أشرف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على مراسم تكريم التلاميذ الأوائل المتأهلين للمسابقة الدولية «شهر اللغة العربية»، التي تنظمها جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس الدولي للغة العربية، تحت شعار «الاستثمار في عقول الناشئة ورواد المستقبل». وجرت الاحتفالية في أجواء احتفائية تعكس المكانة التي تحظى بها اللغة العربية في المنظومة التربوية الوطنية، حيث تم تكريم 14 تلميذًا تميزوا بأعمال إبداعية راقية، عبّرت عن شغفهم باللغة العربية وقدرتهم على توظيف أدواتها الفنية والجمالية بمستوى عالٍ من الإبداع. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير التربية الوطنية أن ما حققه هؤلاء التلاميذ لا يُختزل في نتائج أو مراتب، بل يمثل ثمرة موهبة حقيقية وشغف أصيل باللغة العربية، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات تجسد حرص الناشئة على الارتقاء بفنون اللغة وأساليبها التعبيرية. وأشاد الوزير بالأعمال المقدمة في مجالات إبداعية متنوعة شملت القصة القصيرة، والمقالة، والقصيدة الشعرية، والخط، والرسم، معتبرًا أن هذا التنوع يعكس ثراء اللغة العربية وقدرتها على احتضان مختلف أشكال التعبير الفني والفكري، ومبرزًا أن هؤلاء التلاميذ أصبحوا سفراء حقيقيين للفصاحة والإبداع. وفي السياق ذاته، أوضح سعداوي أن المسابقة شهدت مشاركة واسعة، حيث بلغ عدد الأعمال المقدمة في التصفيات الأولية 2944 عملًا من 2516 مؤسسة تعليمية، تم انتقاء 1108 أعمال منها للمرحلة الولائية، قبل أن يتم اختيار 605 أعمال للمشاركة في المرحلة الوطنية، بعد عملية تقييم دقيقة. وأضاف أن اللجنة الوطنية للانتقاء اجتمعت خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 4 ديسمبر الجاري، لتقييم وترتيب الأعمال واختيار الفائزين الذين سيمثلون الجزائر في هذه التظاهرة الثقافية الدولية، بما يعكس مستوى التلاميذ الجزائريين وقدرتهم على المنافسة في المحافل العربية. وأكد وزير التربية الوطنية أن مثل هذه المسابقات تسهم في ترسيخ عناصر الهوية الوطنية لدى التلاميذ، كما تتيح فرصة لاكتشاف المواهب وصقلها في المجالات الأدبية والفنية، مشددًا على التزام قطاع التربية بالاستثمار في تنمية قدرات المتعلمين وتوفير بيئة مدرسية محفزة للإبداع. وفي ختام كلمته، جدّد سعداوي التأكيد على التزام الدولة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بجعل المدرسة فضاءً للتربية والإيقاظ الفكري، وحاضنة حقيقية للمواهب التي تشكل رصيد الجزائر الثقافي والمعرفي في المستقبل. وجرت هذه الاحتفالية بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، نصر الدين بن طيفور، إلى جانب ممثلين عن الأسرة التربوية وعدد من الهيئات الوطنية.