الصيفية ، لذلك فالكثير من هؤلاء من ذهبوا من أجل تمضية بعض الساعات بالضحك والابتسامة ، لكن بعضهم عاد في أكفان الأموات ، لا لشيء سوى لأن ظروفهم الاجتماعية التي لا تسمح لهم كبقية أبناء جلدتهم بالذهاب إلى البحر ، فلم يبق لهم سوى التوجه إلى الأودية والأنهار وحتى الآبار والتي لا تعد حلا ، بل خطرا عليهم ، لكنهم كما يقولون – ليس لنا البديل - ، وفي ذات السياق دائما يعد كل من مسبح عاصمة الولاية وسيدي سليمان المسبحين اللذين يشهدان مع كل حلول فصل الصيف حضورا مكثفا من قبل المواطنين منهم الأطفال وكذا الشباب على وجه الخصوص ، منهم شباب ينحدرون من مدينة تيسسيلت ومن المناطق المعزولة بالولاية التي يحلمون أن يتواجد في بلديتهم مسبح ، مما جعل من هذين المرفقين وجهتهم المفضلة ، ومنهم من يتوجه إلى البحر لقضاء بعض اللحظات ، ولكن غالبيتهم لا يجدون سوى المسبحين السالفي الذكر وجهة لهم ، في ظل افتقار مناطقهم لمسبح يخفف عمهم ولو القليل من حرارة المعاناة وكذا حرارة الجو ولا يتوقف الأمر على المسابح فقط ، وحتى أن الذهاب إلى البحر يتطلب أموالا حيث تختلف الأثمان في الكثير من الأحيان مابين 600 و 1000 دج لليوم وهذا حسب الوجهة سواء بشواطئ مستغانم ووهران أو الجزائر ، حيث أن هذه الأسعار باهظة بالنسبة للآباء وبالرغم من ذلك يقفون في مفترق الطرق بين الأسعار الملتهبة وبين رغبة أبنائهم في التمتع بأيام العطلة و قد لا يجدون سوى البرك لتتحول تلك اللحظة إلى ألم خاصة إذا عاد الابن في كفن ، و تسجل مصالح الحماية المدنية بولاية تيسمسيلت مع كل عام عدة حالات غرق على مستوى البرك والمسطحات المائية إذ أوضحت في هذا الصدد بأنها أحصت منذ بداية موسم الاصطياف لهذا العام فيما يخص حوادث الغرق في البرك المائية ، وفاة 4 أطفال غرقى تتراوح أعمارهم من 9 إلى 14 سنة عبر مناطق مختلفة من بلديات الولاية ، رغم ما تقوم به المصالح من حملة تحسيسية توعوية للحد من أخطار فصل الصيف وهذا بإشراك جميع الفاعلين على غرار الدرك الوطني والشرطة ، محافظة الغابات ومديريات كل من المصالح الفلاحية ، الصحة والري ، وتهدف الحملة التحسيسية هذه إلى الحد من أخطار الغرق في السدود والمسطحات المائية ، التسمم العقربي ، حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية وحوادث الطرقات .