تعيش اللجنة الفيدرالية للتحكيم على وقع فضيحة جديدة، بعد قضية إعادة الحكام السابقين المغضوب عليهم من قبل روراوة لتولي مهمة تقييم الحكام الحاليين، حيث لم يمرّ أسبوعان على مهزلة ملعب سعيدة، الذي كان بطلها الحكم بن براهم في اللقاء الذي جمع المولودية المحلّية ونجم القليعة، حتى يتم تعيينه لإدارة لقاء مولودية العلمة ضد نصر حسين داي، لتعويض الحكم الدولي محمد بنّوزة المصاب . وكان الحكم ذاته، خرّيج رابطة ولاية بجاية، قد أخطأ التقدير عندما لم يتفطن لوجود 12 لاعبا من فريق مولودية سعيدة فوق الميدان طيلة ثلاث دقائق، قبل أن يخرج المنافس الكرة إلى التماس لطلب احترازات تقنية. وحسب ما علمناه من مصدر عليم في لجنة التحكيم، فإن الحكم بن براهم رفض، في نهاية المواجهة، الانصياع لطلب إدارة نجم القليعة، رغم إلحاح المسيّرين عليه، ليغادر الملعب دون تدوين الاحترازات التقنية، ما اضطر إدارة الرئيس عز الدين إلى رفع تقرير مفصل إلى لجنة خليل حمّوم حول القضية، في حين أرسل المكلّف بتقييم الحكام تقريرا أسودا بخصوص الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الحكم بن براهم في هذه المباراة، غير أن لجنة التحكيم، حسب المصدر ذاته، تكون قد اتصلت بمراقب الحكام تدعوه إلى إعادة تقريره دون تدوين الأخطاء، وهو ما لم يتردد في تطبيقه. وحسب القوانين المعمول بها في الجزائر، فإن الخطأ المرتكب يستوجب عقوبة 6 أشهر على الأقل، غير أن لجنة التحكيم اكتفت بعدم تعيينه الأسبوع الماضي دون معاقبته رسميا، لتقوم ب”مكافأته” من خلال تعيينه لإدارة مباراة من الدرجة الأولى المحترفة، نهاية الأسبوع، بين مولودية العلمة ونصر حسين داي، خلفا للحكم الدولي محمد بنوزة المصاب، الذي يتأهب لإدارة مباراة جنوب إفريقيا والسودان، برسم الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 يوم 15 نوفمبر الجاري . والأكيد أن عشاق الكرة المستديرة في بلادنا يتذكرون نهاية عهد الحكم الدولي الجزائري كريم دحو مع الشارة الدولية، عندما ارتكب الخطأ نفسه، حين بقي فريق الرجاء البيضاوي المغربي الذي واجه الأهلي المصري في رابطة أبطال إفريقيا عام 2013، يلعب ب12 لاعبا، دون أن يتفطن دحو لذلك، لتقرّر “الكاف” وضع حد لمشواره التحكيمي .
