توقف الكثير من الباحثين عند كتاب التأمل مع المفاهيم المنقولة لمؤلفه الباحث الجزائري الدكتور السعيد بوطاجين، واعتبروا مسالة ترجمة المصطلح من أهم المسائل التي تواجه المترجم الى اللغة العربية، لاسيما اذا كان النص يخص دراسات نظرية وفكرية وفلسفية. يقول بوطاجين في مقدمة كتابه: "حاولنا في هذا البحث، الذي ظل مهيمنا على ميولنا، تناول اشكالية ترجمة المصطلح النقدي الجديد الى اللغة العربية. وقد استعملنا الجديد جوازا، كما نوظف القديم جوازا كذلك، قياسا بالاستعمالات المتواترة. لأننا لسنا مقتنعين بطريقة تعريف هذا الحديث ومفهمته، خاصة عندما يكون نقلا املائيا او امتدادا لأرث معرفي حلقي النمو اسهمت بانتاجه شعوب وحضارات متداخلة. تعود فكرة الموضوع الى سنوات خلت لم يكن هناك صفاء في التامل مع المفاهيم المنقولة الى العربية، وقد تجلى ذلك في مستويات استقبال المصطلح وتذبذبه، بالنظر الى مؤثرات مركبة، اهما الجانب المعرفي الذي ظل بحاجة الى تأثيث يستدعي الالمام باللغة المهاجرة اللغة المهاجر اليها، العربية واللغات الاخرى التي نتعامل معها في الوطن العربي، الانجليزية، والفرنسية، والروسية". الكتاب يقع في 224 صفحة من القطع الكبير، ويضم اربعة اقسام رئيسة هي: المجامع والهيئات ومسألة المصطلح والهيئات والافراد ومسألة المصطلح والمفاهيم، المناهج ومسألة المصطلح وترجمة المصطلح ومسألة التفاوت. وهذه الاقسام الاربعة تنقسم بدورها الى اقسام فرعية اخرى. ويتناول القسم الاول من الكتاب موضوع المجامع العلمية، واول المجامع العلمية التي تناولها الكتاب هوالمجمع العلمي العراقي الذي يقول عنه الآتي: وتأسس هذا المجمع ليكمل سابقه، ويبدوواضحا للعيان انه استفاد نظريا من التجارب السابقة لأنه قام على خلفية عارفة أخذت في الحسبان بعض الزلات المفهومية والقياسية والتناقضات التي أربكت الباحثين. وضع المجمع قواعد تتقاطع مع ما تم اقتراحه في مناسبات سابقة، مع تعديلات واضافات جاءت نتيجة منطقية للمتصورات السابقة.