تواصل حفل الافتتاح بعرض شريط مصور للشاعر الجزائري الكبير صاحب رائعة ''من أجلك عشنا يا وطني'' حيث اطلع الجمهور الغفير الذي ميز هذا اللقاء الثقافي العربي البارز وكذا كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر بنضاله وتفانيه في حب وطنه الجزائر من خلال عرض محطات من سيرته الذاتية وعطاءاته الثقافية والفنية والشعرية، هذا وقد استغلت المناسبة لتكريم عائلة الفقيد من قبل كل من عبد العزيز بلخادم وزير الدولة و الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ووزير الشؤون الدينية والاوقاف عبد الله غلام الله وبحضور حبة العقبي الامين العام لرئاسة الجمهورية. بعدها تسابق على منصة العرض ثلة من فحول الشعراء العرب الذين جلجلت أصواتهم الشجية أركان قاعة الموقار، تصدرهم نجل عمر البرناوي حيث تلى على الحضور قصيدة تحمل معاني الحب والوفاء والأمل . وقدم أمير الشعراء حسن البعيثي من سوريا الذي تغنى بالجزائر، مشيدا بهذه التظاهرة التي جمعت حسبه ملامح العروبة وأطيافها فأروى عطش الأمة العربية هذا اللقاء الذي يعد صدى صوت النخلة العراقية، وعبق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين، ودم فلسطين الثائرة، كما ثمن ضيف الجزائر جهود الجزائر النضالية التي أهدت للعالم أبجدية الكفاح ضد الطغيان، قائلا:'' إنني أعتز بهذه الأرض، أرض المليون شهيد الطيبة التي تعبق بالوعي الصادق ستبقى حية في ضمائر كل العرب، وموطن الحب التي شكلت جزءا هاما من عالمنا العربي''، مذكرا بمقولة الشاعر العربي الكبير نزار قباني المشهورة التي قالها بمناسبة زيارته للجزائر بعد 30 عاما والتي قال فيها ''لم أفهم معنى الثورة حتى وطئت رجلاي أرض الجزائر ورأيت عيون الجزائريين''، ثم تلاه الدكتور الشاعر عبد الله حمادي من الجزائر الذي أهدى الجمهور مقاطع من قصيدته تحت عنوان ''تحية من الجزائر '' وقصيدة اخرى أهداها الى المقاومة العراقية، ثم تبعه الشاعر المغربي محمد علي الرباوي بقصيدة تحت عنوان ''الهاتف'' الذي صفق لها الجمهور الذي غصت به قاعة المقار عن آخرها ، وكان صوت النسوي حاضرا من خلال الشاعرة السودانية روضة الحاج ، التي تغنت بجمال الجزائر قائلة '' سلام على وجهك السمح وعلى دماء شهدائك الطاهر، وكل شبر فيك يذكر بعزك المفتخر''، كلمات قابلها الجمهور الحاضر بتصفيقات غير منقطعة وبزغاريد مهللين بالشعب السوداني الشقيق، كما قرأ الشاعر البحريني علوي الهاشمي قصيدة لا تخرج بدورها عن إطار شعار هذه التظاهرة حيث ألقى قصيدة شعرية بعنوان '' أسكنني لون عينيك'' أرسل من خلالها سلامه الحار إلى الشعب الجزائري شعبا وحكومة مثنيا في الوقت ذاته على أرواح الشهداء الجزائريين الأبية. للتذكير نظم ببهو قاعة المقار وانطلاقا من شعار هذه الفعالية الثقافية معرض للصور حول مجازر 8 ماي 1945 يبرز بشاعة الاستعمار الفرنسي، التي بقيت شاهدة على بشاعة و جرائم الإدارة الإستعمارية الفرنسية، التي مارست كل أشكال العنف على الجزائريين، ومثلت بأجسادهم الطاهرة.