قدم لاعبو المنتخب الوطني ، المدرب البلجيكي جورج ليكنس ك " كبش فداء " للتستر و الإختباء ورائه ، بعد المهازل العديدة التي تسببوا فيها هنا بفرانس فيل و التي كانت سببا مباشرا في الخروج المبكر للمنتخب من دورة الغابون في الدور الاول. رغم أن جميع التقنيين المتواجدين هنا بفرانس فيل ، اعابوا على المدرب الوطني جورج ليكنس سوء تسييره للمجموعة وأخطائه الاستراتجية في إعداد تشكيلة مناسبة في المباريات الثلاثة التي خاضها المنتخب ، لاسيما أمام تونس ، وقبلها أمام زيمبابوي ، إلا أن الجميع إقتنعوا أن اللاعبين يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية في " الخيبة " و المهزلة التي عاشها المنتخب الجزائري ، في الغابون ، من خلال تصرفاتهم " الطائشة " والمهازل التي صنعوها سواء في التدريبات أو في المباريات الرسمية وحتى في مقر إقامتهم بفندق إليكونيا بمدينة مواندا.
تعليمات ليكنس عرض الحائط
لم يعط لاعبو " الخضر" وهنا نتحدث عن اللاعبين القدماء بالاخص ، يد العون للمدرب الوطني جورج ليكنس ، لفرض الانضباط داخل التشكيلة ، رغم أن التقني البلجيكي تمادى في سياسة الاقتراب من اللاعبين من خلال "مزحاته" مع اللاعبين المتكررة ، حتى أن بعضهم وصل به الحد إلى عدم إحترام ليكنس حتى في الامور الرسمية الانضباطية. تعليمات ليكنس ضربها البعض عرض الحائط ، وهو ما تجلى مثلا يوم المقابلة أمام السينغال ، حيث طلب منهم المدرب أخذ وجبة فطور الصباح من الساعة التاسعة إلى العاشرة صباحا ، غير أن ولا لاعب إحترم التعليمة ، بل جميعهم تناول الفطور في حدود الساعة الحادية عشرة ، في صورة تعكس عدم الاحترام ، لأنه من غير المعقول أن يتناول اللاعبون فطور الصباح على الساعة الحادية عشرة و في الامسية يخوضون مقابلة مصيرية أمام السينغال .
سهرات ليلية
وجبة الفطور ، ما هي إلا الشجرة التي تغطي الغابة ، لأن ما خفي أعظم ، بدليل السهرات الليلية للاعبين وعدم خلودهم للنوم في ساعات مبكرة . صحيح أن السهرات لم تكن خارج الفندق ، لكن رفاق محرز وسليماني لم يحترموا التعليمات، في ظل الغياب الكلي للمدرب ليكنس وحتى أعضاء الطاقم الفني الذين أقالهم رئيس الفاف محمد روراوة لسلبيتهم في التعامل مع الامور الانضباطية. الاجتماعات الدورية للاعبين فيما بينهم دون حضور أعضاء الطاقم الفني ، دليل أيضا على غياب الاحترام للمدرب ولطاقمه الفني ، في مشهد يفهم من خلاله أن رسائل التقني البلجيكي لم تكن تصل للاعبين . إشتباكات جسدية بين اللاعبين في التدريبات ، حدث و لاحرج ، بدليل العراك الجسدي للاعبين في المباريات التطبيقية، وخير دليل على ذلك ، ما حدث بين سليماني و كاداور . هناك من يقول أن نالخلافات قد تحدث من حين لأخر لأي تشكيلة في العالم خلال التدريبات، لكن أن تصل الامور إلى حد التشابك بالايدي و التعرض إلى جروح ، فهذا ما لا يتقبله العقل و لا يشرف إطلاقا صورة الجزائر في الخارج . أما في المباريات الرسمية ، فحدثت أمور، إشتم خلالها الجميع وليس الوفد الاعلامي الجزائري فحسب ، رائحة " العصيان " و اللا إنضباط " داخل التشكيلة ، كما هو الحال في سيناريو بغداد بونجاح في المباراة أمام تونس عندما فرض التغيير و حتى براهيمي لحظة خروجه من أرضية الميدان ، حيث لم يتقبل قرار ليكنس و ّ ركل حافظة قارورات الماء ، بطريقة خطفت إنتباه كامل وسائل الاعلام العالمية .
سليماني و الانصار
سليماني هو الاخر تألق ليس " كرويا " ، بل بأمور لا تشرفه كلاعب ، لاسيما تصريحاته اللا مسؤولة إزاء الانصار ووصل به الأمر إلى حد التوجه بعد مباراة السينغال الاخيرة ، إلى المدرجات الخاصة بأنصار " الخضر" في ملعب فرانس فيل ، وإستفزازهم .. ولولا تدخل رجال الامن ، لحدثت الكارثة ، حيث " هاج " الانصار وحاولوا الاعتداء عليه في مشهد هو الاخر يندى له الجبين. غياب روح المسؤولية للاعبين وتخوفهم من التعرض لإصابات ، أمر شعر به الجميع هنا بفرانس فيل و بالاخص من تابع المباريات الثلاثة للمنتخب من مدرجات الملعب ، وهو أمر لم نكن نعرفه في المنتخب الذي فاز في أم درمان على المنتخب المصري ب"القلب " ، وهو القلب الذي تركه اللاعبون في أنديتهم ، وهو ما صرح به المهاجم التونسي يوسف المساكني بعد الفوز على الجزائر ، عندما قال " اليوم فزنا على الجزائر بالقلب و ليس أمرا اخر.".
نجوم فوق العادة
تمادي رئيس الفاف في "تدليل وتفشيش" اللاعبين وحتى نحن الصحافة ، جعل من لاعبي المنتخب الجزائري يشعرون وكأنهم نجوم فوق العادة ، وهو ما تجلى في تصرفاتهم و تصريحاتهم غير المسؤولة ، وهو ما أثار سخط الصحافة العالمية هنا بفرانس فيل ، بلدليل ما قاله صحفي فرنسي متعود على تغطية مباريات الليغا الاسبانية ، قائلا " صحيح أجد صعوبات في التحدث مع ميسي و رونالدو عند تغطيتي لمباريات البطولة الاسبانية ، لكن الامر معقد أكثر في منتخبكم ومع رفاق محرز.." وبعد كل هذه السقطات ، طالب بعض لاعبو المنتخب الوطني ، بعد نهاية مباراة السينغال ، من القائمين على أمور المنتخب ، التنقل من فرانس فيل إلى أنديتهم مباشرة أو على الاقل إلى باريس ، حتى يتفادوا التعرض للضغط عند وصولهم إلى الجزائر ، ولحسن الحظ، رفض رئيس الفاف مطلبهم وطالبهم جميعا بالتنقل إلى مركز سيدي موسى و قضاء اللية هناك ، قبل التنقل إلى أنديتهم.