احتضنت أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" ليلة الجمعة في أجواء إفريقية نابضة بالوحدة والإبداع الحفل الفني الضخم CANEX@IATF2025 Mega Concert، وذلك ضمن فعاليات المعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF2025)، الحدث الاقتصادي والثقافي الرائد في القارة، الذي يسعى إلى تعزيز التجارة والتعاون والتكامل الإفريقي. وشهد الحفل حضور وزير الثقافة والفنون زُهير بٓللو إلى جانب رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك" ، "بنديكت أوراما"، وأعضاء الفريق الاستشاري للأيام الإبداعية الإفريقية، فضلاً عن مشاركة كوكبة من الفنانين الجزائريين والإفريقيين والعالميين، الذين تقاسموا ركح الأوبرا في احتفاء استثنائي بتنوع الطبوع الموسيقية للقارة السمراء. وتميّزت السهرة بلحظة رمزية بارزة، حيث قدّم وزير الثقافة والفنون، برفقة الفنانة "إيفون شاكا شاكا"، الملقبة ب"أميرة إفريقيا" ونائبة رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والملحنين (CISAC)، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (ONDA)، شهادة "حماية حقوق النشر" إلى "بنديكت أوراما". وتُمنح هذه الشهادة لأول مرة في حدث قاري بهذا الحجم، لتجسد التزام البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد باحترام حقوق المبدعين وتعزيزها، مع بعث رسالة قوية مفادها أن حماية حقوق النشر ركيزة أساسية لتطوير الصناعات الإبداعية الإفريقية. وقد اعتلى خشبة الأوبرا نجوم كبار، على غرار النجم العالمي "ويز كيد"، والفنان الكونغولي "إينوس بي"، والثنائي "دي بي إن كوغو" و"موسى كيس"، إلى جانب الفنان العالمي "جيفرسون" القادم من غرينادا، وأصوات شابة من كينيا. كما قدّمت فرقة "البسطة" الجزائرية لمستها الخاصة عبر تجديد الأغاني التراثية بروح معاصرة حملت القاعة إلى أجواء نابضة بالأصالة، قبل أن يختتم الفنان الجزائري "موح ميلانو" السهرة بأداء تفاعل معه الجمهور بحماس كبير. و أكد الوزير أن هذا الحدث عكس بوضوح أهمية الثقافة كعامل أساسي لتوحيد الشعوب، ورسالة للسلام، وصوتًا مناهضًا للظلم والاستعمار. وأضاف أن الجزائر، التي كانت ولا تزال قبلة الثوار، تبرز اليوم من جديد كعاصمة للثقافة الإفريقية في قلب المعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF2025)، بما يؤكد دورها الريادي في تعزيز التقارب بين شباب القارة عبر الفن والإبداع. واستمر الحفل حتى الساعات الأولى من صباح السبت، في أمسية احتفائية جسّدت طموح الجزائر في جعل الثقافة والفن رافعة للتكامل الإفريقي، ورؤية استراتيجية لترسيخ السيادة الثقافية للقارة وجعلها فضاءً مفتوحًا يحتضن الإبداع ويدعمه على المستويين المحلي والقاري.