احذَر كلّ الحذر من الغِشِّ والخِداع والتّلبيس، وكتمان عيوب المبيع، فإن ذلك محرم شديد التّحريم، وقد يفسد به البيع من أصله، وقد مرَّ صلّى اللّه عليه وسلّم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده فيه فمسَّت أصابعه بللاً فقال: ''يا صاحب الطّعام ما هذا؟'' فقال: أصابته السّماء (يعني المطر)، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''هلاَّ جعلته ظاهرًا حتّى يراه النّاس، مَن غشّنا فليس منّا''، أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي رواية: أنّه رأى داخل الطعام طعامًا رديئًا فقال لصاحبه: ''هلاَّ بعتَ هذا على حِدَتِه وهذا على حِدَتِه؟ مَن غشّنا فليس منهم''، رواه الطبراني من حديث أنس رضي اللّه عنه بإسناد حسن. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''البيِّعان بالخِيار ما لم يتفرَّقَا، فإن صدقا وبيّنا بُورك لهما في بيْعهما، وإن كذبا وكتما مُحِقَت بركة بيعهما''، متفق عليه من حديث حكيم بن حزام رضي اللّه عنه. فلا يحل لأحد أن يبيع المعيب إلاّ ويُبيّن ما فيه من العيب، فإن لم يُبيّن وكان من الحاضرين من يعلم ذلك وجب عليه أن يُبيّن، وقد ورد الحديث بذلك، وهو من النصح الواجب، ومن الغشِّ المحرّم: خلط جيّد المتاع برديئه ويبيعهما على حدة واحدة تلبسًا وخداعًا.
