استلموا رسميا ملف فضيحة سوناطراك - إيني - سايبام برزت أولى نتائج عمل قطب قضاة التحقيق بمحكمة ميلانو الإيطالية في قضية الرشاوى والفساد الدولي سوناطراك - إيني - سايبام، حيث وبعد شهر من تأسيسه، أصدر القطب ما لا يقل عن 8 إنابات قضائية دولية، من بينها الجزائر، وتتعلق أساسا بشكيب خليل وحاشيته وقيامهم بمكافأة الأطراف الايطالية من نفس أموال الرشاوى التي تلقوها، وهو ما يعني أن القطب المشكل من 8 قضاة محققين قد بدا فعلا في تفكيك العلبة السوداء لفضيحة رشوة ال 200 مليون دولار. بعد نحو شهر من إطلاق ثمانية قضاة إيطاليين من خيرة المحققين في الفساد الدولي والرشاوى والشبكات الدولية لتبييض الأموال، لقطب قضائي بمحكمة ميلانو شمال، يتكفل بالتحقيق في عدة قضايا فساد، وعلى رأسها فضيحة سوناطراك إيني سايبام، والذي تطرقت إليه "الشروق" في عدد 19 أوت المنصرم، حتى تحركت القضية مجددا، حيث تركز تحقيقات مكتب الادعاء بميلانو حاليا حول مكافأة من الطرف الجزائري "المرتشي" للطرف الإيطالي "الراشي"، بجزء من أموال الفضيحة المعروفة برشوة ال 200 مليون دولار. وبحسب التسريبات الأخيرة فإن قاضيين من ذات القطب وهما فابيو دي باسكوالي وإيزودور بالما، كانا وراء الإنابات القضائية الدولية ال 8 الأخيرة التي وجهت لثماني دول من بينها الجزائر بعد أن استلما ملف القضية كاملا، حيث يتضح أن القطب المكون من ثمانية من خيرة قضاة التحقيق في الرشاوى والفساد الدولي، قد جعل من قضية فضيحة سوناطراك -إيني - سايبام، كأول محطة في له في مسار تحقيقاته، حيث استهدفت خصوصا العلاقة ما بين شكيب خليل وحاشيته والرقم الأول السابق في مجمع إيني" باولو سكاروني الذي يكون قد استفاد من حصة من أموال الرشاوى العائدة إلى ايطاليا عبر مؤسسته الخاصة "باولو سكاروني تراست". وبحسب مراقبين للقضية فإن تحرك قطب قضاة التحقيق بميلانو يعد بمثابة انطلاق العد العكسي للقضية وتفكيك آخر أجزائها، خصوصا أن عمل المحققين توجه الآن نحو أسماء ثقيلة في الملف على غرار شكيب خليل وباولو سكاروني، الذين وردت أسماؤهما في جل التسريبات السابقة، ويعيد بقوة قضية استدعاء وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل ولو كشاهد من طرف القضاء الإيطالي، مثلما سبق وأكده ل"الشروق" سابقا، المحامي أليساندرو بيستوكيني الذي يتولى الدفاع مسؤول سايبام، بييترو فاروني، الذي يتواجد حاليا تحت الرقابة القضائية بعد استفادته من الإفراج المشروط. والملاحظ أن إنشاء القطب وإعلانه عن أهدافه منتصف شهر أوت الماضي، قد مر مرور الكرام ولم يثر انتباه الرأي العام في كلا البلدين، إلا أن عمل قضاة التحقيق قد خرج للعلن بعد شهر وشرع في نشر غسيل الفضيحة، خاصة وأن من بين القضاء أعضاء القطب، فابيو دي باسكوالي، أحد أقوى قضاة التحقيق في ايطاليا، وهو الذي تولى بنفسه التحقيق في فضيحة القطب الإعلامي ميدياسات لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وكانت القضية الوحيدة التي حكم فيها على "الكافالييري" بالسجن النافذ لمدة أربع سنوات.