اتفق المشاركون في الملتقى الدولي حول القائد الأمازيغي ماسينيسا، على ضرورة البحث في الجوانب الخفية لهذا القائد مؤسس الدولة النوميدية، بفتح المجال لترقية الثقافة واللغة الأمازيغية وتكريسهما في المنظومة التربوية، وهو نفس الاتجاه الذي تحدّثت عنه وزيرتا الثقافة نادية لعبيدي والتربية الوطنية نورية بن غبريط خلال افتتاحهما لأشغال الملتقى بقسنطينة. عرف اليوم الأول من الملتقى الدولي حول “ماسينيسا”، المنظم تحت عنوان “ماسينيسا في قلب تأسيس أول دولة نوميدية”، صباح أمس، بمدينة الخروب في قسنطينة، حضور شخصيات مثّلت هيئات وطنية على غرار رئيس جمعية “اقرأ” رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عزالدين ميهوبي، رئيس الديوان الوطني لحقوق المؤلف ويزيد زرهوني ممثلا لوزير الخارجية. المحافظ السامي للأمازيغية الهاشمي عصاد، أكد أن الملتقى يبحث عن الاهتمام بالمعرفة التاريخية والأسماء والشخصيات التي ساهمت في وضع حضارات عريقة، مطالبا وزيرة التربية بتأطير مسار التعليم ومبدأ تكريس البعد الوطني الأمازيغي في المنظومة التربوية والاتصال وتوسيع الفضاءات للتعبير باللغة الأمازيغية والتفاتة الشعب حولها انطلاقا من قسنطينة قائلا “إدراج الأمازيغية في المدرسة ليس مستحيلا”. دعا عز الدين ميهوبي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، في نفس الإطار إلى البحث في تاريخ الدولة النوميدية تاريخيا، خاصة في شخصية ماسينيسا الذي كان وراء تأسيسها، مع الإجابة عن الأسئلة التي تطرح حول تحالفاته مع الرومان وقرطاج وعلاقته بالشخصيات التاريخية الأخرى وتقديمها للتاريخ، رافضا في نفس الوقت كتابة ودراسة التاريخ بالتجزئة وبالخصخصة وهو، حسبه، دور الحركة الثقافية الأكاديمية والتربوية للبحث في التاريخ الذي قال إنه ليس حكرا على فئة معينة، لأن الجميع معني بالتاريخ وبجوانبه الخفية. كشفت وزيرة التربية من جهتها خلال مداخلتها، أنها تواكب المحافظة السامية للأمازيغية في ندواتها العلمية وتتعاون معها في توسيع تعليم اللغة الأمازيغية، التي أوضحت أن لها مكانة في استراتيجية الوزارة لتوحيد الهوية، فيما أشارت وزيرة الثقافة إلى العلاقة الوطيدة بين التعليم والثقافة، بدعم الباحثين لخلق رؤيا جديدة تدعم الفعل الثقافي عن طريق ملتقيات عديدة، منها التاريخ الأمازيغي في الجزائر وتكميل التراث المادي عن طريق أعمال وأفلام وغيرها سمعية بصرية تجمع جميع المبدعين. سيتواصل ملتقى ماسينيسا إلى غاية 22 من الشهر الجاري، ستقدم خلاله 22 محاضرة يؤطّرها مجموعة من الأكاديميين والباحثين من داخل الوطن واستضافة آخرين قدموا من تونس وبريطانيا وأمريكا واليونان وإيطاليا، سيتناولون ثلاثة محاور أساسية وهي الاتصال، التعليم واللسانيات، مع مناقشة استرجاع جزء من الذاكرة الأمازيغية الموجودة في الخارج وتسليط الضوء على الآثار والحفريات، حيث يهدف بها إلى إعادة الاعتبار للغة والرموز التاريخية الأمازيغية وتوسيع إدراج الأمازيغية ضمن المنظومة التربوية الوطنية، انطلاقا من مدينة الخروب التي اختيرت لقربها من ضريح ماسينيسا ونقطة لتوسيع دائرة الأمازيغية والخروج بها نحو جميع الولايات الوطنية.