اختار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأعضاء مكتبه الفدرالي، تطبيق سياسة "الهروب إلى الأمام"، والتنصل من مسؤولية الفضيحة المتعلقة بطريقة الفصل بين الأندية الهاوية التي تحتل المركز التاسع في ترتيب المجموعات الأربع لرابطة ما بين الجهات، بإلغاء اجتماع كان مقررا اليوم، لاتخاذ قرار حاسم، ليترك خير الدين زطشي بموقفه الغامض "قنبلة موقوتة" قد "تنفجر" في أي وقت، لغياب أي حل للمشكل القائم. قبل نصف ساعة عن منتصف ليلة أول أمس، رنّ الهاتف لكل المسؤولين المعنيين باجتماع يوم أمس بمقر الاتحادية، وقد نطق ممثل "الفاف"، المتصل بمسؤولي الرابطات، بجملة واحدة مفادها "الأمين العام للاتحادية يعلمكم بأن اجتماع غد قد ألغي.."، دون أن يقدم مندوب الأمين العام للاتحادية أية توضيحات أو تفسيرات أو حتى تحديد موعد آخر للاجتماع، رغم أهمية القضية المطروحة منذ أيام على مستوى الاتحادية، ما خلف تساؤلات وسط الأندية الهاوية ورؤساء الرابطات أيضا، حول خلفية الإلغاء الصادر في حدود منتصف الليل. والغريب في قضية النوادي الهاوية، التي دخلت في صراع قانوني مع الاتحادية، بسبب قضية فئة أقل من 14 سنة، المغيبة على مستوى رابطة البليدة الجهوية، والموجودة على مستوى بقية الرابطات الجهوية، والتي بسببها سيتم خصم نقاط من شباب الحناية وأمل غريس وتجريدهما من حق الصعود إلى بطولة الهواة، أنها (القضية) أخذت أبعادا خطيرة، وبدليل اتساع رقعة الاحتجاج إلى الأندية المنتمية للرابطات الجهوية، بينما فضل رئيس "الفاف" خير الدين زطشي وأعضاء المكتب الفدرالي عدم الفصل وتسجيل "هروب جماعي"، وهو واقع يحمل في طياته قراءات واضحة حول وجود نية مبيتة من جانب القائمين على اتحادية كرة القدم في توريط السلطة وإحراجها، بفتح جبهة صراع مع القاعدة الشعبية التي يمثلها مشجعو أندية "مناطق الظل"، الذين يشعرون اليوم ب"الحڤرة" التي أصبحت "مخطط عمل" الاتحادية الحالية، التي اختارت لحال الكرة أن يتعفن أكثر دون تقديم أية حلول عملية. الفضيحة المدوية لجهل الاتحادية بوجود "خلل" على مستوى الفئات الشبانية، بسبب عدم إشراك رابطة البليدة الجهوية لفئة أقل من 14 سنة، كشفت عن افتقار مسؤولي "الفاف" للحنكة والحكمة وروح العدل بين النوادي، كون المدير الفني الوطني عامر شفيق، وهو المشرف على نظام منافسة الشبان، لم يكن على دراية أصلا، وهو يرد على أسئلة رئيس الاتحادية في المكتب الفدرالي، بأن إشراك فئة أقل من 14 سنة "إلزامي" للأندية، وهو ما زاد من حجم الفضيحة التي جعلت الاتحادية غير قادرة على اتخاذ قرار حاسم حيال غياب فئة أقل من 14 سنة لشباب الحناية من رابطة وهران الجهوية وأمل غريس من رابطة سعيدة الجهوية، في ظل وجود نص صريح في قانون بطولة الهواة والذي يقضي بخصم النقاط من فرق الأكابر للأندية المعنية، على اعتبار أن عدم إشراك الأندية التابعة لرابطة البليدة الجهوية لفئة أقل من 14 سنة جعل الإتحادية أمام ورطة حقيقية. واللافت للانتباه، والفضيحة انتشرت عبر ربوع الوطن، محاولة كل طرف إلصاق التهمة بالآخر، وحاول رؤساء الرابطات الجهوية تقديم يوسف بن مجبر، رئيس رابطة ما بين الجهات، "كبش فداء" للتغطية على فضيحة عدم إشعار رابطة ما بين الجهات بضرورة خصم النقاط في ديسمبر الماضي من الحناية وغريس (رابطتي سعيدةووهران)، وعلى عدم إشراك فئة أقل من 14 سنة بالنسبة لرابطة البليدة الجهوية، خاصة أن القرار الذي تم اتخاذه بين المدير الفني الوطني والمدير الفني الجهوي للبليدة، غير موثق، على الأقل لحد الساعة، بمحضر رسمي، على اعتبار أن حجة رابطة البليدة، عدم وجود عدد كاف من الأندية على مستوى رابطتها في فئة أقل من 14 سنة. والحقيقة الثابتة أن رابطة ما بين الجهات مسؤولة عن فئة الأكابر، وهي لم تسدد لحد اليوم حقوق انخراط الشبان على مستوى الرابطات الجهوية (رابطة ما بين الجهات مسؤولة عن تسديد حقوق انخراط الشبان على مستوى الرابطات الجهوية وليس متابعة منافستها والإشراف عليها)، لتبقى مسؤولية رابطتي سعيدة ووهران الجهويتين قائمة في عدم الإشعار المسبق بضرورة خصم النقاط من فريقي الحناية وغريس، مثلما تبقى مسؤولية رابطة البليدة قائمة، على غرار المديرية الفنية الوطنية، بشأن اتخاذ قرار إلغاء فئة أقل من 14 سنة دون إشعار الاتحادية. ما يحصل على مستوى "الفاف" أمر خطير، وهروب أعضاء المكتب الفدرالي، أمس، ومحاولة دفع رئيس رابطة ما بين الجهات لتحمل مسؤولية تبعات أي قرار يتخذه يتعلق بالفصل النهائي، هو مؤشر واضح على أن الرئيس خير الدين زطشي اختار تقديم بن مجبر "كبش فداء" للتنصل من المسؤولية، ثم توريط السلطة، من خلال إطلاق العد التنازلي ل"القنبلة الموقوتة" وجعل شظاياها.. الأندية الهاوية.