لم تبتكر وحدات زخرفية جديدة ، بل استعملت ما وجدته بين يديها من وحدات في الفنون السابقة على الإسلام ، ورتبتها ترتيبا غير مسبوق ، لاءمت فيما بينها بطريقة مبتكرة حيث نسقت بين أجزائها تنسيقا جعلها تبدو كأنها شيء جديد اخترع لأول مرة، وما هي في حقيقتها كذلك . لقد جمعت هذه الوحدات الموروثة معا، ثم صهرتها في بوتقتها ومزجتها بفلسفة وسلطت عليها أشعة عبقريتها وخيالها، فخرجت من بين يديها شيئا جديدا مميزا . وبذلك حملت اسم الإسلام بعد أن غذيت بلبانه وشبت في مجتمعه هي الفنانة الأردنية أمجاد القاسم التي خصت "الحياة العربية بهذا الحوار، التي عشقت الكعبة الشريفة فلامستها بريشة طائعة تارة متمنّعة طورا، تحاور الأصالة، تحاول الحداثة. تنبثق بين أصابعها الضوء واللون في حركة موتورة بدءا حتى يتوهج إلى الأعلى البناءُ ورَغَدُ السماء، تُسائلها عن هويتها فتجدها متفتحتا على كل هوى، تعشق الألوان هي مبتداه ومبتغاه وفي اللوحة حلبة صراع من الذات إلى الذات إلى الآخر بداية حديثينا عن مشاركتك الثانية في المهرجان الدولي للمنمنات والزخرفة بالجزائر؟ شاركت بأربع أعمال السنة الماضية وكانت هذه المرة الثانية على التوالي وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لمحافظة المهرجان التي أعطتني شرف المشاركة للمرة الثانية على التوالي والتواصل معهم والاستفادة من الخبرات الأجنبية والتعرف على فنانين قدوموا من مختلف البلدان . ما هو جديدك في هذه الطبعة؟ في مشاركتي الثانية ومن خلال الثلاث لوحات التي عرضتها حاولت صياغة فكرة جديدة تعتمد على الترابط وونظرية الوحدة بالفن الاسلامي ، قدمتهم باللون الأصفر والأسود واهتممت برمزية غطاء الكعبة حيث يرمز الأسود للحكمة الإلاهية والذهبي هو النور والاستنشار الذي ينشر الحكمة الإلاهية بين الناس واللوحة الثانية كانت فيها دائرة ترمز للمركزية واللوحة الثانية كانت مكعبة نسبة للكعبة الشريفة فيها شهادة أن لا إله إلا الله . من أي جذع اشتققت منمنماتك الفنية ؟ أنا درست في الجامعة العالمية للفنون الإسلامية كلية العمارة والفنون فيها جميع التخصصات الإسلامية من زخرفة ومنمنمات وخط عربي إضافة إلى تطبيقاتها في العمارة الاسلامية وكيفية ترجمتها في النحاس والخشب والورق فتعلمت كيفية تجسيد هذا الفن ونقله من الحجر إلى الورق والخشب والنحاس. باعتبار هذا الفن يعتمد كثيرا على الدقة مما يستدعي تحضير النفس على الصبر والهدوء برأيك ماذا أضاف هذا اللون الفني على شخصيتك؟ فتح أمامي البصر والبصيرة، لأن فيه آفاق رحبة للتأمل وإعمال الفكر، وإشغال العين، وملاحقة المعاني الخفية الكامنة خلف ألوانها المدهشة، وتجريدها للمكان، واستدعائها لعواطف متداخلة، تتماهى فيها النزعة الواقعية بالملحمية والغنائية بالمادية، فبعدما كنت شديدة العصبية أصحبت أكثر هدوء. من خلال مشاركتك في الدورتين الأخيرتين لهذا المهرجان ما هي الإضافة الجديدة لفنك من خلال احتكاك بفنانين كثيرين يمتلكون تقنيات مختلفة؟ نعم، اللوحات التي أعرضها في مشاركتي الثانية هي ثمرة احتكاكي بالنمنمة التركية والإيرانية حيث تمكنت من إتقان كيفية استعمال اللون الذهبي و استغلاله في لوحاتي فالمهرجان فرصة لاكتساب خبرة في هذا المجال . هل يمكنك وصف حالة العشق بينك وبين المنمنمات والفن الإسلامي؟ هو رحلة محبة بين الحرف والحرف والكلمة والكلمة والصورة والصورة وبين الكلمة والصورة في عملية تلاق جميل، وبين اللون والظلال المنبثقة عنه. هو لوحة التآخي بين كل الإشارات، بين الروح والروح والجسد والجسد وبين الروح والجسد معا. وهو إلى هذا وتلك لوحة الرمل المنسابة في ثنايا بحر الفن الهائج.