سفيرة السودان تعرب عن امتنانها لمواقف الجزائر المؤازرة لبلادها    العدوان الصهيوني على غزة: غضب أممي إزاء استمرار استهداف الاحتلال عمال الإغاثة    الصحراء الغربية : الإعلام الإسباني يفضح زيف الادعاءات المغربية و يؤكد الطابع الاستعماري للاحتلال    موجة حر وأمطار وزوابع رملية يومي الاحد والاثنين على عدة ولايات من الوطن    البنك الوطني الجزائري: تسجيل ناتج صافي يفوق 48 مليار دج سنة 2024    المغرب: مقررة أممية تنضم إلى الحملة الدولية المطالبة بإطلاق سراح ناصر الزفزافي    السيد ناصري يستقبل سفير جمهورية كوت ديفوار بالجزائر    أوبك+ : الجزائر وسبع دول أخرى تقرر زيادة في إنتاج النفط ب 547 ألف برميل يوميا ابتداء من سبتمبر المقبل    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر2025)/الفروسية: المنتخب الوطني يحصد 5 ميداليات منها 4 ذهبية    كرة القدم/البطولة الإفريقية للمحليين-2024 : المنتخب الوطني يجري أول حصة تدريبية بكمبالا    شايب سفيان يشيد بمساهمة كفاءات الجالية في الجامعة الصيفية بعين تموشنت    وزير النقل يكشف عن قرب تدعيم الرحلات الجوية الداخلية وإنشاء شركة وطنية جديدة    طلبة جزائريون يتألقون في المسابقة الجامعية العالمية للرياضيات ببلغاريا    مشاريع تنموية جديدة تعيد الأمل لسكان بلدية مروانة بباتنة    ورشة إفريقية عبر التحاضر المرئي لتعزيز ملفات ترشيح التراث العالمي    الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025/ : الجزائر حاضرة في أربعة اختصاصات في اليوم الثامن للدورة    اليوم الوطني للجيش : رابطة مقدسة مع الشعب وعقيدة دفاعية راسخة    الجزائر تنضم إلى شبكة نظام الدفع والتسوية الإفريقي الموحد    معاينة مكثفة لمدى التزام التجار بمعايير النظافة والصحة    تترجم نجاح سياسة الدولة في مجال إعادة التربية والتأهيل    الجزائر تنضم إلى نظام الدّفع والتسوية الإفريقي الموحد    اليونيسف : أطفال غزة يحتاجون إيقافاً مستداماً لإطلاق النار    ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 60430 شهيدا و148722 مصابا    وفاة 13 أشخاصا و إصابة 503 آخرين بجروح    ناصري وبوغالي يهنئان المنتخب الوطني لكرة السلة    وزارة الثقافة والفنون تنظم ورشة تكوينية دولية حول التراث العالمي بالاشتراك مع صندوق التراث العالمي الإفريقي    تصعيد الضغط على المخزن يتواصل    شباك موحد خاص ب"قرض الرفيق"    كأس افريقيا للمحليين : أشبال بوقرة بأوغندا للمنافسة على اللقب القاري    "فنار" عنابة.. الحارس الملازم لمكانه منذ قرن ونصف القرن    التقشف ضرورة.. الفاف يهدد وقرارات تاريخية منتظرة    الجزائر تعود إلى مصاف الكبار في قطاع الطاقة    اختتام التظاهرة الثقافية بانوراما مسرح بومرداس..تقديم 55 عرضًا مسرحيًا على مدار أسبوع كامل    سحب فوري للترخيص ومنع الوكالات من تنظيم العمرة في هذه الحالات    عمار طاطاي مربي الأفاعي والتماسيح يُبهر زوار "نوميديا لاند"    تكريم المتفوقين في شهادتي "البيام" و"الباك"    المحامي سعيد موهوب... المعاق الذي يرافع من أجل الأصحاء    المنتخب الوطني يتوج باللقب العربي    الجلفة تنزل بزخمها ضيفة على عروس الشرق عنابة    أمواج دوّاس تعرض "الفتنة القرمزية"    سؤال واحد أعادني إلى رسم تراث منطقة القبائل    شركة إسمنت عين التوتة تْشيد بنتائج النوابغ    تصعيد الضغط على المخزن    بوغالي يتمنّى مزيداً من النجاحات    فنلندا تستعد للاعتراف بفلسطين    ضبط 600 قرص مهلوس بالسوقر    تجارة : تكثيف الرقابة على المواد الغذائية وشروط السلامة الصحية عبر الوطن    إبداعات تشكيلية تضيء جدران المتحف الوطني للفنون الجميلة    دعم التعاون بين الجزائر وزيمبابوي في صناعة الأدوية    تمديد أجل إيداع وثائق استيراد وسائل التجهيز والتسيير إلى غاية 15 أغسطس الجاري    راجع ملحوظ في معدل انتشار العدوى بالوسط الاستشفائي في الجزائر    من أسماء الله الحسنى.. الخالق، الخلاق    فتاوى : الترغيب في الوفاء بالوعد، وأحكام إخلافه    غزوة الأحزاب .. النصر الكبير    جعل ولاية تمنراست قطبا طبيا بامتياز    السيدة نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمع "صيدال"    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعدان يخرج عن صمته... "زياني وعنتر يحي سيعطيان دفعا كبيرا للمنتخب في مواجهة المغرب"
نشر في الهداف يوم 26 - 03 - 2011

"روراوة اتصل بي منذ أيام و يريدني على رأس المديرية الفنية، لكنني لم أرد عليه بعد"
"بعض اللاعبين لازالوا صغارا ولا يعرفون أين تكمن مصلحتهم"
"الانتصار على ضغط الجمهور والإعلام مفتاح الفوز على المغرب"
" لو كنت مكان بن شيخة لاستدعيت مطمور وحليش رغم نقص المنافسة لأنني قمت بذلك مع زياني في السابق"
"لو كنت مكان بن شيخة لحضّرت في الخارج والتحقت بعنابة 48 ساعة قبل اللقاء"
"اللاعبون اكتسبوا معالم في البليدة واللّعب في عنابة قد يكون بعواقب وخيمة"
"الجمهور العاصمي كارثي من حيث مساندة الفريق"
"تماسك المنتخب الوطني انهار جزئيّا بعد المونديال"
منذ نهائيات كأس العالم والنتائج السيّئة هي العنوان الأبرز في مشوار المنتخب الجزائري، هل تعتقد أن اللاعبين الذين تعرفهم جيّدا بحكم إشرافك السابق عنهم قادرون على عكسذلك أمام المنتخب المغربي؟
إنها مباراة صعبة بكل تأكيد، ونتيجتها غير مضمونة. على المستوى النفسي سيلعب المنتخب الجزائري تحت ضغط شديد من أنصاره، فالفوز أكثر من ضروري حتى تنتعش آمال التأهل.. صحيح أن "الخضر" يعانون أزمة سوء نتائج منذ فترة ليست بوجيزة، ثم إن الفريق لم يجتمع خلال الأشهر الأربع الأخيرة، وعقب كلّ هذا ينتظرهم لقاء رسمي. وهنا تطرح علامة استفهام كبيرة.
كيف يمكنكم تفسير هذا الانخفاض الشديد في مستوى الفريق؟
عقب الخروج من كأس العالم، عانى اللاعبون من انخفاض شديد في اللياقة، لقد توقعت هذا وحذّرت من الفاصل الزمني القصير بين نهاية التحدّي "المونديالي" واستئنافهم للمنافسات الرسمية، لكن لا أحد تنبّه لما هو قادم. ثمّ إنني شرحت هذا لوسائل الإعلام وطلبت الوقوف إلى جانب اللاعبين ودعمهم في هذا التوقيت لأنهم لم يكونوا في قمة مستواهم.. المغاربة أيضا عانوا من هذه المشكلة ووقعوا في فخّ التعادل على أرضهم أمام إفريقيا الوسطى، رغم أنهم غابوا عن "المونديال"، لكن اليوم أعتقد أن الأمور تختلف تماما فاللاعبون متشبّعون بالمنافسة.
قبل أيام قليلة عن القمّة المغاربية (الحوار أجري يوم 23 مارس)، الجزائر كلّها تعيش على وقع تلك المباراة. هل تعتقد أن كلّ هذا الترقب والشحن بالإمكان أن يعود بالسلب على "الخضر"؟
إنه مفتاح الفوز بالمباراة، كيف سيتمكّن اللاعبون وكذا الطاقم الفني من الانتصار على الضغط الجماهيري وكذا الإعلامي الشديد؟
"الخضر" أجروا حصتهم التدريبية الأولى أمام 14 ألف مناصر، وربما أكثر بكثير خارج الملعب، كما أن التدريبات توقفت بسبب اقتحامهم أرضية الميدان. هل من الممكن الإعداد بهدوء وتركيز في مثل هذه الأجواء؟
الشعب الجزائري مجنون بعشق منتخب بلاده، الأمر ليس مفاجئا أن يشكل ضغطا شديدا على المجموعة.. أودّ أن أضيف أمرا لكن ليس بغاية النقد، قبل مواجهة المنتخب المصري (لقاء الذهاب)، فضّلت الإعداد بالخارج على أن ألتحق بأرض الوطن 48 ساعة قبل اللقاء، لأنني أعتقد أنه من الأفضل تحرير اللاعبين لا أن نترك الضغوطات تتراكم عليهم، وربما كان من الأفضل القيام بنفس الأمر.
إذا ألقينا نظرة أقرب إلى الأوضاع، نجد أن كلّ المؤشّرات تقف في غير صفّ "الخضر". ما هي الأسباب التي بإمكانها أن ترفع معنويات الأنصار وتجعلهم يؤمنون بالفوز؟
بشكل فردي، اللاعبون موجودون في أفضل أحوالهم، المشكلة المطروحة حاليا هي عدم اجتماع اللاعبين طيلة الأشهر الأربعة الأخيرة، لكن بالإمكان تعويض هذا النقص بإرادتهم القوية، وأعتقد أن الفوز بالمباراة ممكن جدا لكن قد يأتي الضغط الجماهيري الشديد بعواقب هو الآخر.. مرّة أخرى أقول إن التنبّؤ بنتيجة المباراة صعب جدا، فتقديم لقاء كبير ممكن، كما أن المرور جانبا مطروح أيضا.
بعد فترة طويلة، المنتخب الجزائري غادر ملعب البليدة وحلّ بعنابة. هل سيؤثر هذا التغيير في اللاعبين؟ وهل الحماسة الموجودة في عنابة أكبر ممّا هي عليه في البليدة؟
نعم، أعتقد أن ذلك سيحدث، لأن اللاعبين وجدوا معالمهم من قبل في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. لكن عنابة مدينة رياضية تقع في الشرق الجزائري أين توجد قاعدة جماهيرية كبيرة ل"الخضر"، وأقول هذا لأن ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة كارثي من هذه الناحية.. الجماهير تنقلب سريعا عندما لا تسير الأمور بكيفية جيّدة وتطالب بضمّ لاعبين من أنديتها. كنت أول من اتخذ قرار الاستقبال بعنابة سنة 1999، وقد نجح ذلك الاختيار بما أننا تأهّلنا إلى أمم إفريقيا 2000. أعتقد أن الأجواء في عنابة ستكون أكثر سخونة حتى من التي ألفناها في البليدة،
فتلك المدينة تقع ضمن نطاق سكاني كبير، والجماهير رفعت اللاعبين فوق الرؤوس، وهذا الأمر مثير فعلا للإعجاب. لكن قصة الملعب هذا لا أراها العامل المؤثر الأساسي، فهناك أيضا غياب حليش ومطمور...
ماذا تعني؟
يؤسفني كثيرا غياب هذين اللاعبين، حتى لو كانا غائبين عن المنافسة مع فريقيهما، إلا أنهما من ضمن اللاعبين المؤثرين أصحاب القرارات الحاسمة فوق أرضية الميدان، على الأقل بلعب مرحلة واحدة من المباراة. علاوة على ذلك لقد فعلتها سابقا مع زياني لمّا همّش في ناديه السابق مرسيليا، وبالنسبة لي مطمور وحليش لاعبان ضروريان ومؤثران في التعداد الوطني لا يمكن الاستغناء عنهما.
لقد درّبت في كلا البلدين، ما هو الفرق بين اللاعبين الجزائريين والمغاربة؟
في المغرب تكيّفت سريعا مع الأجواء هناك، لقد فزت هناك بكأس إفريقيا للأندية البطلة مع نادي الرجاء. لا توجد اختلافات كبيرة بين البلدين، بل توجد الكثير من أوجه التشابه، فاللاعبون يمتلكون نفس الخصائص مثلا، أوّلا التقنيات العالية، السرعة والقوة.
.. وبالنسبة للذهنيات؟
في الجزائر هناك أمر ناتج بالدرجة الأولى عن الخلفية "الجيوسياسية" لهذا البلد، لقد مرّ بمحن كثيرة ومتتالية خلفت ردّ فعل دائم على الشدائد. وفي المغرب الوضعية هادئة نوعا ما وأكثر اعتدالا. لكن أعود وأكرّر أنه حتى بالنسبة للعقليات، بصفة عامة الأمر نفسه بين الجزائريين والمغاربة.
ما هو رأيك في المنتخب المغربي الذي سيخوض لقاء هذا الأحد بعنابة؟ مجموعة تشكلت حديثا ينقصها التماسك؟
بالعكس من ذلك، أعتقد أن المنتخب الجزائري هو من شهد انهيارا جزئيا لتماسكه، فبعد "المونديال" الأخير تشكّل ضغط شديد على المنتخب الجزائري حتى يعود إلى سالف عهده. أما عن المنتخب المغربي، فتاريخيا معروف بامتلاكه الدائم للفرديات ذات المستوى العالي.
أقوى من فرديات الجزائر؟
نعم، على الورق أعتقد ذلك، يمكن مقارنة المغاربة بمنتخب كوت ديفوار، المهاجمون المغاربة معروفون على المستوى العالمي، أذكّر تحديدا الشماخ، الحمداوي والعربي، إنها أسماء ذات وزن كبير في أنديتها.. حتى ولو كان وصول "ڨيريتس" إلى سدّة التدريب متأخرا، أعتقد أن الفريق على وشك التطوّر أكثر وبلوغ مستوى أفضل، والتماسك أمر لا يمكن الإتيان به سريعا. تذكرني الأجواء هناك ما عاشته الجزائر لمّا بدأنا مرحلة العودة إلى أعلى مستوى، مع توفر عقليات تفكر بشكل سليم ومناخ جيّد للعمل.
ماذا تشكّل لهم هذه المباراة (قمّة الغد) في هذا التوقيت من الانطلاقة الجديدة؟
إنه اختبار كبير بالنسبة لهم، هو "داربي" شمال إفريقيا حتى وإن لعب في إنجلترا أو في أيّ مكان آخر، لكن هنا سيكون الأمر أكثر سخونة.. بالنسبة ل "إيريك ڨيريتس" اللقاء تحدّ كبير بالنسبة له أن يلعب أمام الجمهور الجزائري، الأمر مختلف تماما عن تجربته السابقة في البطولة السعودية، لكن ورغم ذلك أعتقد أنهم محترفون وقادرون على التعامل مع أجواء كتلك.
لقد تحدّثت على الكفاءة الهجومية الشديدة لدى المغاربة. أليست هذه هي نقطة ضعف المنتخب الجزائري، الذي خرج دون أن يسجّل أيّ هدف في "المونديال"؟
بالفعل، لكن يجب أخذ هذا الأمر من عدّة جوانب، لكن شكونا من نقص على مستوى البناء الهجومي، كما لم نمتلك موهبة هجومية خارقة على مستوى القاطرة الأمامية حتى وإن كان مهاجمونا أصحاب كفاءة. أنظر مثلا الأورغواي التي تضمّ في صفوفها دييغو فورلان، لقد بلغوا معه نصف نهائي "المونديال".
إذا أمكنك إطلاق حكم على الفريق الذي قدته لثلاث سنوات ماضية، ما هي الدروس التي بإمكانك استخلاصها؟
أستطيع أن أخبركم أنه إذا حدث وارتقى المنتخب الجزائري في السنوات الماضية، فالفضل يعود إلى الجودة والنوعية في الكفاءات، لقد امتلكنا قاعدة من اللاعبين، حتى وإن لم يكتسبوا جميعهم لفرص كبيرة مع أنديتهم، إلا أنهم متميّزون حقا.. لكن أعرف دائما نقاط ضعفنا والقوى التي بإمكاني الاتكال عليها، لقد لعبت دائما على الإمكانات المتاحة تحت يدي. ومن الناحية الرياضية أقول إننا نملك خط وسط ميدان، لاعبو وسط ميدان جيّدون جدا وحارس مرمى متميّز للغاية، وأيضا نمتلك مهاجمين أصحاب إمكانات لكن ليسوا هدافين أصحاب مستوى عالمي.. المجموعة تغيّرت والأفكار أيضا منذ التحاق مبولحي، يبدة ومغني بالمجموعة، كما ألحقنا لاعبين شباب يتقدّمهم بودبوز الذي بإمكانه التقدّم أكثر وتطوير نفسه، وهؤلاء سيصلون مرحلة النضج خلال مدّة تصل بين سنتين إلى 4 سنوات، ستحدث عما قريب مرحلة إنتقالية في المنتخب الجزائري يعوّض فيها الشباب المقبلون على التقاعد.
.. واللاعبون المحليّون من البطولة الجزائرية...
في الجزائر توجد الكثير من الكفاءات، لكن الأندية لا تنتج لاعبين كبار، نمتلك الكثير من الشباب القابلين للصقل ومراكز التكوين هي الحلّ الأمثل. بالفعل بدأت بعض الخطوات الإيجابية القليلة على مستوى التنظيم، وهي عملية تستوجب الانتظار 10 سنوات أخرى على الأقلّ.. أنا من مؤيّدي التكوين والعمل مع الشباب، وجني الثمار أكيد بعد ذلك، وأمثلة ذلك كثيرة تتقدّمها المدرسة الفرنسية. فالكفاءات المتكوّنة هناك باتت الأفضل في العالم، لكن تبقى المشكلة أن الجميع يبحث عن حلول سريعة وآنية المردود...
= بعد "مونديال 1998"، المدرب الفرنسي "إيمي جاكي" عيّن على رأس المديرية الفنية للمنتخب الفرنسي، ألا تتصوّر حدوث نفس الشيء معك بعد التجربة التي خضتها على رأس "الخضر"، ثم من جهة أخرى ما الذي تفعله اليوم؟
== منذ أيام قليلة فقط تحدّثت مع رئيس الاتحادية محمد روراوة الذي عرض عليّ هذا المنصب، وحتى الآن لم أعط ردّي النهائي على عرضه، لأني مرتبط بعض الشيء من جهة أخرى، سنرى ما سيحدث، ولو أنني أؤكّد أني لا أستبعد قبولي المهمة. في الوقت الحالي أنا مرتبط مع قناة "نسمة" التي أشتغل معها محللا، ولو أن الانتفاضة الأخيرة عطّلت عملي معها، من المفترض أن المياه ستعود إلى مجاريها يوم الإثنين المقبل، كما أنني كنت سأستأنف مهامي كمدرب لكن الوضعية التي يعرفها العالم العربي حاليا ليست ملائمة لذلك ولا لدراسة العروض.
= هل لازلت تملك الرغبة في التدريب، ومع اقتراب موعد لقاء المغرب، هل تفتقد إلى "الخضر"؟
== بطبيعة الحال الرغبة في التدريب موجودة وحاضرة دائما، لكن أن أكون حاضرا في لقاء المغرب فلا، لأنني لا أفكر في ذلك إطلاقا، أنا مرتاح لأني ابتعدت عن محيط المنتخب بعض الشيء، سواء بالنسبة لي أو بالنسبة لعائلتي، المنتخب الجزائري كبر كثيرا، والضغط حوله اشتد، لقد قضيت ثلاث سنوات على رأسه، وصدقني مع مرور الوقت تأكدت أنه من الصعب تحمل ضغط كرة القدم الحديثة، هناك ضغط شديد، عديدون لا يتوانون في كل مرة في التهكّم على شخصي، الأمر لم يقلقني لكن كانت هناك حملة ضدي من طرف بعض وسائل الإعلام، لقد أعابوا علي أني مدرب يغلق اللعب، وفي حال ما إذا فتحت اللعب وحدث لنا ما حدث لكوريا الشمالية (في لقاء البرتغال)، ما الذي كانوا سيقولونه؟ هناك أمور عديدة لا يمكن للجميع أن يفهموها بسهولة.
= بمعنى...
== لقد حققنا المعجزة مع هذا المنتخب، وأنا سعيد لذلك الإنجاز، صدقني الأشخاص لا يعرفون باطن عقلية اللاعبين (يضحك)، هناك البعض منهم لا بدّ أن توجههم، وقد نجحنا في ذلك لأنهم كانوا إيجابيين، رغم أن البعض منهم لا زالوا أطفالا صغارا لا يعرفون كيف يسيرون مشوارهم الكروي، لقد وجهتهم أكثر من مرة، لكن في الجزائر وللأسف الشديد يفضلون الأموال على نجاح مشوارهم الكروي، وعندما نستضيفهم في المنتخب الوطني، لا يكون باستطاعتنا أن نسيّر كل شيء، من الصعب ذلك، ومن الصعب أن تفكر في حلّ كل المشاكل، لهذا قلت لك من الرائع ما حققناه، الوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا والتأهل ل "المونديال" في ظل تلك الصعوبات أمر مذهل.
= "هيرفي رونار" المدرب السابق لزامبيا والحالي لاتحاد العاصمة قال لنا في وقت سابق إن مفتاح المنتخب الوطني هو كريم زياني، ما تعليقك؟
== (يصمت)... أفضل أن أتحدث عن المجموعة لا عن كل فرد لوحده، بالنسبة لزياني أعلم أن هناك فيديو يتم تداوله عبر الأنترنيت، يظهر أنه كان وراء كل الأهداف التي سجلناها، صحيح أنه لاعب كبير، مهم جدا في التشكيلة، لاعب يحب الفوز، محارب، ولديه شخصية قوية، لقد انضم للمنتخب يوم كان صغيرا، وأنا متيقن من أنه وبوڤرة، ويحيى عنتر سيعطون دفعا قويا لرفاقهم خلال مباراة المغرب.
= بالعودة إلى الخلف، ماهي المباريات الهامة التي خضتها مع المنتخب الوطني؟
== أعتقد أن المباريات الكبيرة كانت أمام منتخب كوت ديفوار (3/2) في الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا، هناك أيضا مباراة إنجلترا (0/0) في "المونديال"، تلك المباراة أنهيناها بأكبر نسبة استحواذ على الكرة، الأمر أسعدني وقلت حينها نحن في الطريق الصحيح، نلعب كرة حديثة وجميلة، رغم أنني لعبت بالإمكانات التي توفرت بين يدي، هل لكم أن تعطوني أسماء لاعبين يلعبون على الأقل في أفضل أربعة أندية من البطولات الأوروبية، لا يوجد أحد ضمن تشكيلتي يلعب هناك.
= مباراة الجزائر - المغرب من الممكن أن تكون ساخنة مثلما كان عليه الحال في مباراة مصر...
== لا أعتقد ذلك، أنا متأكد من أن الروح الرياضية ستنتصر، لكن في الميدان أعتقد أن اللقاء سيكون صعبا وشاقا، هناك احترام كبير متبادل بين البلدين، أتذكّر أننا في السابق فزنا عليهم هناك في ملعبهم، وهم أيضا فازوا علينا هنا، ومع ذلك كل شيء سار على أحسن ما يرام، سبق لي أن فزت بكأس إفريقيا مع الرجاء هنا في وهران، وحظيت باستقبال لائق وغادرنا بعدها في هدوء دون أن يعترضنا أحد، وأنا أحدثك الآن أنظر إلى صور الأنصار التي تصل من عنابة، كلي ثقة في أنهم سيستقبلون الأشقاء بحفاوة كبيرة.
= بعد التعثر أمام إفريقيا الوسطى، خليفتك بن شيخة يتواجد في وضعية لا يحسد عليها، ما قولك؟
== الضغط شديد عليه لأنها المباراة الأولى له مع "الخضر" في الجزائر، إنه منعرج حقيقي، ولا بد من تحقيق الفوز... ستكون هناك معركة نفسية وأخرى تكتيكية، ورغم أن المغاربة سيلعبون خارج الديار إلا أنهم في أفضل رواق من الجزائر، لأن منتخبنا لا خيار أمامه سوى تحقيق الانتصار، عكس المنتخب المغربي الذي يساعده التعادل.
= من تراه المرشح لتحقيق الفوز في هذه المباراة؟
== من الصعب التكهن باسم الفائز، لياقة اللاعبين في القمة، حتى من ناحية اللعب الجماعي هم جيدون، المنتخبان سيبحثان عن مفاتيح الفوز، الضغط سيكون شديدا في الميدان، فمن سينجح في تسيير هذا الضغط والتعامل معه بطريقة جيدة؟ ما الذي سيحدث خلال اللقاء؟ كيف سيكون ردّ الفعل عندما يشجعهم الجمهور ويدفعهم إلى الأمام؟ في اعتقادي الشخصي أن من يعرف الإجابة على كل هذه الأسئلة، سيكون الأقرب للوصول إلى المرمى، ومثلما قلتها دائما في السابق، فإن الجانب الخفي في كرة القدم هو الأهم.
= ألا ترى أن الكارثة ستحل بالكرة الجزائرية لو أن المنتخب يقصى من تصفيات كأس إفريقيا 2012؟
== لو تطلب من المسؤولين والأخصائيين الإجابة على سؤالك، سيردون عليك بأن الكارثة لن تحل بالكرة الجزائرية، في الماضي ضيعنا فرصة المشاركة في "الكان" خلال مناسبتين متتاليتين، لكننا في نهاية المطاف وصلنا إلى نهائيات كأس العالم بل ووصلنا إلى الدور نصف النهائي في "الكان" بأنغولا، في حال الإقصاء وهو ما لا أتمناه، على الجميع أن يجلسوا إلى طاولة واحدة، ويتباحثوا في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الخروج من التصفيات، والبحث عن سبل للنهوض بالمنتخب من جديد، الآن أنا متيقن من أن الجمهور الكبير وكل وسائل الإعلام لا تتقبل ولا تفهم الأمور جيدا، لا أتمنى أن نكون في هذه الوضعية الصعبة، أتمنى لهم من أعماق قلبي أن ينجحوا في تحقيق نتيجة جيدة يوم الأحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.