تظاهر، أمس الأربعاء، العشرات من أسر المصريين المقيمين في ليبيا أمام وزارة الخارجية للمطالبة بضرورة سرعة إجلاء المصريين الفارين إلى الحدود الليبية التونسية. كما طالبوا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة التدخل العسكري لإنقاذ ما يقرب من 800 ألف مصري مازالوا موجودين في المدن الليبية. وقالت والدة عادل نصر (نقاش): ''ابني اتصل بي منذ 8 أيام وقال لي إن القذافي يقتل المصريين، ومن ساعتها لا أعرف شيئا عن ابني''.. مؤكدة أن ابنها كان يعمل في مدينة سرت ولم تستطع التوصل إليه. وأضافت وهي تبكي بشدة: ''الخارجية والجيش فين لازم ينقذوا ابني والشباب اللي معه'' شارك والدة عادل عشرات الأمهات والزوجات الذين لا يعرفون شيئا عن ذويهم، خاصة الموجودون في المدن المحيطة بمدينة طرابلس. بينما قالت هدى عيسي ل''الخبر'': ''اتصل بي زوجي أمس الأول بعدما نجح في الوصول للحدود التونسية، مؤكدا أن أتباع القذافي سلبوه كل أمواله ولا يجد مالا لينتقل إلى القاهرة''. وأضافت أن زوجها أكد لها ''وجود مأساة إنسانية في منطقة الحدود بعد اكتظاظ العديد من الجنسيات بها وبطء اتخاذ إجراءات الإجلاء، خاصة وأن غالبيتهم يقيمون في العراء''. وقالت هدى إن زوجها لم يذق طعم الأكل أو الشراب منذ أمس الأول وتخشى عليه من الهلاك، خاصة وأنه أكد له توعد أتباع القذافي بقصف المنطقة الحدودية انتقاما من المصريين والتونسيين الذين أشعلوا وحرّضوا على الثورة الليبية، على حد قوله. بينما قالت هالة عادل، زوجة أحد الأساتذة بجامعة طرابلس، إن زوجها قتل في طرابلس قبل يومين أثناء فراره منها، وأن ابنها فر هاربا من أتباع القذافي، بعدما سلبوه كافة ما يملك من مال. وطالبت هالة الخارجية المصرية بمطالبة السلطات الليبية تسليمها جثمان زوجها لدفنه. وفي سياق متصل، أكد محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، أن إجمالي عدد المصريين الذين عادوا للبلاد عن طريق البر والبحر والجو بلغ 90 ألفا و500 مصري، وأن مصر تعد أكبر دولة قامت بعملية إجلاء لرعاياها من ليبيا. وقال عبد الحكم في مؤتمر صحفي، أمس، إن تونس لم تغلق الحدود بينها وبين ليبيا أمام المصريين الفارين، مشيراً إلى وجود ما يقرب من 20 ألف مصري على الحدود التونسية - الليبية راغبين في العودة.