تعقد التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، اليوم، بفندق مازفران، ابتداء من الواحدة ظهرا، ندوتها الوطنية حول الانتقال الديمقراطي، اختارت لها شعار ”معا من أجل جزائر الغد”. ومن المنتظر أن يصل عدد المشاركين في الندوة 400 مدعو، بين شخصيات وطنية يتقدمهم رؤساء حكومات سابقون: مولود حمروش وعلي بن فليس ومقداد سيفي، وأحزاب وطنية أبرزهم الأفافاس وقطب التغيير. ”الخبر” زارت مقر انعقاد الندوة بفندق مازفران، غربي العاصمة، ونقلت اللمسات الأخيرة. قبل الحديث عن الساعات التي عاشها أعضاء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، عقدت، ليلة أمس، هيئة الرؤساء (عبد الرزاق مقري ومحسن بلعباس ومحمد ذويبي وعبد الله جاب الله وأحمد بن بيتور وجيلالي سفيان)، اجتماعا حددّوا فيه الترتيبات الأخيرة عن المتدخلين الذين سيكونون تباعا ولن تراعى فيها أي أولوية. كما سيعقد، اليوم، قبل انطلاق فعاليات الندوة على الساعة الواحدة ظهرا، اجتماع ثان لهيئة الرؤساء يقفون فيه على تأكيد حضور الشخصيات الهامة، لفتح المجال أمام أي تعديل طارئ على مجريات الندوة، التي يراعى فيها تجنب الخطأ، نظرا لخلقها جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والحزبية. مقر حمس... ”الفراغ الرهيب” بدأت معاينة ”الخبر” لتحضيرات ندوة الانتقال الديمقراطي، أمس، من مقر حركة مجتمع السلم ”حمس”، على الساعة العاشرة صباحا، كانت أول فكرة سيطرت على تفكيرنا قبل الوصول إلى المقر الموجود ببلدية المرادية، بأعالي العاصمة، هي الحركية الدؤوبة ومناضلون وقيادات من التنسيقية ”طالعين حابطين”، حسب التعبير العامي، لكن المفاجأة كانت خلو المقر، ماعدا عون الاستقبال ورئيس ديوان رئيس الحركة عبد الرزاق مقري. استغربنا في بداية الأمر، لاسيما أننا لم نجد ولا موظفا في خلية الاتصال لنتحدث معه أو نعرف على الأقل سبب ”الفراغ الرهيب” لمقر الحزب، فربطنا اتصالا بالأمين الوطني للإعلام فاروق طيفور، فأجابنا: ”من الطبيعي جدا ألا تجد أحدا في المقر، فكل واحد مشغول”، وللحصول على مزيد من التفاصيل ربطنا اتصالا ثانيا مع المكلف بالإعلام زين طبّال، فرد علينا قائلا: ”تعلمون أن الندوة بقي عليها ساعات قليلة والمناضلون منتشرون ضمن لجانهم، لقيام كل واحد بمهته الخاصة”. وفي هذه الأثناء، قبل مغادرتنا مقر ”حمس”، علمنا من المكلف بالإعلام في حركة النهضة (حزب عضو في التنسيقية) محمد حديبي، أن ”اللجان المكلفة بالتحضير لندوة الانتقال الديمقراطي، ستتنقل إلى فندق مازفران، مكان انعقاد الندوة على الساعة الثانية بعد الظهر، لتحضير مقر الندوة”. عدنا إلى مقر الجريدة، وعاودنا الانطلاق في زيارتنا على الساعة الواحدة والنصف، وطبعا وجهتنا فندق مازفران الذي وافق على طلب احتضان ندوة الانتقال الديمقراطي، بعدما رفضتها إدارة فندق الهيلتون، شرقي العاصمة. وجدت صعوبة في الدخول إلى الفندق بحكم أن أعوان الأمن طلبوا منّا تكليفا بمهمة، تنفيذا لأوامر الإدارة، وبعد أخذ ورد سمح لنا بالدخول، شريطة عدم التقاط صور. مكان انعقاد ندوة الانتقال الديمقراطي، عبارة عن خيمة من الحجم الكبير جدّا، الدخول إليها يكون قبل الوصول يمينا إلى البوابة الرئيسية للفندق. وتبدو الخيمة من الشكل الخارجي نظيفة ومحيطها هو الآخر نظيف، لكن القائمين على تحضير الندوة سيواجهون ”المشكل الأزلي” للجزائريين، وهو صعوبة ركن سيارات الضيوف، لاسيما وأن الندوة من المنتظر أن يحضرها حوالي 400 مشارك، اعتبارا لكون موقف السيارات صغيرا جدا، لا يتسع سوى ل15 سيارة من الحجم الصغير على الأكثر. خيمة ب70 مليونا وتم استئجار الخيمة بحوالي 70 مليون سنتيم، وهي نفس القيمة المالية التي دفعتها التنسيقية لإدارة فندق الهيلتون قبل تراجعه في اللحظات الأخيرة، و«إن كانت قاعة هذا الأخير واسعة من خيمة فندق مازفران، إلا أن الهدف هو الندوة”، يقول محمد حديبي، مسؤول الإعلام في حركة النهضة. وجدنا في الخيمة أعوانا من إدارة الفندق كلفوا بتجهيزها بالكراسي التي تنوعت بين خشبية وبلاستيكية وطاولات عادية رديئة، وأغطية بيضاء اللون، يبدو أنها شهدت كافة لقاءات الأحزاب الموالية للسلطة (الأفالان والأرندي بالخصوص) واجتماعات وندوات النشاطات الحكومية، لأنها غطاءات بالية جدّا، لكن الحاضر القوي في الخيمة رائحة الرطوبة الخانقة، التي يحاول المنظمون للندوة إزالتها بتشغيلهم المكيفات الهوائية ساعات طويلة. تصطف طاولات مستطيلة بشكل مستقيم على طول الخيمة، خصصت للشخصيات الوطنية الهامة وقيادات الأحزاب، وفي الوراء كراسي للمرافقين لهم، فيما تلتقي هذه الطاولات عند 4 طاولات دائرية، مخصصة لمنشطي الندوة، بجانبها منبر لإلقاء الحضور كلماتهم عن الانتقال الديمقراطي انطلاقا من مشروع الأرضية. وفي زاوية على يسار الخيمة، انزوت لجنة التحضير المتكونة من 10 أعضاء، على طاولة مستديرة، أمامهم كمية كبيرة من الأوراق، غارقين في الحديث عن أدق التفاصيل، وطلبوا من المنظّمين عدم إزعاجهم لتفادي التشويش عليهم. كما كانت اللجنتان الأخريان، وهما لجنة الإعلام ولجنة التشريفات، منهمكتين في عملهما لتأكيد حضور المشاركين وتغطية وسائل الإعلام لأكبر تجمع لأحزاب المعارضة، وهما لجنتان تتفرعان عن هيئة التنسيق التي تشرف عليها مباشرة هيئة الرؤساء.