"بالعمل الجماعي والكفاح يُقهر المستحيل" ليست حكمة أو مقولة أو مثلا شعبيا، إنها حقيقة واقعية كرسها رجال ليستر سيتي في الملعب، كتيبة المدرب كلاوديو رانييري حطمت المستحيل وانتزعت لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وسط مجموعة من الأندية ذات الإمكانات الفنية والمالية الضخمة جداً. * نادي استثنائي.. ليستر لم يكن ينظر إلى أكثر من البقاء ضمن مصاف أندية الدرجة الممتازة في إنجلترا، كيف لا وهو الذي وجد نفسه في المركز الأخير في البريميرليغ في معظم فترات الموسم الماضي ليكون على مشارف الهبوط للدرجة الأولى، لكن كلاوديو رانييري ورجاله عملوا بروح جماعية واحدة، بدون فوارق، بدون نزعة فردية، وفي بوتقة انصهر خلالها الجميع منتجين قالب يوصف بكلمة واحدة "استثنائي".
* مدرب محنك .. وفي الحقيقة حكاية ليستر لا تتوقف عند حاجز الفريق كمجموعة والنادي كتاريخ بل تتخطى ذلك إلى الأفراد، فالمدرب رانييري لم يسبق له التتويج بلقب الدوري المحلي في أوروبا بل كان دائماً يحتل المركز الثاني، ولطالما تعرض للسخرية والانتقاد من قبل وسائل الإعلام، كما لم يخلص من لسان جوزي مورينيو في تشيلسي الذي سخر منه طويلاً بعد أن خلفه في تدريب البلوز قبل 12 عاما، لكن هذا هو حال كرة القدم كلاوديو أثبت أنه مدرب كبير بل وكبير جداً في عامه الرابع والستين، واستطاع حصد لقب البريميرليغ في الوقت الذي يبحث خلاله جوزيه عن عمل طالباً ود مانشستر يونايتد وغيره من الأندية!.
* "الظاهرة" محرز.. ولا تقل حكاية نجمنا الجزائري "الظاهرة" رياض محرز إبهاراً للمتابعين عن حكاية مدربه، ابن الصحراء، تحول من نجم مغمور لم يحقق النجاح المطلوب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي مما دفع جماهير ليستر للسخرية منه فور إعلان التعاقد معه لدرجة جعلت البعض يتساءل باستهزاء "من هذا؟ " إلى نجم عالمي مطلوب في برشلونة وغيره من الأندية، بل تحول إلى اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي على الإطلاق باعتباره أكثر من ساهم في تسجيل الأهداف ليكون العنصر الرئيسي في طريق حصد اللقب.
* فاردي.. كفاح حتى النجاح جيمي فاردي، هو الآخر قدم لنا حكاية فريدة تدل على الكفاح ورفض الفشل والإخفاق ومواصلة العمل حتى لو تعرض الشخص لنزوات ومحطات سيئة في حياته، فاردي بعد أن كان يلعب في دوري الدرجة الثامنة قبل 6 أعوام، فيما قضى عقوبة بالسجن أصبح أحد أفضل المهاجمين في العالم ومرشح قوي لحصد جائزة هداف البريميرليج والعنصر الحاسم في تتويج ليستر سيتي باللقب. نادٍ ألماني يلعب في الدرجة الثانية رفض التعاقد مع فاردي قبل عام فقط، والآن عليه أن يتحسر، وهو يرى النجم الإنجليزي يحمل المجد على كتفيه.
* ليستر عبرة لكل يائس قصص كفاح أفراد كتيبة ليستر سيتي سيحكيها التاريخ للأجيال القادمة لكي يعرف كل شخص يائس، لا يعتقد بأنه قادر على تطوير قدراته كم هو ظالم لنفسه ولمن هم حوله، رياض محرز ورانييري بل والفريق بأكمله يؤكدون بأن المستحيل يسقط تحت أقدام الرجال الذين لا يعترفون سوى بلغة العمل والمثابرة والاجتهاد وعدم اليأس أو القنوط. * ماذا قال نجوم ليستر سيتي بعد التتويج بلقب البريميرليغ؟ لا شك أن تتويج ليستر سيتي بلقب البريميرليغ سيبقى لحظة خالدة في تاريخ كرة القدم، تتويج لم يفهمه أحد ولن يستطيع وصفه أحد حتى رجال ليستر سيتي أنفسهم الذين تناوبوا على التصريح لوسائل الإعلام، بعد الفوز على إيفرتون 3-0 في ليلة التتويج. رياض محرز أفضل لاعب في البريميرليغ: "لا أملك أية كلمات أستطيع وصف فيها ما حدث أو وصف شعوري، ما فعلناه أمر مذهل ورائع، يجب أن نستمتع مع عائلاتنا بهذه اللحظات. الجماهير كانت رائعة طوال الموسم، هذا الانتصار نهديه لهم، كل شيء نقدمه لهم. أشعر بالفخر والسعادة". كلاوديو رانييري: مدرب الفريق "لم أتخيل مطلقاً بأننا سنتوج أبطالاً للبريميرليج، لكن الجماهير استمرت بدفعنا للأمام حتى تحقق اللقب، شعوري لا يصدق، إنها لحظات مذهلة بالنسبة لي خصوصاً أنني تقدمت في السن، الفوز بلقب البريميرليج أمر استثنائي". جيمي فاردي، هداف الفريق: "إنه شعور لا يكاد يصدق لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، ما حدث يتعلق بالعقلية والرغبة والكفاح. الجميع في ليستر سيتي عمل لمساعدة زملائه، كنا مثل الإخوان وحتى في يوم إجازتنا نفكر في استغلالها من أجل التطور أكثر. أنا سعيد بما حققته من أهداف لكن بدون زملائي الرائعين ما كنت سأحقق شيئاً". كاسبر شمايكل، حارس مرمى الفريق "لا أصدق أننا أبطال البريميرليج، إنه بمثابة تحقيق حلم الطفولة، من الصعب وصف شعوري بكلمات. الكأس رائعة وجميلة". مورغان، قائد الفريق: "اللحظة التي رفعت فيها الكأس هي الأفضل في حياتي على الإطلاق، لا يمكن وصفها ببضعة كلمات، فقط أريد الاستمتاع بكل لحظة تمر علي الآن. آمنا بقدراتنا في الوقت الذي شكك خلاله الآخرون بقدرتنا على فعلها، عزلنا أنفسنا عن المحيط الخارجي واهتممنا بالعمل الجماعي، في ليستر ليس هناك غرور، الجميع سواسية ومتحدون". مارك ألبريتون: "لو قال لي أحد الأشخاص حينما رحلت عن أستون فيلا بأنني سأحصد اللقب في ليستر سيتي لقلت إنه مجنون، لكن الآن أنا فخور بأنني أنتمي لهذا النادي العظيم". بيتير شمايكل، والد كاسبر شمايكل: "سيسجل هذا الإنجاز في التاريخ، وسيبقى أسطورة تثير استغراب الجميع، فلكما ذكر اللقب سيتساءل الناس: كيف حدث ذلك؟".