بلعابد يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية : إنجازات الرياضة المدرسية في الجزائر "استراتيجية وقوية"    "الجزائر شريك استراتيجي في التعاون الإفريقي: الفرص وآفاق التعزيز" محور ملتقى بالجزائر العاصمة    إضرابات متزامنة في كليات الطب والمستشفيات بالمملكة    توالي التحذيرات الدولية من مخاطر اقدام الاحتلال على شن عملية عسكرية في رفح    المعركة ضد التّطبيع متواصلة بالمغرب    العدوان الصهيوني على غزة: الإحتلال يشن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من رفح    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    توقيف صاحب فيديو المناورات الخطيرة بالقالة    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    المرصد العربي لحقوق الإنسان: إجتياح جيش الإحتلال الصهيوني لرفح "جريمة بحق الإنسانية"    الأسرى بين جحيم المعتقلات وانبلاج الأمل    عطاف يستقبل رئيس المجلس الوطني لجمهورية الكونغو    سيدي بلعباس.. رهان على إنجاح الإحصاء العام للفلاحة    كريكو تبرز جهود القطاع في تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة خلال امتحانات نهاية السنة    زيتوني يبحث مع رئيس مجلس إدارة غرفة قطر تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    كرة القدم داخل القاعة-تصنيف الفيفا: البرازيل يحتل صدارة الترتيب عند الرجال والسيدات    وفاة سيزار مينوتي مدرب الأرجنتين المتوج بكأس العالم 1978    الإصابة تبعد لاعب مانشستر يونايتد ماغواير عن الملاعب لمدة 3 أسابيع    سوناريم: خارطة الموارد المنجمية ستكون جاهزة بنهاية 2024    حج 1445/2024ه: بلمهدي يدعو أعضاء بعثة الحج إلى التنسيق وتظافر الجهود لإنجاح الموسم    الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي    المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية    القشابية .. لباس عريق يقاوم رياح العصرنة    التحضيرات متقدّمة جداً حسب وزير السكن    إشادة بلقاء قادة الجزائر وتونس وليبيا    ندوة تاريخية إحياءً لرموز الكفاح الوطني    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: ميدالية برونزية للمصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي    500 موقع للترويج لدعاية المخزن    المنتجات الجزائرية تعرف رواجا كبيرا في موريتانيا    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    وزير الداخلية يبدأ زيارته إلى خنشلة بمعاينة فرع كوسيدار للفلاحة    بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح..المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية من 16 إلى 22 ماي الجاري    في دورته التاسعة.. "الفن موروث ثقافي حافظ للذاكرة" شعار الرواق الوطني للفنون التشكيلية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    وزير الداخلية يشرف على مناورة دولية للحماية المدنية    في دورة تكوينية للمرشدين الدينيين ضمن بعثة الحج: بلمهدي يدعو للالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي    الجزائر تدفع إلى تجريم الإسلاموفوبيا    ثبات وقوة موقف الرئيس تبون حيال القضية الفلسطينية    إشادة وعرفان بنصرة الرئيس تبون للقضية الفلسطينية    يقرّر التكفل بالوضع الصحي للفنانة بهية راشدي    مهنيون في القطاع يطالبون بتوسيع المنشأة البحرية    50 مشاركا في صالون التجارة الإلكترونية بوهران    خبراء جزائريون يناقشون "الهندسة المدنية والتنمية المستدامة"    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    "الكناري" من أجل مغادرة المنطقة الحمراء    غرق طفل بشاطئ النورس    انتشال جثة شاب من داخل بئر    عمورة في طريقه لمزاملة شايبي في فرانكفورت    دليل جديد على بقاء محرز في الدوري السعودي    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملحمة ''أبطال القدر'' بلا روح جزائرية
في عرض كرّس لغة الخشب ولم يرق إلى مستوى الحدث التاريخي
نشر في الخبر يوم 06 - 07 - 2012

تم الإعلان، أول أمس، عن الانطلاقة الرسمية للاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وبعض الوزراء والسفراء والضيوف الأجانب، ومن مسرح ''الكازيف'' بسيدي فرج، الذي أعيد ترميمه، أعطى الكوريغرافي عبد الحليم كركلا، إشارة انطلاق العرض الأول للملحمة التي كتبها وهندسها، وتحمل عنوان ''أبطال القدر''.
تبدأ الملحمة من مقاعد الجامعة، مع درس في التاريخ، انطلق مباشرة باحتلال الجزائر ودخول الجيش الفرنسي بعلمين كبيرين، رفعا على ركح سيدي فرج في خمسينية الاستقلال، ثم مشاركة الجزائريين في الحرب العالمية ضد النازية، لتنتقل مباشرة إلى المفاوضات، ثم تقرير المصير والاستقلال.
ملحمة فاقدة للروح الجزائرية
جاءت ملحمة ''أبطال القدر'' للكوريغرافي عبد الحليم كركلا، باهتة جدا، حملت بصمة لبنانية خالصة، ولم ترق إلى مستوى الحدث التاريخي، خاصة بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي قدمتها الدولة الجزائرية، ممثلة في وزارة المجاهدين، ووزارة الثقافة، للكوريغرافي اللبناني عبد الحليم كاركلا، والوقت الذي استغرقه التحضير للملحمة، حيث افتقدت للروح الجزائرية من نواحي عدة. وتميّزت ''أبطال القدر''، من الجانب الفني، برقصات دائرية مع تشابك الأيادي والضرب على الأرض بالأرجل، وهي مميزات الرقصة اللبنانية، بينما غيبت رقصات التراث الجزائري من النايلي، للقبائلي، للشاوي، للعلاوي للسطايفي، وكم هي كثيرة إلا اللوحة الأخيرة، حيث تم عرض مختلف الفرق، وظهرت كأنها أقحمت في العرض إقحاما. كما خلت من جانب آخر موسيقى العرض من النغمة الجزائرية، رغم تميز الجزائر بالتعدد والتنوع في الطبوع الموسيقية والغنائية، إلا في بعض المقاطع القليلة. أما من ناحية اللباس فلم تعكس الألبسة العادية تنوع المجتمع الجزائري، فلم نر فتاة تلبس حجاب مثلا، كما أن بعض الألبسة أرجعتنا إلى زمن العباسيين أو ألف ليلة وليلة، ولا تمت بصلة للباسنا التقليدي. والسؤال الذي يبقى يردده 35 مليون جزائري هل، بعد 50 سنة من الاستقلال، لم نستطع أن نقدم كوريغرافيين من قيمة عالمية، يشعرون بمعنى 50 سنة من الاستقلال ويعكسون هذا الإحساس، عبر لوحات فنية جميلة، تقدم ليس فقط تاريخنا، بل ثقافتنا وتراثنا، وتمثل عملا جزائريا خالصا، من مدرسة جزائرية، وإبداع جزائري؟
''أبطال القدر'' غاب عنها الأبطال
اختارت لجنة الاحتفالات أن تحمل الملحمة عنوان ''أبطال القدر''، ويظهر على الكتاب الخاص بها، صور الأعضاء ال22 الذين قرروا تفجير الثورة، إلا أن الملحمة ألغت هذه الأسماء كليا، فغابت صور مفجري الثورة الذين صنعوا، بقرار الثورة على فرنسا، الفارق، لتنتقل الملحمة مباشرة إلى مفاوضات ايفيان، وكأن الاستقلال جاء بسبب هذه المفاوضات مباشرة، رغم أن اجتماع ال22 يعد أهم حدث قبل الاستقلال، وهو الذي هندس للثورة. بينما نتساءل عن فحوى الحديث عن تاريخ الانقلاب العسكري، الذي قاده الجنرالات الفرنسيون، ولم ينقص الملحمة إلا إدراج خطاب ديغول! ولم تنس الملحمة رؤساء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، وأدرجت أقوالهم وأيضا إنجازاتهم، من أحمد بن بلة، وهواري بومدين، إلى الشاذلي بن جديد فعلي كافي، ثم لمين زروال، وأخيرا عبد العزيز بوتفليقة، الذي استحوذ على ما بقي من الملحمة.
الملحمة تذكّرت انقلاب جنرالات فرنسا ونسيت 5 أكتوبر
يعتبر 5 أكتوبر تحولا كبيرا في تاريخ الجزائر الحديثة، ومنعرجا هاما في حياة المجتمع، إلا أن ملحمة كاركلا لم تر ذلك، فغاب هذا الحدث عنها، رغم أن الجزائريين، اليوم، يعتبرونه ربيعا عربيا مبكرا. ولم تشر الملحمة إلى هذه الأحداث، لا من قريب ولا من بعيد، وانتقلت مباشرة إلى العشرية السوداء. بالمقابل لم تنس انقلاب الجنرالات الفرنسيين في الجزائر، والسؤال: هل غيّر هذا الانقلاب من مصير استقلال الجزائر في شيء، كما فعل 5 أكتوبر في التحول الذي أحدثه بعد الاستقلال، وهو الذي أعطى أول تجربة ديمقراطية تعددية في شمال إفريقيا؟ واحتل من جهة أخرى الوئام المدني والمصالحة الوطنية حيزا كبيرا من الملحمة، حيث طغت عليها لغة الخشب، التي أعادتنا إلى سنوات الحزب الواحد، والرئيس الواحد، والفكر الواحد، ولم ترق، لا فنيا ولا كوريغرافيا، إلى ملحمة تعكس تاريخ 50 سنة من الاستقلال.
الجزائر: مسعودة بوطلعة
أصداء
- صفّق الحاضرون مطولا في الكازيف، على ذكر اسم الشهداء في بداية الملحمة، وعمت الزغاريد المكان، ومن وقتها لم نسمع اسم الشهيد إلى آخر الملحمة.
- كان الرئيس المغتال محمد بوضياف أكثر الرؤساء الذين صفق لهم الحضور في ''الكازيف'' مطولا، ثم تلاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس بومدين والرئيس اليمين زروال، ولم يحظ كل من علي كافي والشاذلي بن جديد، ولا المرحوم أحمد بن بلة، إلا بتصفيقات خفيفة من هنا وهناك.
- عرف الاحتفال بالافتتاح الرسمي لاحتفالات الخمسينية غياب الكثير من الضيوف، إذ اضطر المنظمون إلى رفع أكثر من كرسي محجوز إلى جوار الرئيس، بعد أن اعتذر أصحابها عن الحضور.
- رغم تمتع الجزائريين بالألعاب النارية، إلا أن لسان حالهم كان يقول: ''تعالوا نرى كيف يحرق الجزائريون الملايير في السماء''.
جمعتها: مسعودة بوطلعة
الدكتور أحمد معروفي ل''الخبر''
''النجاح في الدعاية كان أحد أسرار انتصار الثورة الجزائرية''
يؤكد الدكتور أحمد معروفي، أستاذ بقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر03، على أن الدعاية الإعلامية والدعاية المضادة لعبت دورا كبيرا بين الطرفين الجزائري والفرنسي، فبالرغم من الفارق الكبير في وسائل الاتصال والإمكانيات المادية التي تميز بها المستعمر، إلا أن الثورة الجزائرية استطاعت أن تكسب الرهان لصالحها
ما هو الدور الذي تلعبه الدعاية بصفة عامة أثناء الحروب؟
- لا شك أن للدعاية دور كبير في حسم نتائج الحروب، فمحاولة تشويه صورة الطرف الآخر، والتقليل من انتصاراته، وتضخيم انتصارات الطرف صاحب الدعاية والترويج لمشاريعه وأفكاره، يمكن أن يصنع الفارق أثناء الحرب. ولقد كان للدعاية دور كبير في الحرب العالمية الثانية، حيث وظفها الحلفاء في هزم المانيا النازية.
رغم أن فرنسا كانت تمتلك منظومة اتصالية قوية وخبرة فائقة في مجال الدعاية، كيف استطاعت الثورة تقليص هذا الفارق؟
- صحيح أن الطرف الفرنسي كان متفوقا، من حيث الإمكانات المادية ووسائل الاتصال، إلا أن الإرادة والتخطيط المحكم الذي تميزت به الثورة كان له دور أيضا. فرغم ضعف الإمكانيات إلا أنه تم إنشاء إذاعة ''صوت الجزائر'' وإصدار صحيفة ''المجاهد''، وهما وسيلتان استطاعتا أن تروجا بشكل فعال ومتميز للثورة.
ماهي الأساليب التي اعتمدها المستعمر في دعايته لإنهاء الثورة؟
- لقد تنوعت الأساليب الفرنسية الرامية لتحجيم الثورة، ويتضح ذلك من خلال الأوصاف التي صار يطلقها المستعمر على المجاهدين، كالفلافة وقطاع الطرق، وتم إنشاء مصلحة خاصة بالحرب النفسية، تابعة للقوات الفرنسية، وهي نفس المصلحة التي أنشأها المستعمر في حربه ضد الحركة الفيتنامية، وقد أوكلت لها مهمة عزل الجماهير الجزائرية عن مساندة جيش وجبهة التحرير الوطني. وقد زوّر المستعمر أربعة أعداد من جريدة ''المجاهد'' كتب فيها يقول: أنه تم الاتفاق على توقيف العمل المسلح والتخلي عن الثورة.
ما هي النتائج الملموسة التي حققتها الدعاية للثورة الجزائرية؟
- بالإضافة للنجاح في توصيل الرسالة على المستوى الداخلي، فقد كان هناك نجاح على المستوى الخارجي، خاصة بعد المشاركة في المؤتمر الأفروأسيوي في باندونغ، حيث أنه بعد هذا المؤتمر اعترفت الكثير من الدول بعدالة القضية الجزائرية، كما أن الأمم المتحدة طالبت بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وفقا للمواثيق والأعراف الدولية.
علمنا أنكم بصدد إنجاز كتاب حول دور الدعاية في الثورة الجزائرية..
- نحن في اللمسات الأخيرة، ويمكن أن يصدر هذا الكتاب في القريب العاجل، وهو كتاب سيصدر عن مخبر دراسات وتحليل السياسات العامة في الجزائر، التابع لجامعة الجزائر.3
الجزائر: حاوره العربي زواق
ليلة مشهودة في وهران
17 دولة تشارك الجزائر فرحتها بالخمسينية
شهدت مدينة وهران، ليلة أمس الأول، أجواء استثنائية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، حيث تحول شارع جبهة البحر إلى ساحة لمهرجان كبير، شاركت فيه فرق فلكلورية من 17 دولة. وكانت أهم لحظة عندما عزفت الفرقة الفرنسية بساحة باماكو النشيد الوطني ''قسما بالنازلات الماحقات''.
بقي عدد قليل من سكان وهران في بيوتهم ، وفاتتهم المشاركة في احتفالات خمسينية الاستقلال، حيث عاشت الساحة التي حملت في العهد الاستعماري اسم ''ساحة القتلى من أجل فرنسا الاستعمارية''، وأعاد تسميتها الرئيس الراحل أحمد بن بلة، في أول زيارة رسمية له إلى وهران ، بساحة ''باماكو''، مهرجانا كبيرا، مثل شارع الجيش الوطني الشعبي (جبهة البحر)، إذ فضل كثير من سكان مختلف مدن غرب البلاد، وليس وهران فقط، التنقل إليه لمتابعة عروض الفرق الفلكلورية الأجنبية والوطنية، التي قدمت استعراضات متنوعة، منها الفرقة الصينية التي قدمت استعراض ''الأسد'' ، وفرقة التنورة المصرية، وفرق من المكسيك، والدانمارك، وتايلاندا، والهند، وبطبيعة الحال فرق فلكلورية من مختلف مناطق الوطن، تتقدمهم فرقة نحاسية للجيش الوطني الشعبي. وقد نقلت الاحتفالات أكثر من خمس قنوات تلفزيوية أجنبية ، منها قناة من الصين الشعبية .
وعرفت مدينة وهران شللا تاما في حركة المرور، وصار من المستحيل الوصول إلى وسط المدينة ، بداية من الساعة العاشرة ليلا. وتحولت الشوارع المحيطة بها إلى ما يشبه المدرجات، حيث افترشت العائلات الأرض وبقيت تنتظر منتصف الليل، موعد إطلاق الألعاب النارية من حديقة سيدي امحمد قرب عمارات ''موبلار''. واستمر العرض 20 دقيقة، وسط زغاريد النسوة، ومنبهات الباخرات من الميناء وصراخ الأطفال، وهتفات ''وان، تو، ثري، فيفا لالجيري''. وجندت مديرية الأمن الولائي لوهران كل أعوانها لتوفير الأمن لمئات آلاف العائلات التي خرجت إلى شوراع وهران للاحتفال بعيد الاستقلال.
وهران: ل. بوربيع
الجنرال المصري صلاح خيري يروي ذكرياته مع الثورة التحريرية
''مصر والجزائر ملحمة فداء ممنوع الاقتراب منها''
استعاد الجنرال المصري صلاح خيري، أحد قادة قوات الصاعقة التي شاركت الجزائر فيما عرف ب''حرب الرمال''، بكثير من الفخر والاعتزاز، تفاصيل العلاقة التاريخية بين مصر والجزائر. وقال، في لقاء مع ''الخبر'': ''الجزائر ليست بلد المليون شهيد، وإنما بلد ملايين الشهداء منذ 1830 وإلى غاية ''1962، مطالبا بالنظر إلى التاريخ المشترك بين الشعبين المصري والجزائري بعيدا عن الإشاعات المغرضة.
كنت شاهدا على التحضيرات الأولية لانطلاق شرارة الثورة التحريرية المجيدة، هل لك أن تطلعنا على أهم المحطات، وكيف تم ذلك؟
نالت الجزائر استقلالها بعد 132 من الاحتلال الفرنسي في 3 جويلية 1962، لكنها أجلت الإعلان عن الاستقلال إلى غاية الخامس جويلية، حتى تمر 132 سنة كاملة على الاحتلال. والجزائر ليست بلد المليون شهيد، وإنما بلد ملايين الشهداء، منذ 1830 وإلى غاية .1962 فمقاومة الاحتلال بدأت على يد مؤسس الدولة الجزائرية، الأمير عبد القادر منذ .1830 يعود دور مصر في ثورات المغرب العربي إلى دخول عبد الكريم الخطابي الأراضي المصرية، حيث كان متوجها إلى المنفى في مدغشقر، وقفز من الباخرة، وهي تعبر قناة السويس، وطلب حق اللجوء السياسي في مصر، فمنحه الملك فاروق ذلك. وقام الخطابي بإنشاء أول مكتب للمغرب العربي، والذي جمع قادة المغرب العربي، من الجزائر أحمد بن بلة ورفاقه، وتونس الحبيب بورقيبة، والخطابي من المغرب، وكانوا يلتقون فيه. عندما قامت الثورة في 1952، بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أنشأ مجموعة بقيادة جمال الدين حسين وعضوية 3 ضباط، من بينهم فتحي الديب وعزت سليمان، حيث أجروا دراسات عن المغرب العربي وإفريقيا، وقاموا بالتخطيط لتدريب وتسليح المجاهدين من المغرب العربي وإفريقيا. وبدأ توافد الثوار على مصر، وتم تعيين 3 ضباط اتصال، الهاشمي طوط، وضابط من المغرب، ومن الجزائر خالد الحسناوي، وعز الدين عزوز من تونس، وكانوا على صلة بين القيادات المصرية وقيادات المغرب العربي. كان المجاهدون يتدربون في كتيبة رقم 13 مشاة، بمنطقة كوبري القبة بالقاهرة، بقيادة صلاح نصر، الذي تقلد منصب رئيس المخابرات المصرية، وكذا مدرسة الإشارة للتدرب على الاتصالات، والمفرقعات في مدرسة المهندسين العسكريين في منطقة بني يوسف بالهرم. وكانت هذه التدريبات تعد للجهاد وتحقيق الاستقلال في المغرب العربي، وفي نفس الوقت تكوين إطارات لإنشاء جيوش عربية على أحدث الدراسات والمعلومات العسكرية، وبعد الانتهاء من التدريبات يتجمعون مرة ثانية في الكتيبة 13 مشاة في كوبري القبة بالقاهرة، مع شيخ الأزهر الشريف، فيعطيهم تلقينا معنويا حول كيفية القتال وتحرير بلادهم والجهاد في سبيل الله ضد المستعمر الأجنبي، ثم يعودون إلى أوطانهم. ومن بين المجاهدين الذي تلقوا تدريبات في المدارس العسكرية المصرية العقيد الهواري بومدين.
وماذا كانت وظيفة ضباط الاتصال؟
لم يكن ضابط الاتصال صاحب قرار، ولا يمكن أن يعمل، لا بالخير ولا بالشر، كان ملتزما بتنفيذ أوامر القيادة المصرية، المتمثلة في الزعيم عبد الناصر ومجموعته، بتسليح المجاهدين وإعطاء المهام لهم، واستمرار تزويدهم بالأسلحة والذخائر والمعدات، وكانت هذه الفترة فترة جهاد على أعلى مستوى.
وكيف كنتم تزودون المجاهدين في المغرب العربي بالأسلحة والذخيرة؟
وقتها، أنشأ عبد الناصر شركة تحمل اسم ''شركة محمد غانم وشركاه'' لتزويد المجاهدين بالمهمات العسكرية وغير العسكرية، وقد اشتغلت لعدة سنوات، ثم تحولت بعد ذلك إلى شركة ''النصر للاستيراد والتصدير''. وكنا، في نفس الوقت، نبحث عن طريقة للاتصال والتنسيق بين قيادات المقاومة في مصر والمغرب العربي، لقتال العدو الفرنسي والإسباني، فتم إنشاء محطة إذاعة ''صوت العرب'' مع أحمد سعيد ومحمد عروق، وكانت ''صوت العرب'' نقطة اتصال بين المجاهدين'' عندما تم الإعداد للثورة سنة 1954، وتم إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات من شرق البلاد إلى غربها. وهنا أستذكر معارك الجرف، وكيف تغلب 300 مجاهد جزائري على 30 ألف من القوات المسلحة الفرنسية ومعهم الطائرات والدبابات والمشاة الميكانيكية، لكن 300 فرد من الجنود الجزائريين سحقوهم، واشتعلت المقاومة من شرق الجزائر حتى غرب المغرب، وقتها كان الملك محمد الخامس موجودا في مدغشقر، وقد تم الإعلان عن الجهاد المسلح المنظم في الجزائر في 1 نوفمبر، من إذاعة ''صوت العرب'' بالقاهرة، وبصوت المذيع المصري أحمد سعيد. وفي 1958 تم إنشاء الحكومة المؤقتة في المنفى بقيادة فرحات عباس، وكان مقرها بوسط القاهرة، وفي زيارة لي إلى الجزائر سنة 2005 بمناسبة عيد الاستقلال، اطلعت على وثائق أحضرها أستاذ جامعي مغربي، من بينها تقرير مخابرات فرنسي قدم لوزارة الخارجية الفرنسية عام 1956، قالت فيه إن مصر تمادت في دعمها للحركات التحررية في المغرب العربي، وقامت بتدريبهم وتسليحهم، ومن هنا بدأ التدبير للعدوان الثلاثي على مصر. وقد اجتمعت أهداف الدول المعادية على النحو الآتي: بريطانيا تأميم قناة السويس، فرنسا وقف دعم الجزائر وتونس والمغرب بالسلاح لنيل الاستقلال، وإسرائيل للاستيلاء على المزيد من أراضي سيناء لإنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. وبفضل كفاح المصريين تم التصدي لهذا العدوان، وانسحبت القوات من سيناء وبور سعيد، وعادت مصر تدعم الجزائر والحكومة المؤقتة، والتي استمرت لحين استقلال المغرب جزئيا عام 1955، والاستقلال الكامل للجزائر عام .1962
شاركت إلى جانب الجزائر فيما عرف ب''حرب الرمال'' ضد الاعتداء المغربي على الأراضي الجزائرية، سنة 1963، حدثنا عن ذلك؟
توفي محمد الخامس سنة 1963، وتقلد الحكم بعده الحسن الثاني، وبعد خروج آخر جندي فرنسي من بشار، ازداد طمع المغرب في الصحراء الجزائرية، حيث حشد قواته على الحدود الجزائرية. اتصل بن بلة وبومدين بعبد الناصر، وقالوا له نحن نريد إيقاف اعتداء المغرب ضد الصحراء، فحاول عبد الناصر إيجاد حل بين الدولتين الشقيقتين، لكن الجانب المغربي لم يستجب، فقرّر إرسال قوات مصرية إلى الجزائر في هذا التوقيت العصيب بعد نيل الاستقلال، لدعم جيش التحرير الجزائري ضد أي عدوان على أراضيه والحفاظ على استقلالها. وأرسل عبد الناصر قوات جوية وبحرية وبرية، وفوج مدرعات، وقوات من الصاعقة، وكنت أحد أفرادها. ذهبنا إلى الجزائر العاصمة، ثم انتقلنا بعدها إلى بشار وتندوف مع الأخ بومدين والحاسي وزرقينة، ومجموعة كبيرة من القادة والمجاهدين، وبدأنا في وضع القوات الجوية والبرية في مراكز وقواعد في المنطقة، حتى نشعر الجيش المغربي بأن الجزائر ليست وحيدة، وأنها مدعومة بالقوات العربية، وأنه لا يمكن لأحد أن يغزو الجزائر ويعتدي على حدودها. وبوصول القوات المصرية هناك وحدوث بعض المناوشات، تأكد للمغرب أنه لا يمكنه أن يغزو الصحراء الجزائرية، وبالتالي تم عقد اتفاق في مالي، نوفمبر من نفس السنة، ووقعت الحكومتان على الاتفاق. طلب بعدها بومدين من القوات المصرية إنشاء مدارس عسكرية بالجزائر في جميع التخصصات، فأسسنا كلية حربية بشرشال، ومدرسة صاعقة بكولومب بشار وسكيكدة، بالموقع الذي كانت تتدرب فيه القوات الفرنسية، حتى نقوم بإنشاء جيش وطني للجزائر. وبدأت القوات الجزائرية تظهر على الحدود، وكان هذا هو بداية التعاون الحقيقي بين مصر والجزائر. وتمر الأيام ويحدث العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1967، وتحتل إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وسارع العقيد بومدين إلى روسيا، وطلب منها إرسال كل الأسلحة، التي تم تدميرها في سيناء، جويا وبريا وبحريا، وبعث القوات التي تم تدريبها وإنشائها في الجزائر، وذهبت إلى الجبهة ودعمت المنطقة الشرقية في مواجهة العدو الإسرائيلي، إلى أن تم إعادة إنشاء القوات المسلحة المصرية وعودة القوات المسلحة المصرية من اليمن، وبدء التخطيط لعمليات الهجوم على العدو الإسرائيلي واستعادة الأراضي المصرية، وهذا ليس لرد الجميل لمصر، وإنما لأنه كان رجلا وطنيا وعربيا مخلصا، فوجد أنه من الواجب عليه أن يدافع على أي دولة عربية تتعرض للعدوان، كما شاركت الجزائر في حرب الاستنزاف وأكتوبر .1973
كان لك موقف مشرف أيام الأزمة الكروية، ما تعليقك على ما حدث؟
لطالما قلت إن مصر والجزائر ملحمة فداء ممنوع الاقتراب منها، وحذرت وخاطبت الجانبين بالهدوء، وأن ينظروا إلى العلاقات التاريخية التي يجب أن تكون بين الدول العربية، بالرغم من وجود حدود مصطنعة بينها. ويجب أن تكون العلاقات قوية بين الشعوب العربية، وألا ننظر للأشياء التافهة والإشاعات التي يصدرها العدو الصهيوني. فالصهيونية مسيطرة على العالم كله، وتثير الإشاعات بين الشعب الواحد لتفرقتهم، مثلما حصل في العراق، الذي كان من أقوى الدول العربية، وأصبح اليوم مفككا، بين شيعة وسنة وأكراد وعرب، لأن الصهيونية لا ترغب في أن يكون العرب قوة متحدة تنافس القوة الكبرى، وهم يحاولون هدم الأمة الإسلامية والعربية، ويجب التصدي لأي إشاعة مغرضة، صهيونية كانت أم غربية، وأن نتعاون ونقف مع بعض في الشدائد.
القاهرة: حاورته مراسلة ''الخبر'' سهام بورسوتي
استقلال الجزائر بعزيمة الأبطال وجزائر الاستقلال بعبقرية الرجال
عبقرية المفكر الجزائري عبد المجيد مزيان
في إطار الاحتفالات بالخمسينية لاسترجاع السيادة الوطنية، التي هي مفخرة كل جزائري وجزائرية، وإحياءً للذكرى الخالدة تأتي هذه الإطلالة على أحد رموز الجزائر وعباقرتها المفكرين البارزين، الدكتور عبد المجيد مزيان.
من المؤكد أن الحديث عن الثورة الجزائرية المباركة بكل مقوماتها وأبعادها وشخصياتها هو حديث عن عظمة دولة بكل أركانها، ولا يكون في هذا المقام حديث أو ذكرى ذات فائدة إلا بالحديث عن البعد الحضاري والفكري لهذه الثورة، التي حدّدت هوية الشعب الجزائري في نداء أول نوفمبر سنة ,1954 ورسمت أبعاده، وحققت ذلك كله عند استقلال الجزائر يوم 5 جويلية سنة .1962
فعلى أساس هذا التحديد تشكل المشروع الحضاري للجزائر وطناً وشعباً ودولة وكياناً عالمياً. هذا المشروع الذي لا يخرج، بأي حال من الأحوال، عن الإطار المحدد في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجزائر، وفي الجوانب الفكرية والحضارية المتصلة بقيم الشعب الجزائري وأصالته. بدأت الحديث عن عظمة الثورة المظفرة كنموذج عالمي يحتذى به، وهذا من باب الوفاء والالتزام لهذه الثورة التي نسجت عزيمة الجزائر بفضل أبطالها، وهو نسيج إلاهي رباني في السماء، قبل أن يكون على أرض الواقع.
فلقد حاولت فرنسا الاستعمارية، قبل خمسين سنة خلت، بكل ما تملك من قوة، وبمساعدة حلفائها على تحطيم الانتماء العربي الإسلامي للجزائر، ويشهد التاريخ، منذ سنة 1830، أن بطش الاستعمار الغاشم كان يرمي إلى تبديد مقومات هذا الشعب، من دين ولغة وهوية، إلا أن رد فعل أبطال الجزائر، وكل أبناء الجزائر، دون استثناء، كان شجاعا وحاسما، رغم طول السنين ومرارة اليقين، إلى أن تحقق نصر الله المبين، وبلغت الجزائر استقلالها التام.
ولم يقف الحال عند هذا النصر فحسب، بل اتبعته خطوات حثيثة وجريئة من المخلصين لله، والغيورين على الوطن، والأوفياء لمبادئ الثورة الجزائرية العظمى، وقيم الجزائر الأصيلة في التاريخ.
ففي غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال أردت الحديث عن عبقرية فذة في العلم والفكر والإيمان. إنه الدكتور عبد المجيد مزيان، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
أردت أن يكون حاضراً في الذكرى الخمسين للاستقلال، عند عامة الجزائريين، ومع المفكرين والمثقفين ورجال العلم والطلبة والمجاهدين والمناضلين والإعلاميين.. أردت أن تكون هذه الذكرى، بالنسبة لعبقرية المفكر الجزائري عبد المجيد مزيان معرفة عن حياته، والتعريف به، وطريقته الفذة في الدعوة والجهاد والنهضة، وهي من الأمور المهمة بالنسبة للطلبة، بصفة خاصة، والمفكرين والمثقفين، بصفة عامة، في معرفة الأئمة والدعاة ورجالات الفكر، لكي يسير طلاب العلم، خاصة، على نهجهم ويقتبسوا من سيرتهم. وما دامت الذكرى الخمسين للعبرة، فيجب أن نقتدي بمثل هؤلاء.. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ولد المفكر الجزائري الدكتور عبد المجيد مزيان بتلمسان، في مارس سنة 1926، من عائلة عريقة كانت تعيش بتلمسان، عاصمة الدولة الزيانية، نسبة لوالد مؤسسها يغمراسن بن زيان، وهي من المدن الهامة بتراثها وتاريخها وحضارتها الفكرية والثقافية، فهي البيئة التي ساعدت على تشكيل شخصيات عظيمة بعظمة إرثها التاريخي.
وبذلك كانت عائلة المرحوم عبد المجيد مزيان بتلمسان عريقة بثقافتها وقيمها وأصالتها، ما ساعده على تعلم أصول الدين والفقه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة جدا، لا تتجاوز التسع سنوات من عمره، وأرغمه والداه على تعلم كل العلوم ذات الصلة بالقرآن، فعمل على تعلّم مبادئ اللغة العربية من دار الحديث. ولما كان وجود الاستعمار الفرنسي بالجزائر حينها يحث على تعلّم اللغة الفرنسية بالمدارس لبعض الجزائريين فدرس اللغة الفرنسية، ولا أبالغ إن قلت إنه أتقنها أكثر من أهلها، فأصبح مع مطلع شبابه يحسن اللغتين، وفصيح اللسان إلى درجة كبيرة جداً.
ثمّ انتقل إلى مدينة الرباط المغربية والقريبة من مدينة تلمسان الحدودية، وواصل دراسته بإحدى جامعات المغرب، ليتخصّص في الفلسفة أم العلوم، وبصفة أخص في فلسفة الحضارة الإسلامية، وعمره لا يتجاوز عشرين سنة، وفعلا استطاع منذ سنة 1946 أن يبرز بسعة علمه وثقافته، ومستواه المعرفي الذي ساعده كثيراً على الإبداع والابتكار والتفاني في الجهاد والدعوة والعمل، إلى أن وافته المنية في 15 جانفي من سنة 2001، عن عمر وصل به إلى 75 سنة.
جهاده وكفاحه الوطني
أثارت الثورة الجزائرية منذ اندلاعها عام 1954، وعلى مدى سبع سنوات ونصف متتالية، يصفها من عايشوا الذكرى نار جحيم ورعب مرير، وهي ذاكرة المجاهدين المخلصين والمفكرين البارعين.
وضمن هذا المنظور للثورة لبّى أغلب الجزائريين نداء جبهة التحرير الوطني، خاصة خلال سنة 1956، التي تعتبر سنة تاريخية في بعدها الشعبي وهيكلة شرائح المجتمع الجزائري، ممّا تولّد عن ذلك من تنظيمات كالاتحاد العام للعمال الجزائريين والاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين وجمعية الشبيبة الطلابية الإسلامية.
وفي خضم هذا التاريخ الحافل بالأمجاد والبطولات والتضحيات والعبقريات أيضاً، التحق المرحوم عبد المجيد مزيان، مع رفاقه، بصفوف النضال والكفاح ضد الاستعمار الغاشم، وكان يحمل اسماً ثورياً، ''صالح الدين''.
ونظراً لثقافته وتكوينه العلمي والمعرفي، استغلته الثورة في جانبها الحسّاس، فعمل بالإعلام والاتصال بالإذاعة الجزائرية التي كانت تبث من تونس الشقيقة، والتي كانت بمثابة القاعدة الشرقية في الاتصالات السلكية واللاسلكية وأجهزة الإرسال والاستقبال، ويرجع الفضل لهذه القاعدة ونظيرتها في الغرب إلى مبادرات العقيد عبد الحفيظ بوصوف، رحمه الله.
نشاطه بعد الاستقلال
يظلّ الدكتور عبد المجيد مزيان من أكبر علماء العالم العربي، متأثّراً بالعلامة عبد الرحمن بن خلدون، الذي جعل منه مفكراً بارعاً ومثقفاً فذاً على نفس الخطى التي سبقه فيها علماء الجزائر، أمثال: الشيخ عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، والطيب العقبي، والعربي التبسي والمفكر المجدّد مالك بن نبي. هؤلاء جميعاً برعوا في الدعوة والإصلاح وترقية حوار الحضارات.
وعلى نفس المنوال في الأسلوب والعطاء، ظهر الدكتور عبد المجيد مزيان مجدّداً في الفكر بصفة عامة، وتجديداً للفكر الخلدوني من خلال نظرياته الرائدة حول الفكر الاجتماعي والاقتصادي، فتأثره به وتتبع طرحه سمح له أن يكون من الأوائل في الجزائر مهتماً بالمجتمع وأحواله، بل الأكثر من ذلك تخصّصه في دراسة علم الاجتماع الإسلامي.
فبعد الاستقلال كانت مسيرة المرحوم نشيطة ومتنوعة، إلى درجة أننا نحس بأنه بلغ مكانة الامتياز في تقليد المراتب والمناصب، وذلك بفضل العلم وسلطان الفكر ونعمة البصيرة، فعمل، مباشرة بعد الاستقلال، مديراً لديوان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة مع المرحوم أحمد بن بلة، وهي مرحلة حرجة وحساسة يعتبرها الكثيرون مرحلة ترتيب البيت وإعادة إعماره من جديد، وأشرف في نفس التاريخ على الأمانة العامة لوزارة الداخلية، وهي، أيضاً، مهمّة صعبة خاصة في تلك الظروف والأوضاع على المستوى الداخلي للجزائر.
لكن رسالة العلم والتعليم بالجامعة كانت أقوى من كلّ الاهتمامات الأخرى، لأنه يطمح دوماً إلى بناء الفكر الجزائري، وبعث الروح الوطنية من خلال رسالة الجامعة. فالتحق بجامعة وهران بالغرب الجزائري، ثم عيّن سنة 1981 عميداً على رأس جامعة الجزائر، ويشهد عليه معهد العلوم الاجتماعية بالخروبة بالجزائر العاصمة على قمّة المحاضرات ورزانة التحاليل والمناقشات العلمية، التي كانت تدور في فضاء المدرجات والقاعات الخاصة بالتدريس.
ولمّا كانت الثقافة بمستواها العالي يمتاز بها المرحوم مزيان، عيّنه رئيس الجمهورية السيد الشاذلي بن جديد، سنة 1982، على رأس وزارة الثقافة، ثم مرة أخرى وزيراً للثقافة والسياحة سنة 1984، وقد ساهم بكل ما يملك من عزيمة على تعزيز القطاع والاهتمام بجوانب الثقافة اعتماداً على المعرفة العلمية.
ولم تمنع هذه المهام ونشاطات الدكتور عبد المجيد مزيان من إحياء المناسبات العلمية والفكرية وعضوية المنتديات والأكاديميات العالمية، كبيت الحكمة بتونس والأكاديمية العربية للمفكرين العرب بالقاهرة والأكاديمية الملكية بالمغرب الشقيق وأكاديمية اللغة العربية بالجزائر، حيث كان عضواً بارزاً وفعالاً، إذ يعطيها مكانتها اللائقة ودورها في التغيير والتفعيل، من خلال الندوات الفكرية، لا سيما تلك المتعلقة بالحضارة الإسلامية الراقية والتّعريف بالإسلام.
ولهذا الغرض كان له شرف الرعاية والعناية من طرف رئيس الدولة السيد اليمين زروال، ليتشرّف به سنة 1995 على رأس المجلس الإسلامي الأعلى كهيئة استشارية في الشؤون والقضايا ذات الصلة بالإسلام، وبقى وفيا لرسالته ونشاطه. وفعلا أعطى لهذا المجلس كل الوقار والاحترام بنشاطه الفكري والعلمي، رغم الظروف الصحية القاسية التي كان يعاني منها في السنوات الأخيرة من عمره، إلى أن رحل إلى الرفيق الأعلى، تاركا وراءه المجلس الإسلامي الأعلى مبنيا على الفكر الإنساني وباعثا للوعي، بفضل الخلف الصالح الذي يقدم، باستمرار، العلاج القانوني والفكري لأزماتنا الاجتماعية، علاجاً روحياً وعلمياً.
الفكر والإسلام والحضارة والثقافة
ينطلق البعد الفكري عند الدكتور عبد المجيد مزيان من التجديد والاجتهاد، وهما خاصيتان أساسيتان بنى عليهما ملاحظاته ومناقشاته. فلا حضارة بعيدا عن الفكر، ولا ثقافة بلا فكر، ولا إسلام دون فكر إنساني واع، بعيد عن كل الاختلالات. فالاجتهاد والتجديد بالنسبة إليه أمر مهم، يقتضي الالتزام والاستمرار في الحياة الإنسانية والشريعة الإسلامية، بكل مبادئها ومقوماتها الحضارية والخلقية والروحية، لكن لا يمكن ذلك إلا بالتطرق العلمي للواقع الاجتماعي.
فالفكر والإسلام والحضارة والثقافة معادلة منسجمة لمواجهة التحولات والتنوعات الاجتماعية، لكي نتفادى الانحراف عن الروحيات والأخلاق الإسلامية، فالفكر الإسلامي فكر إسلامي حي باعث للوعي بمتاهات الحضارة المادية. فهو منطق الحق، بحكم إعادة الاعتبار لمقومات الشخصية الجزائرية.
ففي غمرة الاحتفالات المخلّدة لذكرى الاستقلال يوم 5 جويلية 2012، وجب إحياء النفوس عن من ضحوا بكل إخلاص لأجل الاستقلال، وأعدوا العدة، بكل إخلاص، لبناء جزائر مستقلة.. المجد والخلود لشهداء الجزائر، والإخلاص والعرفان لكل الشرفاء، وعاشت الجزائر حرة.
بقلم: الدكتور دلاسي أمحمد أستاذ علم الاجتماع/ جامعة الأغواط
النجمة السابقة ل''ستارأكاديمي'' ريم غزالي
''سعيدة بالغناء في خمسينية الاستقلال أمام جمهور ذواق''
أعربت النجمة السابقة لبرنامج المواهب ''ستار أكاديمي ''، مساء أمس الأول، من فالمة، عن سعادتها بلقائها، ولأول مرة، الجمهورالفالمي، ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الحالية، وتشرفها الكبير بتزامن برمجتها للغناء ليلة خمسينية عيد الاستقلال والشباب، بقلعة الثامن ماي ''كالما''.
وكشفت ريم عن بعض أعمالها الفنية، كمشروع تصوير فيلم بين أمريكا، والإمارات العربية والجزائر، وبعض الأغاني الجديدة، مؤكدة طموحها ككل فنان في الشهرة والعالمية، بعد شهرتها في العالم العربي وتشريفها للجزائر. ولم تتمالك نجمة ''ستار أكاديمي'' نفسها، فذرفت الدموع وتوقفت عن الكلام، خلال سؤال ''الخبر'' لها عما قدمته كسفيرة للطفولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة لدى حديثها ، عما وقفت عليه لدى أطفال لبنان، جراء الاعتداء الإسرائيلي على هذا البلد، قبل سنتين.
وفنّدت ريم بالمقابل، ما أشيع حول منعها من دخول دولة الكويت، قائلة ''لقد دخلت الكويت، وكرّمت من طرف سمو الأميرة سناء العاصم، وأنا أحظى بتقدير من مسؤولي هذا البلد الشقيق''. ونفت ريم كل ما نسب إليها فيما يخص مطالبتها بدور البطولة في مسلسل الراحلة وردة قائلة ''لم أصرّح بأنّي أشبه الراحلة، بل المختصون في لبنان هم الذين أكّدوا ذلك''، وأضافت بأنّ لديها صورة في صغرها ''تتطابق مع صورة أميرة الطرب لما كانت صغيرة''، وأنّ الذي يطلع عليها ، حسبها ، يتفاجأ .
فالمة: إبراهيم غمري
مهرجان الأغنية الأمازيغية ببجاية
''أكلي دي'' يلهب الملعب
انطلق، أول أمس ، ببجاية، مهرجان الأغنية الأمازيغية، حيث تحولت أرضية الملعب المدرسي، خلال السهرة الأولى، إلى ما يشبه مرقصا عملاقا، بعد صعود المطرب المغترب ''أكلي دي'' إلى المنصة، حيث كان التجاوب سريعا مع الجمهور الغفير، خاصة مع أغانيه المعروفة ''قلت لك ايتها الرومية دعي العربي على حاله''، ''تشيغيفارة''، ''ماريا الغجرية''، ''من يكون هؤلاء''. وظل أكلي يصدح مع الجمهور ، الذي تواصل معه لأكثر من ثلاث ساعات كاملة، رفقة فرقته الأصلية القادمة من فرنسا.
وسبقت نجم السهرة إلى المنصة فرق فولكلورية وأخرى للموسيقى الكلاسيكية، منها فرقة جمعية نغمة التابعة للبلدية، وفرقة للرقص التقليدي الأمازيغي، قبل أن تفسح المجال للمطرب والفنان صاحب التكريم الأول في المهرجان، بلبل السبعينيات ، أرزقي بوزيد، الذي أدى، رغم تقدم سنه (58 سنة)، ثلاث من أغانيه الجميلة والمرتبطة بالجزائر، منها ''الجزائر تمورث ناغ''، ''روح أتغرض''، وتابعها الجمهور بحماس كبير، قبل أن يقدم نائب رئيس لجنة الحفلات السيد حميتري على تكريمه بوسام المهرجان، اعترافا لكل ما قدمه للأغنية الأمازيغية. وامتزجت بساحة ''ليوناردو فيبوناشي''، بالواجهة البحرية بغار سيدي عبد القادر، نغمة تلاطم أمواج البحر بالكتل الصخرية، مع صوت المطربة لويزة، لتصنع روائع موسيقية وغنائية مميزة، فغنت ''أراش نغ ما يريدون''، ''الحرافة الحرافة''، وتدعو الشباب للتمسك بالوطن. وللتذكير فقد قدم الفنان أرزقي بوزيد محاضرة حول حياة شريف خدام ، بصفته الشخصية الرئيسية المكرمة في المهرجان، وقال إنه قليل من كثير يرد إليه مما قدمه للأغنية الأمازيغية .
بجاية: ع.رضوان
جاسم القطامي الداعم الكبير للثورة الجزائرية
''ضريبة الجزائر'' على كل تذكرة سينما بالكويت
انتقل إلى جوار ربه جاسم القطامي، القومي العربي الكبير، الذي وافته المنية قبيل أيام من الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وهو المعروف بالداعم الكبير للثورة الجزائرية في الكويت.
عرفته في الخمسينيات من القرن الماضي كرئيس لمؤسسة السينما الكويتية، وهي مؤسسة أهلية، عندما أصدر أمرا بفرض ''ضريبة الجزائر'' على كل تذكرة سينما بالكويت، وهي الضريبة الوحيدة المفروضة بالكويت الذي لا يعرف الضرائب. كان دخل السينما في ذلك الوقت كبيرا، نظرا لأن التلفزة في، ذلك الوقت، كانت في بدايتها، فكانت التسلية الوحيدة للمواطنين. كان المواطن الكويتي، رجلا أو امرأة أو طفلا، يشتري تذكرة وعليها مكتوب ''ضريبة الجزائر''. واستقلت الجزائر، وقرر جاسم القطامي القومي العربي الكبير أن تستمر هذه الضريبة قائمة. طلب مني أن تغير العبارة، فاقترحت عليه أن تصير ''ضريبة مدارس أبناء شهداء الثورة الجزائرية''. قال لي رحمه الله ''لقد تعود عليها المواطن الكويتي، وهو متحمس لها، فالتبق قائمة''. وحتى يدرك المواطن الجزائري قيمة دخل هذه الضريبة، فقد سلمني جاسم القطامي في جويلية 1963 صكا بقيمة ثلاثة ملايين دولار، وأنا رئيس للبعثة الديبلوماسية الجزائرية بالكويت، سلمته للرئيس أحمد بن بلة في نفس الشهر.
جاسم القطامي من المناضلين الكبار، بعد تخرجه في كلية الشرطة بالقاهرة، عاد إلى الكويت وعُيِّن أول مدير للشرطة عام 1954، حيث قام بكثير من الإصلاحات خلال فترة عمله التي استمرت نحو عامين. وعند بداية العدوان الثلاثي على مصر، عام 1956، خرجت تظاهرات احتجاجا في الشارع الكويتي، فصدرت الأوامر إليه بإخمادها، فرفض تنفيذ الأوامر، وكان جوابه بأن ''.. الشرطة على استعداد لحراسة التظاهرات وتنظيمها لا ضربها أو تفريقها''، وعندما أصرت وزارة الداخلية استقال، احتجاجاً على هذه الأوامر بدافع من حسه الوطني القومي. وهو سليل أسرة مناضلة في تاريخ الكويت، فأخوه محمد القطامي استشهد من أجل الحقوق الديمقراطية في مارس .1939
كان جاسم القطامي من مؤسسي ''مركز دراسات الوحدة العربية''، والمؤتمر القومي العربي سنة 1990، كما شارك سنة 1994 في تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي.
في الكويت كان مؤسسا في حركة القوميين العرب، ونادي الاستقلال، والتجمع الوطني.
بقلم الدكتور عثمان سعدي
مهرجان الراي على وقع الخمسينية
''حب الجزائر'' يخطف النجومية على وقع ''وان تو ثري''
احتفل كل من حضر مدرجات ملعب ''الإخوة عميروش'' بسيدي بلعباس، ليلة أول أمس، على طريقته بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، على هامش فعاليات مهرجان أغنية الراي، حيث بلغت الإثارة ذروتها وسط ألعاب نارية أنارت سماء سيدي بلعباس.
كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل إلا دقيقتين حين تقرر عزف النشيد الوطني، أمام قرابة ستة آلاف شخص ، من شبان وعائلات ، حضروا كلهم لأجل الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وهو الحدث الذي خطف النجومية من كل من نشط السهرة، رغم كل ما أفرزه مواجهة فرقة ريمك 113، الشاب عقيل وقبله محمد العباسي، الشاب داني، بلال الصغير وحتى الشابة جميلة الرزيوية وياسين، وغيرهم من الفنانين الذين لقي أغلبهم تجاوبا كبيرا من جمهور متعطش، رقص وغنى إلى غاية الثالثة صباحا.
وكانت الألعاب النارية قد أضاءت سماء المدينة أمام هتافات الأمواج الشبانية وزغاريد النسوة، بمجرد التقاء عقارب الساعة في النقطة ال12، الموعد الذي سبقه عرض مثير لفرقة ''ريمك ''113، وأكد أعضاء الفرقة، من خلال طريقة الأداء والأغاني، على مدى تعلقهم بالجزائر، خاصة بعد تمجيد الجزائر بصوت واحد ومرتفع حتى يصل إلى مسامع الفرنسيين من وراء البحر، وهي الخرجة التي لقيت تجاوبا أكد على مدى حب شباب الجزائر للوطن الأم على وقع ''وان تو ثري فيفا لالجيري''.
سيدي بلعباس: م.ميلود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.