يستهوي الصائمون أنواع مختلفة من الأطعمة خلال شهر رمضان والتي قد لا يحبذونها على موائدهم خارجه، إلا أن الشهر الفضيل كما يسمى شهر “وحام الرجال” فهم قد يشترون أكلات غريبة أو قد لا تخطر لأحد في رمضان لثقلها على المعدة كاللوبيا والحمص وغيرها من البقوليات. وفي قسنطينة وعلى غرار باقي الولايات، يهرع الصائمون لشراء الدوبارة البسكرية التي أساسها حمص وفول و"اللوبيا بالبرتقالة “ التي ذاع صيتها في الثلاث سنوات الأخيرة خلال شهر الصيام، حيث يصطف محبوها أمام المحلات المختصة في بيعها بوسط المدينة قبيل صلاة العصر لشراء علبة لوبيا يتراوح سعرها ما بين 100 و120 دج، وينتظرون الأذان بفارغ الصبر لالتهامها مع “كسرة خميرة “ أو المطلوع كما يسميها البعض. لم تكن اللوبيا بالبرتقالة تستهوي الصائمين، لكن الصيام “يخرف على صاحبه” كما يقول كبار السن، فيخيّل للصائم أنه اشتهى كل شيء وأي شيء، وهي الفكرة التي اهتدى إليها التجار لزيادة هامش الربح مستغلين لعاب الصائمين. والطبق الذي نحن بصدد الحديث عنه ما هو إلا فاصولياء طازجة سواء كانت بيضاء أو حمراء مطهوة بلحم العجل ويضاف إليها في الأخير الأوراق الخضراء المسلوقة “للبرتقالة أو البردقالة أو زرطالة” على حسب التسميات في كل منطقة من مناطق الوطن، والتي تعطيها طعما مميزا بسبب الحموضة التي تحتويها تلك الأوراق الصغيرة الحجم، التي تكون في غصينات كأنها بتلات أزهار يقتنيها المواطنون خاصة من سوق العصر.