اعترف محمد عيسى بخطورة التصريحات التي يطلقها" أشخاص غير مؤهلين دينيا" في مختلف وسائط الإعلام، مؤكدا بأنه تناقش مع مسؤولي سلطة ضبط قطاع السمعي البصري للتدخل لدى القنوات المعنية ومنع "فوضى الفتوى" التي تريد إبعاد الشعب الجزائري عن منهج الوسطية الذي اختاره منذ قرون. أكد أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بأن وزارته تبذل مجهودات جبارة لتنظيم المجال الديني في الجزائر، الذي يتعرض لهجمات تريد سلخه من توجهه الوسطي ودفعه إلى الراديكالية من جديد وفي هذا الصدد أكد المسؤول الأول عن القطاع الديني في الجزائر، بأن مشروع المرصد الوطني لمكافحة الانحراف المذهبي والتطرف الديني في الجزائر سيرى النور قريبا، بالإضافة إلى أكاديمية فتوى. وعن إمكانية تدخل العدالة في التصريحات المشيدة بالإرهاب أجاب خليفة غلام الله بأن "الأمر لا يدخل في صلاحياته" لكنه في"اتصال مستمر" مع زملائه في الحكومة خاصة مع وزيرة التربية نورية بن غبريط لتنسيق الجهود من أجل"محاربة الفكر الإرهابي". وعن أخطار الأفكار المتطرفة التي تروج على صفحات الفايسبوك وفي المدارس أجاب عيسى بأن الأرقام تثبت أن الجزائريين بعيدون عن هذه التوجهات واقعيا، كاشفا بأن نسبة الجزائريين المنظمين إلى داعش" لا تفوق الواحد بالمائة" من تعدادها الكلي حسب آخر الأرقام التي تسلمتها الجزائر من الأنتربول وهي نسبة جد ضئيلة "مقارنة بجيراننا أو حتى بالدول الغربية كفرنسا" حسب محمد عيسى. كما شدد وزير الشؤون الدينية على ضرورة" تكوين الأئمة" بطريقة مستمرة سواء من الجانب الديني أو التاريخي وكذلك اللغوي.وفي هذا السياق قال الوزير بأن مصالحه تراقب أي "جنوح للتشدد" من طرف الأئمة المنصبين على رأس المساجد في الجزائر لتتخذ بعد ذلك الإجراءات العقابية اللازمة. وعن المساجد المسيرة من طرف متطوعين لا يخضعون بالضرورة إلى برامج الوزارة أجاب محمد عيسى بأن عددهم لا يفوق "55 إماما" في العاصمة سيغادرون مناصبهم عن قريب، مضيفا "هم ليسوا متشددين لكنهم لا يطبقون برامج الوزارة المستمدة من توجهنا الديني الجزائري"وسيغادرون مناصبهم بعد انتهاء مدة "رخصة الإمامة " التي منحت لهم من طرف المجلس العلمي في الوزارة السابقة. وفي الأخير طمأن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الجزائريين قائلا بأن نتائج هذا العمل الموجه أساسا ضد "التعصب الديني" ستظهر ثماره في المستقبل رغم الهجمات القوية التي تتعرض لها وزارته حسب عيسى الذي قال بأن "جرائد وقنوات تناقلت معلومات مغلوطة على لساني "لتؤثر على الجزائريين وتدفعهم لقطع العلاقة الموجودة بينهم وبين وزارة الشؤون الدينية". جعفر خلوفي