يعرف شهر رمضان لهذا الموسم انتشارا لافتا لموائد الإفطار على الطرقات الوطنية والسريعة، والتي يشرف عليها شباب متطوع وجمعيات ومجموعات خيرية، بحيث أن موائد إفطار الصائمين التي كانت تتواجد في العادة في المدن الكبرى وتخصص لعابري السبيل، انتشرت بشكل كبير هذا الموسم على مستوى الطرقات الوطنية والطريق السيار شرق -غرب. ويهدف أصحاب هذه المبادرات من الشباب والجمعيات والمجموعات الخيرية إلى المساهمة في التقليل من حوادث المرور التي تعرفها الطرقات، خاصة في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار حيث يلجأ بعض السائقين إلى استعمال سرعة جنونية من أجل الوصول في الوقت المحدد، بالإضافة إلى ذلك تهدف هذه المبادرات إلى المساهمة في إفطار المسافرين من أصحاب المسافات الطويلة الذين لا يتمكنون من الدخول إلى المدن من أجل الإفطار ومواصلة طريقهم، وتعكس هذه الصور شكلا من أشكال التضامن الكبير الموجود بين الجزائريين، بحيث يلجأ عدد من الشباب المتطوعين بالمواقع المخصصة لإفطار الصائمين إلى الوقوف على حافة الطريق لتوقيف أصحاب المركبات ودعوتهم للإفطار ثم مواصلة السير. ومن أهم مواقع إفطار الصائمين بالطريق السيار شرق -غرب نجد محول الطريق السيار عين ارنات، غرب مدينة سطيف، ومحول عين السفيهة جنوب عاصمة الولاية سطيف، بحيث اتخذت مجموعة من وجوه الخير بسطيف منذ سنوات هذا الموقع لإفطار الصائمين، بحيث يكتسي هذا المكان أهمية كبيرة، كون كل المسافرين المتوجهين نحو الشرق أو الغرب، وحتى الجنوب يمرون عبر هذا الموقع، ولهذا تم اختياره لإفطار الصائمين. وحسب هؤلاء الشباب، فإن عدد الصائمين الذين يتم إفطارهم في اليوم الواحد يتراوح بين 250 و400 عابر للطريق السيار شرق -غرب، وأغلبهم من مستعملي الطريق السيار نحو ولايات الشرق والجنوب، وفي نفس الإطار يقوم عدد من الشباب الآخرين بحي الأبراج وبمحطة البنزين شرق مدينة سطيف بتوزيع وجبات إفطار على مستعملي الطريق الوطني رقم 5، كما يتواجد موقع آخر لإفطار الصائمين بمحطة نقل المسافرين بتقديم وجبات لأصحاب الحافلات المتجهة إلى وهران، بشار، تندوف، وغيرها من الولايات البعيدة، والتي تنطلق من سطيف مع أذان المغرب، والتي تسير ليلا، وتنتشر عدة مواقع أخرى بالطريق السيار والطرق الوطنية، ويهدف أصاحبها إلى التقليل من حوادث المرور التي ترتفع بشكل لافت في شهر رمضان بسبب الإفراط في استعمال السرعة من طرف السائقين، ورسمت هذه الأعمال صورة من صور التضامن الجميلة بين الجزائريين. ح. لعرابه