طمأن رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، البرفيسور محمد يوسفي، المواطنين بخصوص تسجيل حالات مستوردة لداء الملاريا بجنوب البلاد، مؤكدا أن الوضع متحكم فيه، داعيا إلى عدم الخوف والهلع من هذه الأرقام التي وصفها بالعادية، وتسجل كل سنة ما بين 700 إلى 1200 حالة مستوردة من دول الساحل، في الفترة الممتدة بين شهر أوت إلى غاية شهر أكتوبر تزامنا مع تساقط الأمطار الأولى للخريف، مؤكدا أن هذه الأرقام لا تدعو إلى القلق. وأضاف البروفيسور، خلال استضافته في برنامج هذا الصباح على القناة الثالثة للتلفزيون الجزائري، أن التحقيقات الأولية أثبتت أن حالات الملاريا المسجلة بالولايات الجنوبية هي حالات مستوردة، مع العلم أن المنظمة العالمية للصحة منحت الجزائر سنة 2019 ، شهادة تصنف الجزائر ضمن الدول الخالية تماما من الملاريا المحلية، على خلفية خلوها منذ 2014 من حالات إصابة بملاريا محلية، مشيرا أن كل دول العالم تعاني من الملاريا المستوردة. وأوضح يوسفي، أن أكثر من 80 بالمائة من الحالات المستوردة لهذا الداء تسجل في المناطق الجنوبية، وتأتي عن طريق دخول مهاجرين غير شرعيين، وكذا عودة المواطنين من الدول الحدودية مع الجزائر خاصة مالي والنيجر، والتنقلات العائلية بين هذه الدول التي تكثر فيها الملاريا على طول السنة، كما شهدت ولاية تمنراست ارتفاعا في عدد الحالات نظرا لارتفاع نسبة المهاجرين هناك الذين يأتون لغرض العلاج خاصة. وقال البرفيسور أن سبل الوقاية والعلاج من الداء تكون صعبة نوعا ما خلال هذه الفترة، والانطلاق فيها يكون في أواخر أفريل عن طريق تجفيف البرك المائية والمستنقعات الناجمة عن الأمطار والتي تشكل بيئة ملائمة لانتشار وتكاثر البعوض الناقل لهذا الداء. وأوضح ذات المتحدث أنه لا توجد أعراض خاصة بهذا الداء، لكن توجد بعض المؤشرات التي توحي بالإصابة كالحمى، الصداع، القيء، الإسهال والتعرق وهي معروفة لدى سكان الجنوب. ودعا في هذا الصدد كل شخص يحس بهذه الأعراض، التقرب من المصالح الإستشفائية بغرض التشخيص والعلاج والتكفل في حالة ثبوت الإصابة. وأشار رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، إلى ضرورة مراقبة انتشار الحالات المستوردة في كل مناطق الوطن والحرص على عدم عودة انتشار الملاريا المحلية.