ضرب زلزال بقوة 8,8 درجات هو الأقوى في المنطقة منذ حوالي 73 عاما قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، الثلاثاء، متسببا بتحذيرات من تسونامي في منطقة المحيط الهادئ برمّتها وعمليات إجلاء من هاواي إلى اليابان. وفي حين ذكرت وسائل إعلام روسية أن عدة أشخاص أصيبوا في أقصى الشرق الروسي، لم تفد أي دولة بسقوط قتلى حتى الساعة. والزلزال الذي وقع عند الساعة 08,24 بالتوقيت المحلي (23,04 بتوقيت غرينتش الثلاثاء) قبالة سواحل بيتروبافلوفسك في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية النائية هو من بين أقوى عشرة زلازل مسجلة في العالم بحسب المعهد الأميركي للجيوفيزياء. وضرب الزلزال على عمق 20,7 كيلومترا وعلى بعد 126 كيلومترا من كامتشاتكا، عاصمة المنطقة في أقصى الشرق الروسي. وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية إن موجات تسونامي متتالية ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامشتاتكا. وقال رئيس بلدية المنطقة إنه تم إجلاء كل السكان إلى منطقة آمنة. وقال أحد السكان في مقطع فيديو نشرته قناة "إزفيستيا" العامة إن "موجة التسونامي الرابعة تضرب الآن. الموجة عاتية وتغمر كل شيء، الشاطئ برمته مغمور. انحسرت المياه من جديد وستعود الآن. لقد دمرت المرفأ والمصانع القائمة على الساحل كليا". وأفادت وكالة تاس نقلا عن رئيس بلدية المدينة بأن إحدى موجات التسونامي جرفت سفنا كانت راسية في المرفأ. غير أن السلطات الروسية رفعت الإنذار من تسونامي مساء الأربعاء. وفي تصريحات لقناة "زفيزدا" العامة، قالت امرأة من سكان كامتشاتكا التي تعدّ من المناطق التي تشهد أعلى مستوى من الأنشطة الزلزالية في العالم حيث تتلاقى الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية "اهتزت الجدران، لحسن الحظ كان لدينا حقيبة فيها مياه وملابس قرب الباب، حملناها وهربنا". وأضافت "هذه المرة الأولى التي اختبر زلزالا بهذه القوة. أجهشت بالبكاء، كان الأمر مخيفا جدا". وهذا أقوى زلزال يسجل منذ العام 1952 في منطقة كامتشاتكا على ما أفادت أجهزة رصد الزلازل المحلية التي حذرت من هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7,5 درجات. وفي 5 نوفمبر 1952، ضرب زلزال بقوّة 9 درجات المنطقة مثيرا موجات تسونامي مدمّرة في منطقة المحيط الهادئ برمّتها. وفي 20 جويلية، وقع في المنطقة الروسية نفسها زلزال بقوة 7,4 درجات، تلته هزّات ارتدادية عدة، من دون أن يتسبّب بأضرار جسيمة. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضة للزلازل في العالم"، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وأصدرت دول مطلة على المحيط الهادئ في شمال القارة الأمريكية وجنوبها تحذيرات للابتعاد من الشواطئ، منها الولاياتالمتحدة والمكسيك والإكوادور.