مهرجانات صرفت أموالا كبيرة وقدمت نتائج ضعيفة بعض المهرجانات ستُنظّم مرّة كل سنتين محمد. ح أعلن وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أوّل أمس، الدخول في مرحلة جديدة في قطاعه تتميّز بالتقشّف وشدّ الحزام، حيث دعا مديري الثقافة للولايات إلى ترشيد الإنفاق على مختلف المهرجانات والمشاريع الثقافية، منتقدا صرف ميزانيات كبيرة على مهرجانات قدمت فعاليات متواضعة، بمردود وتنظيم بسيطين". يبدو أن سياسة التقشّف التي أعلن عنها الوزير الأوّل عبد المالك سلال، منذ أشهر، كرد فعل على تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية، ستجد ترجمة لها في القطاع الثقافي، رغم أن القائمين عليه عادة ما يبرّرون الميزانيات المخصّصة للفعاليات الثقافية بأنها لا تمثّل شيئا أمام ما تقدّمه لصورة الجزائر في الخارج، وهو التبرير ذاته الذي قدّمه مسؤولو تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية"، وهم يواجهون أسئلة الصحفيّين حول تكاليف مختلف الحفلات المنظّمة في إطار التظاهرة، مثل حفل الافتتاح الشعبي والحفل التكريمي للمطربة الراحلة وردة الجزائرية. لكن وزير الثقافة الوافد على مبنى هضبة "العناصر"، على وقع جدل أثارته انتقادات زعيمة "حزب العمال لوزيرة حنون" للوزيرة السابقة، بدا مقتنعا، خلال اجتماعه بمديري الثقافة للولايات بالمكتبة الوطنية بالعاصمة أول أمس، بأن المردود والنتائج التي قدمتها كثير من الفعاليات الثقافية لم تكن بمستوى الميزانيات المالية التي استهلكتها، حيث قال ميهوبي في الاجتماع الذي حضره أيضا مديرو عدد من المؤسسات الثقافية الوطنية، أن بعض الفعاليات الثقافية، خصوصا المهرجانات صرفت أموالا كبيرة، من أجل فعاليات متواضعة وذات مردود وتنظيم بسيطين، مطالبا بخفض التكلفة وتمديد تاريخ تنظيم بعضها ليصبح كل عامين. وشدّد ميهوبي أيضا على ضرورة إعادة النظر فيما هو مخطط من مهرجانات ومشاريع ثقافية مستقبلية، وتقديم تصور عقلاني لها، تطبيقا أيضا لتعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال حول ضرورة مراجعة كل ما يتصل بالإنفاق وفي كل المجالات. وتحدّث وزير الثقافة عن أهمية رصد إمكانيات الاستثمار الثقافي، بغية تحويل الثقافة إلى مورد مالي واقتصادي وبناء منظومة ثقافية وطنية، انطلاقا من علاقات التعاون بين الفاعلين الثقافيين الجزائريين بالإضافة لدعم المجلس الوطني للفنون والآداب وحماية التراث والآثار، لكنه لم يشرح رؤيته لتجسيد ذلك. ودعا ميهوبي، من جهة أخرى، مديري الثقافة إلى رفع مستوى التعاون والتبادل الثقافي بين الولايات والتعامل الجيد وبالمثل مع كل الفنانين والمبدعين وأيضا جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المعتمدة وعدم إقصاء أي منها، كما دعا إلى النهوض بقطاع الثقافة على المستوى الوطني والمحلي كضرورة انفتاح الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا) على الولايات وإقامة تعاون بين الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومديريات الثقافة لهذه الولايات وكذا إثراء الأسابيع الثقافية بينها. وخلال اللقاء، طرح مديرو الثقافة انشغالاتهم، مثل مسألة الترويج للكتاب وكذا حماية الآثار واستغلال المكتبات البلدية وإمكانيات إعادة بعث بعض المهرجانات القديمة وغيرها.