تنطلق اليوم بالمركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية "كراسك"، أشغال الدورة الرابع من ملتقى "وهران مدينة المعرفة والتعايش"، التي تنظم بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب بجامعة مستغانم، بالتعاون مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لوهران بمناسبة إحياء الذكرى 229 لتحرير مدينة وهران من الاحتلال الإسباني. يأتي تنظيم الملتقى بهدف تسليط الضوء على تاريخ تحرير وهران ودور النخب العلمية آنذاك ومساهمتها الفعالة في نشر قيم التسامح والتعايش"، وإلى إبراز مكانة مدينة وهران كمدينة وحاضرة للمعرفة والتعايش على مرّ عقود، باعتبارها كانت موطنا للعلماء ورجال النضال، وقد استقبلت وهران المهاجرين الأندلسيين، وكانت مرافئها فضاءً اقتصادياً ودينياً وثقافياً، واستطاعت المدينة أن تعيش فتراتِ استقرارٍ ازدهرت فيها الحركة العلمية، كما كانت مقصداً للعلماء، وكانت مدرستا الشيخ الهواري بن اعمر وإبراهيم التازي منارتين للعلم والصلاح وفعل الخير قبل الاحتلال الإسباني، ثم كان التجديد لهذا الإشعاع العلمي مع فاتح وهران ومحرّرها من الاحتلال الإسباني محمد بن عثمان الكبير سنة 1792، إذ تأسست مدارس كان شيوخها من قادة رباطات وهران التي شكلتها النخب العلمية من دارسي العلوم الدينية والأدبية، فكانت "المدرسة المحمدية" وحلقات مسجد الباي ومدارس بطيوة كلياتٍ علمية حقيقية. ومن المقرر أن يطرح الملتقى عدة المواضيع للنقاش أهمها "واقع التحرير الأول والثاني لمدينة وهران على الكتابات التاريخية" و"دور العلماء والطلبة في تحرير مدينة هران" و"المعالم والشواهد العمرانية في العهد العثماني"، من خلالا مداخلات سيقدمها الأساتذة والباحثين المشاركين في أشغاله ومن أهم المداخلات نذكر "وهران مدينة المعرفة والتعايش" و"الدور الريادي للعلماء والطلبة في تحرير وهران" و"فتح وهران في كتابات أبي راس الناصري المعسكري" و"التعايش والتسامح في وهران بعد التحرير، الأسير تدينات في عهد الباي بن عثمان الكبير أنموذجا". أما عن جديد طبعة في دورته لهذه السنة، كشف المنظمون أنه تم تسطير برنامج سياحي علمي يتيح للباحثين والمشاركين زيارة عدد من المعالم التاريخية التي توثق للحدث التاريخي وهو تحرير المدينة، على غرار زيارة مسجد الطلبة، كما ستعمل الجهة المنظمة إلى رفع دعوة إلى المسؤولين بضرورة ترسيم هذه التظاهرة التي تحتفي بمدينة وهران كمدينة تاريخية ونضالية والذي من شأنه أيضا الحفاظ على الذاكرة الوطنية.